التشكيلية ليلى الجندان ومشاركتها في معرض (فرشاة عربية) بموسكو
عرضت الفنانة التشكيلية السعودية ليلى الجندان لوحة من أعمالها في معرض (فرشاة عربية) بقاعة مستقبل الفن بموسكو، روسيا.تحت رعاية الاتحاد الأوروآسيوي بروسيا، وبالتعاون مع عرب 22 للفنون التشكيلية والتوثيق الالكتروني.
ليلى الجندان، فنانة سعودية عشقت الفن منذ طفولتها حيث كانت تمارسه كهواية محببة. لم تحترف (ليلى) الفن مبكرًا لكونه كان غير مدعومًا بشكل كبير من قبل المجتمع السعودي في تلك الفترة. هذا ما دفعها الى أن تكمل دراستها الجامعية في مجال علوم الحاسب الآلي حيث احترفت هذا المجال فيما بعد.
تؤمن (ليلى) بأن المرأة هي جزء لا يتجزأ من المجتمع وبأنها والرجل معًا يكملان بعضهما البعض في جميع نواحي الحياة، وبحكم هيمنة الرجل على المجال الذي أمضت فيه (ليلى) حياتها المهنية ونتيجة للتحديات التي واجهتها (ليلى) في حياتها العملية والشخصية، أدى ذلك الى تفجر هذه الأحاسيس في أعمالها الفنية حيث لجأت (ليلى) إلى الفن ووجدته متنفسًا لما يجول في داخلها من عواصف ترغب في التعبير عنها من خلال ريشتها. حيث أننا نجد أن أعمال الفنانة في معظمها تظهر قوة المرأة وعزيمتها وتقديرها فنجد في عدد من لوحاتها المرأة وهي ترتدي تاجًا على رأسها، في حين أن بعضها يعكس مشاعر الضعف والشك والحديث مع النفس الذي تواجهه كأنثى تسعى لإثبات وجودها في مجتمع ذكوري. فكأن هذه اللوحات التي يقع معظمها في اطار البورتريه هي سيرة ذاتية لحياة (ليلى الجندان).
في لوحات (ليلى)، يمكنك أن ترى التباين بين الوجوه الجميلة ومجموعة الألوان النقية والصافية والمبهجة حيث تجد جرأة كبيرة في استخدام الألوان الصارخة بشكل متناسق وجميل. تكاد لا تخلو أعمال الفنانة من الكولاج وورق الذهب الذي يعطي بعدًا وعمقًا ثريًا لأعمالها.
استطاعت الفنانة (ليلى) أن تخلق حوارًا شديد الفاعلية والعذوبة بين الوجوه التي ترسمها بواقعية والمساحات الخلفية وتدرجات ألوانها والتي تعطي إحساسا بالتجرد والحرية والحلم والانفصال عن الواقع.
يظل الفن هو المآل الثابت للفنانة (ليلى الجندان) فمهما تفرقت بها السبل وانشغلت عنه بحياتها العملية الا أنهما دائمًا على موعد. ولأن الموهبة ملازمة لصاحبها مدى الحياة فقد حرصت ليلى على دعم موهبتها وصقلها بالدراسة فحصلت على دبلوم في الفن التشكيلي وعدد من الدورات لتنمي مهارتها الإبداعية.
يعتبر والد (ليلى) هو المؤثر الأول لها فيما يتعلق بتنمية حبها للفن بشكل عام حيث أنه كان دائمًا يشجعها على تنمية مهارتها في العزف على البيانو بما أنه كان بدوره يتقن العزف على آلتي البيانو والعود. وبحكم عمل والدها في السلك الدبلوماسي فإنه كان يحرص دائمًا في جميع أسفارهم للخارج بأن يأخذها وأخوتها لزيارة المتاحف الفنية والتاريخية مما أدى إلى تغذية الحس الفني عند الفنانة ومما زاد من تأثرها بالفن الأوروبي بشكل كبير حيث يعد كل من (غوستاف كليمت) و(ريتشارد بورليت) من أكثر الفنانين المؤثرين في أعمال (ليلى). والدة (ليلى) أيضا كان لها الأثر في موهبتها حيث تتذكر (ليلى) كيف كانت تراقب أمها وهي ترسم سكيتشات للأزياء النسائية التي تنوي تفصيلها مما يفسر حب الفنانة لإبراز جمال الأزياء النسائية في أعمالها حيث أننا نجد أن الفنانة (ليلى) مثلت في العديد من أعمالها التراث والثقافة السعودية حيث أبرزت أزياء المرأة التراثية بطريقة عصرية مبهجة.
للمرأة شموخ وكبرياء في أعمال الفنانة (ليلى). يظهر ذلك من خلال طول الرقبة وارتفاع الذقن ولكننا في نفس الوقت نرى الهدوء والثبات والسكينة من خلال العينين المغمضتين والتي تحاول الفنانة من خلالها أن تدفع المرأة للتركيز في داخلها والايمان بقدراتها وأحلامها وعدم تشتتها بما تواجهه في محيطها من احباطات وصعوبات. استطاعت (ليلى) أن تمزج بشكل جميل بين قوة المرأة وجمالها وأناقتها وأنوثتها في أعمالها.
شاركت (ليلى الجندان) في عدد من المعارض والفعاليات المهمة المحلية والعالمية، من بينها بينالي (الدرعية) و معرض اليوم السعودي الوطني (هي لنا دار) وأيضا المعرض المقام في حفل السفارة السعودية في بلجيكا بمناسبة اليوم الوطني السعودي، وشاركت أيضًا في معرض الفن العربي المقام في بيروت و في عدد من المعارض الافتراضية.
تعتبر (ليلى) نفسها في بداية مشوارها كفنانة تشكيلية وهي مؤمنة بأنها تسير بخطى ثابتة وكبيرة نحو تحقيق طموحها وهو بأن تكون جزءًا من المشهد الفني الصاخب محليًا وعالميًا وأن تساهم في رفع مستوى الفن والثقافة السعودية.