الفنانة فريال إسحاق وإبداع البهاء فى الفن التشكيلى 

6/2/2021

0

فى عصر المعلوماتية وفى زمن يعج بالجديد والفريد من الأعمال فى مجالات الفنون والإبداع والابتكار تتوقف عيناك أيها القارئ العزيز أمام زخم لوحات الفن التشكيلى التى تخطف الأنظار ، فإذا أنت تعزف مع من يعزف فى اللوحة وتتأمل مع من يتأمل وتطير الحمام مع من يطيره بل وتسكن أو تصمت مع بطلات وأبطال اللوحات التى تُستوحى من التراث وتنسج عليه، فيخرج إبداعا له جلاله وجماله ورونقه.تتأمل لوحات الفنانة البحرينية “فريال إسحاق” لتواجهك معزوفات التراث بألوان القرن الحادى والعشرين إن جاز لنا هذا التعبير.ترى معى عدة زوايا فى الأعمال الإبداعية لهذه الفنانة التى تؤثر أن تتأنى فى أعمالها لتجد البهاء فى لوحاتها وموسيقى الألوان فى ذات الوقت.

ترى فى لوحات الفنانة “فريال إسحاق” المرأة فى كل سماتها ومواقفها وهي تعزف وهى تطير الحمام وهى تركب الخيل العربى وهى تستعرض جمال حليها أو وهى تتأمل موقفا ما .إن جزيئات اللوحة وبهاء ألونها يضعنا فى موضوعها ومع بطلاتها فى حالاتهم.وترى فى اللوحات الملبس العربى الذى نفتقده والذى أكسب العرب احترام العالم .

إنه الإبداع الذى ينطبع فى أعماق الرائى وقلبه ونفسه.وترى فى اللوحات الحركة التى تنطلق من العينين ثم اليدين والرقبة والملامح أو سمات الوجه إلى أخره من تفاعلات بطلات اللوحات مع الحياة.وتلمح فى اللوحات النور الذى يشع وكأنى بالفنانة المبدعة تريد أن تقول لنا ها هو النور أمامكم.ولو تفحصت -عزيزى القارئ- كل لوحة ستجد رموز البناء داخلها من شخصيات اللوحات أو التكوين أو اللون، الكل عبارة عن معمار متكامل متفرد فى ذات الوقت.

ولا أملك مع اللون سوى أن أرفع القبعة عالية لهذا الإبداع الحق الذى يجعل المتطلع لهذه الأعمال لايتوقف عن إعادة النظر المرة تلو الأخرى حتى يحفظ تفاصيل هذه الأعمال ويحاول أن يتذكرها ويسجلها بعينيه.تعد ألوان خلفيات اللوحات قصة أخرى من الإبداع يغلب عليها اللون الأزرق لون الكمال فى نظرى حيث ترانيم الراحة وقمة التأثير.

ولا تتوقف الفنانة عن خلق ذلك التفاعل مع مفردات البيئة فى أخذ ورد هو من صميم الفن التشكيلى وأساس العمق فيه.الجديد فى أعمال هذه الفنانة، هو بهاء اللوحات التى تأخذك إلى عالم منير وهادئ ومعبر.

تستوقفنى لوحة جميلة القدر لامرأة تعزف وخلفها ما يشبه البحر وعلى رأسها محلقا الطير.إن هذه اللوحة قصيدة لوحدها وقد اختزلت فى عناصرها قصيدة شعرية تامة تذكرنا بقصائد الشعر العربى العظيمة.لاحظ معى تماوج شعر بطلة اللوحة مع الضرب على أوتار العود والتى تشبه الأمواج مع تدرجات اللون الأزرق فى الخلفية لون الموج كضربات العود كذلك ، ثم تحليق الطائر وعزفه لموجات من التحليق فوق رأس بطلة اللوحة كضربات أخرى للعود .إننا أمام معزوفة من الموسيقى تتماوج لها كل الأشياء وكأن الكون كله صار موسيقى واحدة.

لو انطلقنا فى الحديث عن كل لوحة، لن يتوقف الحديث، لأننا ببساطة أمام فنانة مبدعة تفكر فى جزيئات لوحاتها وكأنها تبنى منمنات دقيقة لأعمال خالدة.ألف تحية وتقدير للفنانة البحرينية “فريال إسحاق” على أعمال بحق تترك بصماتها فى وعى وعقل وقلب الرائى لها وفى ذات الوقت تتفاعل مع واقع عربى خالد وباق وله عمق حضارى ممتد ومؤثر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*