الفنانة التشكيلية سوسن يحيي صاحبة الفرشاة الذهبية والألوان السحرية
يستقبل محبو الفن التشكيلي أعمال الفنانة سوسن يحيي بالإعجاب والانبهار بما تملكه من قدرة على توظيف ألوانها، فهي ترسم الحلم وتبحر في عالم الألوان، فنانة متميزة ولها خُصوصياتها التي تتميز بها، ترسم بإحساس صادق كل لوحاتها، تشغل ثيمة المرأة وما يتعلق بها من هويتها وكينونتها حيزًا كبيرًا من إبداعاتها، كما توظف الخط العربي في العديد من لوحاتها.
اقتربنا من تجربة الفنانة لتحدثنا حول بداياتها الفنية التي انطلقت منها إلى عوالم الفن التشكيلي بتنوعها اللوني والشكلي. فكان لنا معها هذا الحوار :
سؤال لابد منه..من هي الفنانة سوسن يحيي؟
سوسن يحيي، فنانة تشكيلية، من المملكة العربية السعودية، من أبناء المنطقة الشرقية، اهتمت بكل أنواع الفنون البصرية ودأبت على صقلها بالتعلم والتطوير المستمر والتدريب المتواصل. حكايتي كانت منذ نعومة أظفاري حيث كنت محبة وشغوفة ومتعلقة بعالم الألوان الساحر، حيث بدأتُ بداية كلاسيكية كأي طفل عابث شخبطة على الأشياء من أوراق إلى جدران..إلخ نعم إنها تلك الحالة التي تُنبأ بولادة حالة فنية تريد أن تشق طريقها نحو الضوء.
في الواقع منذ الصفوف الأولى ولا أبالغ إن قلت إن موهبتي كانت تشهد تنامي سريع وقفزات متلاحقة ولافتة تفوقت بها على أقراني حتى كان يقال لي بأن موهبتي تسبق سني؛ مما شجعني و دفعني أن اتجهت نحو المشاركات في المعارض المدرسية وغيرها من الفعاليات الفنية الخارجية الأخرى واستمرت المشاركات ومن بدايتي نجحت بفضلٍ من الله بأن أخطف الأضواء واستحوذ على الاهتمام وأن أحصد لقب فنانة من الجميع. نعم كم كنت محظوظة حينها.
متى ترسمين ولمن تبدعين؟
غالبًا طوال اليوم؛ لكني أخرج بنتيجة أفضل حين يكون فيها ذهني صافٍ حيث تتجلى لدي ملكة الإلهام ويكون عطائي أكثر جودة. بالدرجة الأولى لنفسي ولكل متذوق ومحب للفن التشكيلي فأنا أظن أن أعمالي يستطيع أن يفهمها الجميع دون استثناء فهي لا تحمل لغة مشفرة أو رمزية مُوغلة في التعقيد.
ما الشيء الذي يحرك بداخلك حس الفنانة لتبدع عبر الريشة والألوان؟
حينما أرى الجمال بكل صوره سواء في الطبيعة أو في الأشياء و حينما أرى أعمال فنية رُسِمت بإتقان و بحس عالي فأنا أجد تأثير كل هذا الاشياء تنعكس عليّ بشكل إيجابي وتشحن طاقة الإبداع عندي.
حدثينا عن تجربتك في عالم الفن التشكيلي؟
واقعًا لا أستطيع أن أقيّم تجربتي ولكن ما أستطيع قوله أن كل ما أقدمه كان نتاج تعب وجهد وحس متأني وعميق فلا يهمني أن أنتج أعمالاً بقدر ما يهمني أن أجود ما أقدمه لذلك كانت أعمالي قليلة؛ إذ كنت ومن بداياتي أهتم بالكيف لا بالكم و هذه هي الخطوط العريضة في تجربتي.
من هو الرسام العربي أو العالمى الذي أثّر بكِ كثيرًا على المستويين الشخصي والفني؟
كثيرين كان لهم الأثر على نفسي منهم عالميين ومنهم غير ذلك، لكن أكثر مايشدني هو أعمال فناني عصر النهضة بالأخص رواد المدرسة الواقعية وكذلك أصحاب النهج السريالي والانطباعين، كذلك أهتم بالجيد من الأعمال التشكيلية المعاصرة وحريصة على الاطلاع على الأساليب والتكنيكات المختلفة والمتنوعة.
هل من لون يغريك أم هي ألوان مركبة؟
بحسب مقولة الشيء بالشيء يذكر أريد أن أذكر هنا غالبًا ما أُسأل عن أعمالي هل هو فن رقمي؟.. لذلك أود أن أذكر هنا بأن أعمالي كلها زيتية وليست رقمية كما يظن البعض ولا أتعامل مع خامة أخرى. أما ما يخص اللون الذي يغريني فكل الألوان لها أهميتها وجوها لكن يُحدد وجودها الموضوع والفكرة والعنصر لكن أكثر ما تستهويني هي الألوان التي لها طابع البهجة والحلم ولكن التنوع أمر مطلوب كما هو معلوم.
ماهي أهم المعارض المحلية و الدولية الي شاركت فيها ؟
شهدت تجربتي التذبذب في المشاركات والانقطاع فهي قليلة لحد كبير لكني أثمنها وأعتز بكل معرض شاركت فيه وأعتبره تجربة يجب الاحتفاء بها مهما كانت المشاركات محدودة، فقد شاركت في معارض جماعية مع نخبة جميلة من فنانين متميزين طافت بعض المدن من الشرقية لجدة ومن ثم سوريا كما كان لي مشاركة في مهرجان الجنادرية كذلك شاركت عن طريق وزارة الثقافة في الأسبوع الثقافي في موسكو وكذلك دول أوروبية أخرى .
ماذا عن هواياتك الأخرى غير الرسم؟
في الواقع لدي هوايات متعددة بعضها اندثرت وبعضها لازال منها هواية تصميم الأزياء، كتابة الخواطر، القراءة، كما أحب فن الخط رغم أني لم أتدرب على الخط ولكن خطي بالفطرة يعد جيدًا.
ما هو جديدك في عالم الرسم و التصوير؟
لدي أعمال لها طابع مختلف عن الأسلوب الذي عرفني به المتتبعين لأعمالي؛ يتسم بالجرأة والخروج عن المألوف نوعًا ما وسوف يثري تجربتي ويغنيها.
أخيرًا إلى ماذا تطمح الفنانة سوسن يحيي
لا أستطيع أن أحصر طموحاتي فهي كثيرة؛ لكن ما أريد قوله أنا و منذ البداية كان اهتمامي مُنْصَب بأن أكون فنانة مؤثرة لي أسلوبي الخاص حتى لو كنت مُقِلّة في العطاء لا أن يكون وجودي لمجرد التواجد، لذا ما أتمناه هو أن أظل أرسم وأقدم أعمالا ذات قيمة ومدروسة و بأسلوبي الذي أسعى أن أتفرد به وأن أتجدد على الدوام بحيث تكون أعمالي حاضرة في الوجدان ببصمة مميزة.