الفنانة منى الصفار: الفن هو الطريق الأوحد للتصالح مع العالم
منى الصفار، كاتبة وفنانة تشكيلية ومترجمة، من مملكة البحرين، حاصلة على بكالوريوس لغة إنجليزية، لها ثلاث مجموعات شعرية(قصائد نثر)، مولعة بالفن والأدب: الشعر، الرسم، المسرح، السينما، الموسيقى، ترى في الفن أنَّه الطريق الأوحد للتصالح مع العالم، حصلت على الدعم المعنوى من الفنان البحرينى (حامد البوسطة) الذى عزز لديها الثقة بالنفس والإصرار على السير نحو المبتغى، معظم لوحاتها تجسد صورة المرأة فى أكثر لوحاتها وهى عبارة عن وجوه بورتريه إلا إنَّها عبارة عن ترجمة مشاعر ما وراء الوجه والملامح، تسعى أنْ يكون لها أسلوب وبصمة خاصة كحالة إبداعية من خلال حسابها على إنستغرام(طباشير) للفن الرقمى.أجرى موقع عرب 22 هذا الحوار مع الفنانة منى الصفار لنتعرف على البدايات وعلى مشاريعها القادمة في الفن التشكيلي.
في البداية نود أنْ نعرف من هي منى الصفار؟
أعتقد أنْ يُعرف الإنسان بذاته هو أمر من أصعب الأمور، لذلك أجد من الصعوبة تقنين ذاتي في الألقاب، أحب الفن بجميع أشكاله، الكتابة والرسم وكل ما هو إنساني ويحث على الإبداع. خريجة أدب إنجليزي من جامعة البحرين، لي مجموعة إصدارات في قصيدة النثر، ترجمة لرواية، مولعة بالفن وقد كنت عضوًا في مجموعة صغيرة في البحرين تحت اسم cup of art.
متى بدأت منى الصفار الدخول فى عالم الفن التشكيلي ؟ ومن شجعك عليه؟
مجموعة (cup of art) كانت البداية، إلا أنَّ المجموعة لم تستمر للأسف الشديد، فرغم ولعي الشديد بالرسم منذ طفولتي إلا أنَّني أعتقد بأنني لم أولِ هذا الولع العناية الكافية. من أكثر الأصوات التي دفعت وشجعت هذا الفن الأستاذ (حامد البوسطة) من البحرين.
ماذا عن بداية اللوحة الفنية الأولى؟
اللوحة الأولى كانت بسيطة ومرتبكة بعد توقف ما يزيد عن عشرة أعوام لم أعمل فيها على تطوير الموهبة كما يجب. إلا أنَّها كانت بطاقة دخول للتعرف على الألوان الأكريليك والكانفس، على الدمج وعلى استخدام وسائل (مكس ميديا) في اللوحة. أيضًا كانت مستوحاة من مجموعتي الشعرية في ذلك الوقت حيث استخدمت أجزاء من الكتاب في صنع اللوحة.
من هو الرسام العربي أو العالمى الذي أثّر بكِ كثيرًا على المستويين الشخصي و الفني؟
على المستوى العالمي أخذت دائمًا بلوحات (غوستاف كليمت)، ولوحات (فريدا كاهلو) التي كانت تحمل قصة في كل لوحة، القصة التي تجعلك تقف أمامها بارتباك. وذلك ما أظن بأنَّه ما يجب أنْ يكونه الفن. أنْ يحملك على شعور معين، أنْ يستفز مشاعرك ويستفز تفكيرك ويعمق رؤيتك.
على المستوى الشخصي أعزو بكثير الفضل للأستاذ الفنان (أحمد عنان)، الذي من خلال دورة معه أضاف الكثير لتقنياتي في الرسم والتشكيل. ومن أجمل الأعمال التي أجد بها نفسًا مميزًا وأسلوبًا فنيًا متقدم أعمال الفنان البحريني (علي ميرزا).
ماهي الملامح والسمات الخاصة، التي تميز الفن التشكيلي في البحرين وتحدد هويته؟
أجد أنَّ لكل فنان في البحرين بصمته الخاصة التي ما إنْ تنظر لأحد أعماله حتى تلوح بأنَّ هذه اللوحات هي صنيعته. الفن التشكيلي في البحرين متقدم بشكل كبير ويضم جميع المدارس الفنية ويضع البحرين في مكانه متميزة على الخارطة الفنية. أيضًا أعتقد أنَّ أكثر ما يميز الفن في البحرين خاصة هو الهوية الفلكلورية التي يبرزها من خلال الفن. الهوية الثقافية والهوية الفكرية والهوية المسرحية التي تجدها في الفن البحريني واسعة وحقيقية. كما نجد في الفن البحريني اهتمام عميق بالثقافة والفلكلور المحلي. لذلك أعتقد بأنَّ أبرز ما يمكن أنْ يقدمه الفن هو الحقيقة المجردة للذات التي هي خليط من هذا أجمعه.
هل يحتاج الفنان التشكيلي إلى جو نفسي معين لكي يرسم ويُبدع؟
الأمر يختلف من مبدع لآخر ومن فنان لآخر، البعض يجد بأنَّه يحتاج لجو معين وهدوء وعزلة، والبعض يجد بأنَّه بالفن يمكن أنْ يعزل نفسه عن العالم الخارجي أينما كان. أنا من الجزء الثاني، الذي يجد في الفن مهربًا من الضجيج، ويجد الانغماس في اللوحة طريقة للسلام مع العالم في الخارج.
هل يحتاج الفنان الموهوب إلى الدراسة الأكاديمية ؟
لا يمكن أنْ ينكر الإنسان أهمية الدراسة الأكاديمية في صقل الموهبة، إلا أنَّ هناك الكثير من الفنانين ممن لم يدرسوا أكاديميًا وقدموا فنًا متميزًا وبصمة واضحة في عالم الفن والتشكيل. الدراسة الأكاديمية قد تُقدم طريقًا مختصرًا للتعرف على التقنيات وعلى الإلمام بالمدارس ونقل التجربة من الصورة البسيطة والمجردة للصورة الأكثر عمقًا وتعقيدًا. لا أستطيع القول بأنَّ الفن يتوقف على الدراسة الأكاديمية إلا أنَّ الدراسة الأكاديمية تضيف الكثير للموهبة.
ما هي المدارس التي تأثرت بها منى الصفار في مسارها الفني؟
ربَّما التعبيرية إنْ صح التعبير، فبالرغم من أنَّ أكثر لوحاتي عبارة عن وجوه بورتريه إلا إنَّها عبارة عن ترجمة مشاعر ما وراء الوجه والملامح، أحاول أنْ أوصل الشعور من وراء اللوحة، البعد الآخر وما وراء الصورة.
حديثينا عن تجربتك مع Digital Art .
بالرغم من ترددي في دخول تجربة الرسم الرقمي، إلا أنَّ الرسم الرقمي شدني لسعة امكاناته، حيث يمكنك الحصول على مئات الخامات التي قد تستخدمها في بنيوية اللوحة وبضغطة زر. عالم الرسم الرقمي عالم ممتد وكبير وملئ بالتجارب والفرص. تعرفت عليه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأخذت بتجارب متميزة جدًا فيه. فالشعور أنَّه بإمكانك حمل أدواتك جميعها في جهاز لوحي واحد وفي كل مكان وزمان، من أكثر ما شجعني للتوجه لهذا الفن. ورغم أنَّ الطريقة التقليدية في الرسم لها لذتها إلا أنني بدأت أجد نفسي في هذا المسار، وأجد حديث قلبي في هذا النوع من الفن وأتمنى أنْ أستطيع الإضافة لتجربتي بتعلم المزيد.
ماذا عن هواياتك الأخرى غير الرسم؟
أنا مأخوذة بالقراءة والكتابة والسينما والموسيقى والإنسانيات بجميع ألوانها وأشكالها، وأجد أنَّها الطريق الأوحد للتصالح مع العالم. الفن الذي يبهر ويغير ويضيف، ويصنع الإنسان من خلال تجارب الآخر لا من خلال تجربته وحده. كما أسلفت لي ثلاث مجموعات شعرية (قصائد نثر).
ربما أيضًا أنا مأخوذة بالحداثة والتطور في صنع المحتوى الفني عمومًا بأي لون كان، الأمر الذي قد يكون هو محركي الأول للاستمتاع بالفن الرقمي.
هل حققت الفنانة منى الصفار ما كانت تتمناه فى الفن التشكيلي؟
لا يزال طموحي كبيرًا في تقديم نفسي، تقديم (منى) كفنانة لها بصمتها الخاصة، ورؤيتها الخاصة في الفن. وقد بدأت فعلا من خلال حسابي على الانستغرام (طباشير) للفن الرقمي. أطمح في تعلُم المزيد وتقديم المزيد، وأرجو أنْ أكون بالمستوى المتوقع.
ما هي مشاريعك القادمة في عالم الفن التشكيلي ؟
مشروعي الحالي هو العمل على تغذية حسابي الفني، المختص بالفن الرقمي، والعمل على تطوير أدواتي الفنية ونتاجي الفني.
أخيرًا كلمة لمحبي الفن التشكيلى فى الوطن العربى.
الفن هو لغة العالم وهو بوابة فتح الأفق والتفكير. وإنَّ أجمل ما نقدم للفن هو أنْ ندعمه بحب.
وفي النهاية، الشكر الجزيل ووافر الامتنان والتقدير للأستاذ أسامة فتحي ولموقع عرب 22 على دعمة المعنوي للفن والفنانين، وأتمنى له كل النجاح والتوفيق.