اللون الأزرق، لون السماء، لون الموج، لون عزف الماء، لون الاكتمال، اللون الأزرق لون تعالت به المرائى فصارت نورًا وبهاءً، لون يخطف دقات القلب، لون جلى، لون تصدح فى وجوده طيور السماء، اللون الأزرق معزوفة فنان مبدع إنه “عادل الذوادى” تضرب ريشته فى معين الإحساسات وتغترف من نبض الأفكار وترتعش بتجارب جد فريدة ومتنوعة لتخرج لنا على الكانفاس فى إبداعات تتجلى فى سماء الفن فى العالم العربى وفى عالم نترجى فيه عملا فنيًا نركن فيه ونعايشه ونركن فى ظله ونوره.تتجلى فى لوحات الفنان المبدع، ضربات فرشات، تخطف اللب ويدق لها فرحًا القلب، لوحات نرى فيها معان تتجلى حيث نلق فى لوحاته وهو البحرينى، معزوفة البحر، الماء الأزرق، السمك نبع الرزق ورمزه ومفتاح السر.
اللوحات ينتشر فى أرجائها اللون الأزرق مع اللون الأبيض ومع البرتقالى، مزيج لونى تضافر فى لوحة حلوة، نلق الحركة فى اللوحة تطفر من بين أركانها، حركة فى الماء وحركة بالماء وحركة مع عناصر اللوحة بعضها البعض.
لايتركنا الفنان مع البحر فى لوحة، بل يعرج على البحر فى أكثر من لوحة نرى فيها الأبيض والأسود، وكأنى بالفنان المبدع يريد أن يجعلنا نتأمل عالم الماء، حيث الظل والنور، مفارقات تتواجد فى كل مناحى الحياة حيث نرى الموجب والسالب، الأبيض والأسود، الفاتح والقاتم ورغم ذلك نجد فى إحدي اللوحات تجلى النور من ضربات اللون الأبيض حيث نرى الكرستالات المتلألأة حول سمكة تتخذ قلب اللوحة مكانًا. لوحة تشد الرائى لأعمال هذا الفنان لكرستالات النور وظلال الأشياء.فى لوحة أخرى نرى اضطراب الموج فى تناغم يذكرنى بقصيدة المساء للشاعر خليل مطران .قصيدة، أقصد لوحة، تمتليء بكل المعانى وفوق كل ذلك بالحركة والصخب.
من عالم البحر والموج، يعرج بنا الفنان المبدع “عادل الذوادى” على تجمع البشر، حيث نرى حشدًا لبعض البشر من رجال ونساء، إن الفنان يعزف بالريشة حيثما تقع عيناه، يعزف حين يرى البشر وحين يرى البحر وحين يرى المساجد المصلين، يمزج بين استخدام اللونين الأبيض والأسود فى بعض اللوحات وبين استخدام أكثر من لون فى لوحات أخرى . إنه فنان ينطلق فى سماوات الإبداع فى خطوط عدة، تتفاعل أجزاء اللوحة مع معان جد عميقة ومباشرة. يقترب من البيئة التى حواليه يسجلها بفرشاته فى ضربات مباشرة وخاطفة ومعبرة. يتأثر بالمحلى ويتشبث به ويضيف عليه ويجدده.أختم حديثى عن أخر لوحة للفنان حيث نرى فيها شخصين مع طائرين وكأنى بالفنان يربط بين الإنسان والطير فى سعى لخلق معانى التفاعل بين الإنسان وعناصر الكون من حوله من طير ومن بحر ومن أسماك ومن أشخاص.إننا أمام بوتقة صهرتها تجارب الفنان، حيث نرى نفسه تتجلى فى لوحات معبرات.يبدع الفنان”عادل الذوادى” حيث يرسم، وحين يعبر بالفرشاة، حيث يستخدم اللون الأزرق، لون الموج، حين يستخدم اللونين الأبيض والأسود حيث يخط النور مع الظل، بل حين يستخدم كل الألوان.
يبدع الفنان حين يقترب من البحر وحين يتجلى السمك فى عمق اللوحات حيث تتجلى أصوات الموجات، وحين تأمن الأطيار لبنى الإنسان. يبدع فناننا فى أعمال تمتزج فيها كل خطوط اللون وخطوط الإحساسات. ألف تحية لهذا الفنان الذى يضيف فى لوحاته معزوفة خاصة فى البحرين وفى عالم الفن التشكيلى، إبداع يتسم بالسمو والجمال والقدرة علي نقل الأفكار والنبضات.
المقال السابق
المقال التالي