الفنان البحريني عدنان الأحمد: الفن حياة أحياها وأعيش لحظاتها

0

وُلد الفنان (عدنان عبد الرحمن محمد الأحمد) في مدينة المحرق، مملكة البحرين، وبعد إتمام الدراسة للمرحلة الثانوية عام 1979م، حصل على بعثة دراسية لدراسة الفنون الجميلة بفرنسا من قبل وزارة التربية والتعليم و من هنا بدأت رحلته مع الفنون التشكيلية كطالب في مدينة بيزانسون بفرنسا، ومن خلال الدراسة الأكاديمية في مدرسة الفنون الجميلة تعرف على مدارس الفنون وأساليبها وتقنياتها القديمة منها والحديثة وتاريخ الفن و أهم الفنانين العالميين الذين صنعوا تاريخ الفن القديم والحديث، وقد شارك في عدة معارض عندما كان طالبًا بفرنسا في مدينة تولوس ومومبليارد وبيزانسون مع جماعة (الفن الجديد) بمدينة بيزانسون.

ومن خلال تواجده في فرنسا وتردده على باريس بشكل مستمر قبل أن يستقر فيها في المرحلة الأخيرة من دراسته للانتظام في دورات تخصصيه حيث اتيحت له الفرصة لقضاء أوقات طويلة ولساعات بشكل يومي في متاحف باريس وخاصة متحف اللوفر و مركز جورج بومبيدو للفن الحديث ومتحف أورسي ومتاحف اخرى تمتلئ بها باريس في كل مكان، وقد تشبع وتشرب بمناخ الفن والثقافة الفنيه وتوجهاتها وأساليبها من خلال دراسة الفنون الجميلة وتاريخ الفن أكاديميًا واستطاع أن يخط لنفسه خطًا فنيًا معينًا والحصول على شخصية فنية متميزة كانت من أهم أهداف دراسته وبحثه في تقنيات الفن وفلسفته وكان ذلك مشروع تخرجه واضعًا نصب عينيه أن يواصل مسيرته الفنية بعد التخرج على أسس فنية متينة وقائمة على الخبرة والمعرفة  والثقافة الفنية.

وعن تجربته الفنية يقول الفنان عدنان الأحمد:”تعتمد تجربتي الفنية على رؤية ذاتية وشخصية بعض الشيء من خلال منهج علمي تحليلي ذو سياق هندسي في الشكل والتكوين وبتركيب تراكمي ولكن لا يخلو من الخيال والعاطفة وذلك أني أوظف ذاكرتي كثيرًا في استحضار بعض المكونات والرموز من الذكريات القديمة جدًا أو الحديثة جدًا أو ما يقع في الوسط أعايش هذه الذكريات وأفسرها وأعيد صياغتها وإنشائها من جديد حسب رؤية جديدة وتحليل جديد داخل مختبر ذهني أخرج منها بنتائج قد تختلف كثيرًا أو قليلا عن الواقع فأنا أزين الواقع وأطرزه وأرفعه إلى درجات من الخيال وأمزجه بالحلم مع كثير من العاطفة والحب لكي يظهر بمظهر فيه كثير من المثالية والسحر والإلهام وحتى بعض الذكريات المؤلمة تبدو جميلة وممتعة حين أخضعها لقوانين العقل الباطن فتبدو متألقة في ثيابها الجديدة وشكلها الجديد”.

وبعد تخرج الفنان (عدنان الأحمد) من مدرسة الفنون الجميلة من بيزانسون وحصوله على الدبلوم الوطني العالي مع تقدير لجنة التقييم قضي السنة الأخيرة في باريس وكانت مرحلة باريسية بحته ومهمة جدًا حيث تبلورت شخصيته الفنية وأخذت تكوينها النهائي الذي سيبدأ به حياته الفنية في بلاده عندما يعود إلى الوطن و قضي معظم وقته في متاحف باريس ومكتباتها يرسم ويقرأ ويبحث ويكتسب مهارات فنية جديدة ومركزة استقرت في عقله و قلبه حتى يومنا هذا.

تخرج من (البوزارت) عام 1987م، وعاد إلى البحرين في عام 1988-1989م، وعمل مدرسًا لمادة التربية الفنية في مدارس البحرين ومن خلال عمله قام بإعداد مقررا لمادة التربية الفنية يتم تدريسه في مدارس البحرين كما شارك في عدد من معارض وزارة التربية والتعليم للفنون التشكيلية وشارك في عدة لجان فنية للنشاطات التربويه في مجال الفنون التشكيلية وفي هذه الأثناء التحق بجمعية البحرين للفنون التشكيلية في 11  يناير 1989م، وبدأت رحلته الفنية كفنان تشكيلي بحريني وتعرف على الوسط الفني في البحرين وتعرف على أهم الفنانين التشكيلين الذين سبقوه بمراحل كثيرة وكنت يسمع عنهم وهو طالب وكان يبدي كثيرا من الإعجاب والاحترام والتقدير لهم ولفنهم وكان يتمنى أن يصل يومًا ما إلى ما وصلوا إليه من مكانة وصيت واسم في الساحة التشكيلية البحرينية وبدأت مشاركاته الفنية وكانت أول مشاركة له في معرض الفنون التشكيلية السنوي بمناسبة افتتاح جسر الملك فهد عام 1988م، في موقع جسر الملك فهد، وبدأ مشواره الفني منذ تلك اللحظة وشارك في معظم معارض وزارة الإعلام سابقًا وزارة الثقافة حاليًا داخل البحرين وخارجها وشارك في معظم معارض جمعية البحرين للفنون التشكيلية داخل البحرين وخارجها منذ التحاقه بها عام 1989م، حتى اليوم وشغل منصب أمين سر الجمعية للدورة السابعة عام 1996-1998م، والدورة التاسعة عام 2000-2002م، وأقام معرضه الشخصي الأول عام 2002م، بمقر جمعية البحرين للفنون التشكيلية بشارع البديع.وأضاف الفنان عدنان الأحمد :”إنني لا أحب أن أشرح لوحاتي كثيرًا أريد أن يشرحها المشاهد لنفسه حسب مفهومه وفكره وثقافته أيا كانت هذه الثقافة فليس بالضرورة أن تكون فنيه أهم شيء الصدق والمصداقية وبذلك أفسح المجال للمتلقي أن يفسر اللوحة حسب هواه ويحللها بعيدًا عن إطار أفكاري وأغراضي ودوافعي الشخصية عندما رسمت أي لوحة من لوحاتي وبذلك أكون قد سمحت له أن يشاركني هذه المتعة ويضيف إليها ويعيد رسمها بذاكرته ويساهم في اكمال ما بدأته لأني أعتقد أن معظم لوحاتي ناقصة لذلك أستمر وأستمر في البحث والتنقيب وفي مثل هذه المشاركة بيني وبين المشاهد أستطيع أن أعطي لوحاتي أبعادًا جديدة وكثيرة ومتعددة تتجاوز حدود الزوايا التقليدية من خلال السماح للمشاهد أن يسرح بخياله وذاكرته وعقله الباطن يفند ما يراه ويشرحه لنفسه أو للآخرين وهو على صواب دائمًا أعطيه الحق في ذلك فلا أقيد أحدًا بما أراه أو ما أعنيه إني فقط أفتح الأبواب وأترك المجال للدخول والخروج ثم الدخول والخروج وذلك يسعدني كثيرًا.

شارك الفنان (عدنان الأحمد) بعدد من لجان التحكيم والفرز للمعارض الفنية داخل البحرين وخارجها كما قام بإعداد كتيب عن المرحوم الفنان (راشد سوار) ضمن إصدارات جمعية البحرين للفنون التشكيلية كما نظم رحلة فنيه لباريس لعدد من أعضاء الجمعية لزيارة متاحف باريس وصالات العرض الباريسية المعروفة كما قام بتنظيم الكثير من المعارض الفنية داخل البحرين وخارجها ضمن نشاطات الجمعية الفنية ومن أهم المعارض الخارجية التي اشرف على تنظيمها معرض الجمعية في باريس ومدينة كان بجنوب فرنسا ومعرض (يوروب أرت) بجنيف ومعرض سنغافورة وميامي بالولايات المتحدة الأمريكية وحصل على عدة جوائز وشهادات تقدير داخل البحرين وخارجها ومن أهم الجوائز التي حصل عليها جائزة الشراع الذهبي في بينالي الكويت الدولي الثاني عشر عام 1996م، وجائزة تقديرية في معرض الفنون التشكيلية السنوي الرابع والعشرون بمتحف البحرين الوطني عام 1995م، وجائزة تقديرية في معرض الفنون التشكيلية السنوي التاسع والعشرون عام 2002م.
لقد توزعت أعماله الفنية كمقتنيات بين عدة جهات رسمية وخاصة وعدد من الشخصيات من هواة جمع الأعمال الفنية ومن أهمها أعمال مقتناة بمتحف البحرين الوطني ومتحف قطر للفن الحديث وشركة البحرين الوطنية للتأمين ومجموعة الكسندر لايادوز في باريس ومجموعة سامي أبولا جو في نيجيريا ومجموعة ألوليفيه دوريا بلندن وعدد من الوجهاء والأعيان ورجال الأعمال داخل البحرين وخارجها.

ومازال يعمل في مجال الفنون التشكيلية يرسم في مرسمه الخاص بالحد في مدينة المحرق يحاول أن يحقق ذاته ويبحث عن الأمن والسلام من خلال عمل فني يلقي فيه بكل أحاسيسه ومشاعره وفكره وتجربته مؤمنًا أن الفن قدره وحياة يحياها ويعيش لحظاتها بكل حب وشوق وفتون يخاطب نفسه ويخاطب الآخرين بلغة وأبجدية فيها كثير من السحر وكثير من الفكر وكثير من المتعة والخيال.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*