كتب / محسن صالح
زهرة خلف فنانة المنمنمات الدقيقة ، نرى فى لوحاتها العناية بالتفاصيل الدقيقة والعميقة فى الوقت ذاته ، نرى فى إحدى لوحتيها التفاصيل للخنجر العربى الذى يزين وبما يرتيط به من تشكيلات وتكوينات وهى على دقتها لاتنسى العمق التكوينى وتبادل الألوان وكأننا مع سيمفونية حلوة فيها اللون البنى واللون الأصفر أوالبرتقالى ألوان أخرى تندمج مع الزركشات والتكوينات الزخرفية وكأننا نعاين أحد المساجد أو الأقبية التى تعكس روعة المعمار والفن الإسلامى فى أكثر أو معظم بلدانها . إنها فنانة تضرب بجذور وافرة فى حضارة تالدة. ونعجب من هذه الفنانة التى تضعنا مباشرة أمام ماضينا الزاخر ، فنحنى لها القامات على هذا الإبداع الفنى الخالص .
وحين نذهب إلي لوحتها الأخرى نرى نفس العناية بالتفاصيل الدقيقة وكأنها تستخدم ميكرسكوبا فى رسمها ونجد روعة اللوحة فى تفاعل الألوان التى تتوازى مع عزف الصخور فى الصحراء العربية أو قطعة من السجاد الموشى أو لقطة من ثياب من قصب. نغوص فى اللوحة ونتوه سكارى من جمال اللوحة ونجد المساحة اللونية كأنها النهر الذى فى المنتصف يتدفق كأنه أحد أنهار الخلود ، ننظر إليه فنتوه ونحس أننا نعيش عالما أخر عالما إثيريا نعشقه ولانريد أن نغادره. واللون الذى قلب اللوحة هو اللون الكريمى أو اللون الأبيض الذى يدل على تدفق الصفاء رغم ظلمة المحيطين أو الظروف الصعبة فى تفاعل يعكس الحياة التي نحياها ونعاينها