حوار مع الفنانة التشكيلية سارة الحسن من مملكة البحرين
سارة الحسن (مواليد 1996)، فنانة تشكيلية ومصممة بحرينية، تخرجت بدرجة البكالوريوس في الفنون والتصميم، جامعة البحرين، تسعى بشغف للتعبير الفني مستخدمة وسائط مختلفة ومتعددة مثل الرسم بالألوان الزيتية ،المائية، الحبر، الفحم وغيرها، لتكون أعمالا برؤيتها الشخصية والمفاهيمية، شاركت فى العديد من المعارض والفعاليات فى مملكة البحرين.كان لموقع عرب 22 هذا الحوار مع الفنانة لتحدثنا حول بداياتها الفنية التي انطلقت منها إلى عوالم الفن التشكيلي بتنوعها اللوني والشكلي.متى بدأت سارة الحسن الدخول في عالم الفن التشكيلي ؟ ومن شجعك عليه؟
بدأت بسنوات مبكرة باطلاعي على الفن واستكشافي للعالم حولي عبر الرسم و زيارة المعارض الفنية والمشاركة بمعارض عدة، مما دفعني بعد سنوات للالتحاق بمجال الفنون والتصميم بالجامعة، فقد أردت الاستعداد أولا عبر التثقيف الفني والتدرب على ما يمكنني تقديمه بشكل جدي، خطوتي الأولى للدخول في عالم الفن التشكيلي كان بالاشتراك بمعرض جماعي مع الجامعة تحت اسم (انعكاس) بجاليري عكاس بسنة (2019)، تحت إشراف و دعم من دكتوره (جميلة السعدون) التي أكن لها فضلا كبيرا بدعمها لبداية مسيرتي الفنية وكنت كذلك أتلقى التشجيع الدائم من عائلتي وزملائي الداعمين لفني.ماذا عن بداية اللوحة الفنية الأولى؟
أتذكر كانت اللوحة الأولى لي باستخدام ألوان الأكريلك وكانت لأوزات تسبح بالنهر رسمتها بعمر 7 سنوات – إن لم تخني الذاكرة – ولكن هنالك العديد من الرسومات التي تم رسمها قبل ذلك الوقت للممارسة والتعلم و منها كذلك قصص (كال comics) ولكن أعد أول لوحة لي هي التي بدأت باستخدام و مزج الألوان بها وهي نهر الأوز .
من هو الرسام العربي أو العالمى الذي أثّر بكِ كثيرًا على المستويين الشخصي والفني؟
تأثرت بعدد من الفنانين ولا زلت أتمكن من اكتشاف فنانين جدد طوال الوقت وأتواصل معهم بطرق مختلفة تتيح لي الإعجاب بأعمالهم الفنية وطرقهم فلا يمكنني القول أنني حددت حتى الآن إذا كان لدي تأثر بفنان واحد فقط.
وأثناء دراستي بالجامعة تعرفت على فنانين من البحرين كالفنان العظيم (عبدالرحيم شريف) والفنان الملهم (عباس الموسوي) و غيرهم من الكنوز البحرينية للفن وكانا مصدر مهم و مؤثر .
وأيضا لي من بحر الإلهام العالمي ما أتلمسه من إعجاب لفنانين كالفنان (John Singer Sargent) جون سينغر سارجنت والفنانة (Remedios Varo) ريميديوس فارو، لما لهما من تأثير كبير .
هل يحتاج الفنان التشكيلي إلى جو نفسي معين لكي يرسم ويُبدع؟
نعم، يحتاج الفنان إلى البيئة المناسبة لكي يستلهم أولا ثم يبدع ثانيا بحسب مزاجه فالفن المصنوع باهتمام وبنفس مستحبة؛ فن لا يقارن بما يتم بسرعة تحت ضغط وبلا رغبة ولكن ذلك لا يعني أن الفنان لا يمكنه الرسم إلا بوقت أو جو نفسي معتدل، بعض الفنانين يحب للتحدي أو الرسم بمزاج سيء لما يعتقدوه بأنه يضيف إلى فنهم من استشعار مختلف مليء بالتحدي.
هل يحتاج الفنان الموهوب إلى الدراسة الأكاديمية ؟
أعتقد أن الفنان المبدع قد لا يحتاج دائما لدراسة أكاديمية لاستكمال مسيرته الفنية إذا كان مصر ومجتهد على أن يستمر بالتعليم الذاتي، فهنالك العديد من الفنانين الذين ارتقوا بالنجاح و الشهرة بدون التعليم الفني العالي فهي ليست للجميع قد تكون باهظة أحيانا أو غير متوفرة ببعض الدول بشكل كامل ولكن أوكد أيضا على أهمية الدراسة الأكاديمية من حيث أن الفنان يحتاج لصقل موهبته و معلوماته بأساسيات الفن و تاريخه و أن يجتهد ليكون مثقفا بما يحب ليكون فنانا و ليس برسام فقط فالثقافة الفكرية مهمة جدا .هل هناك خط أساسي يربط بين مختلف مضامين لوحاتك؟
هنالك بالتأكيد ما يربط مضامين أفكار اللوحات حتى إذا كانت بلا قصد فلكل فنان رسالة يعبر بها وهي تنبض بكل اللوحات وقد يلاحظها الناظر لها قبل الفنان بنفسه، بلوحاتي مفاهيم عدة وأحرص على أن يكون لها فكر ومفهوم مميز ومدروس وإذا حاولت بأن أجد خط أساسي بينهم يمكنني القول بأن جميع الأعمال تشترك بمزج عدة رموز ومعاني وأشكال لدرجها بالعالم الحديث الذي أتعايش معه وأريد فهمه عن طريقها.
ما هي المدارس التي تأثرت بها سارة الحسن في مسارها الفني؟
الانطباعية ولطالما أعجبت أيضًا بالحركة الرمزية بموضعيتها وتعبيرها عن المفاهيم.ما هي أبرز مشاركاتك في هذا الميدان على مستوى الفن التشكيلي في البحرين ؟
أنظر لكل مشاركاتي حتى باختلاف حجمها أنها أبرز المشاركات لي لأني أؤمن بأن مشاركتي بساحة الفن ببلدي يترك أثرا ما؛ ولذلك بالنسبة لي أحببت اشتراكي الأخير بعرض لوحاتي في ليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة مع جاليري (art scene) ملازما لمعرض الاحتفال بال50 سنة الذهبية للبحرين بيوم العيد الوطني (art jam)، التي اشتركت بها بمجموعة لوحات تشكيلية تتسم بأسلوبي الفني وانطباع من الحضارة الاجتماعية للبحرين باستخدام رمز الحلوى البحرينية، ولذلك أعتبر هذه المشاركات الأبرز بالنسبة لي لما تتضمن من قرب للمجتمع وهتمام بالأحداث الجارية.ماذا عن هواياتك الأخرى غير الرسم؟
التصوير الفوتوغرافي والقراءة خاصة الكتب الكلاسيكية والتحليل السنيمائي وتعلم اللغات أصبحت كالهواية لي أيضا، وأسعى لتعلم المزيد من الفنون كالنحت بطريقة احترافية والمزيد من الحرف التي بالنسبة لي ترتبط جميعها ليس فقط بكياني؛ بل فنيا كذلك وأشعر أنها كلها تضيف شيئا مهما لي .
ما هى مشاريعك القادمة فى عالم الفن التشكيلى ؟
مشاريعي القادمة تتضمن المشاركة بمعارض فنية جماعية وٌامة معارض شخصية خارج وداخل البحرين وتأسيس موقع إلكتروني يضم أعمالي المصنفة للبيع بشكل جديد ومطور بإذن الله قريبا والباقي بعلم الله فأنا أطمح بإنتاج المزيد واستكمال تعليمي الفني لأطور نفسي دائما.أخيرا كلمة لمحبى الفن التشكيلى فى الوطن العربى
للأرواح الشغوفة بالفن انظروا لأعماقكم، لجذوركم، أنتم بمكانكم العربي أو خيالكم دائما اطمحوا لمعرفة المزيد واسعوا للثقافة الفنية، استشعروا الفن وكونوا اتصالا معه تحدثوا إليه كصديق فبالفن ستجدون أن هنالك العديد لتختاروا منه من أنواع كثيرة ستتناسب معكم ومع نظرتكم للحياة فكريا وما تجيدونه فلا تيأسوا؛ بل استمروا بالمحاولة والاجتهاد لتصلوا لما يسعدكم.