جريمة نصف زرقاء….صابرين فرعون”2″
صابرين فرعون، كاتبة فلسطينية، مواليد القدس الشريف، 1988م.حاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها/ جامعة القدس- أبوديس، تخرجت 2010م.تكتب في المجال الأدبي: القصة، الخاطرة، النصوص السردية، المقال الأدبي والتربوي.عضو اتحاد الكُتّاب والأدباء الفلسطينيين.أبارك للكاتبة الشابة صابرين فرعون إصدارها الجديد ليكون إضافة جديدة للمكتبة الفلسطينية والعربية.
القصة السادسة
ثوبٌ أنيق
القماشة البيضاء التي كانت تطرّز عليها الجدّة السبعينية الوطن لتهديه لحفيدها العريس، أكملت آخر طرزةٍ فيه مع صوت الرصاص المبعثر في الحي، كفنت حفيدها به هذه الليلة وأودعته أمانةً أثقل من مفتاح العودة…
القصة السابعة
ذلك العيد
حذاء ساندريلا لم يكن على مقاس “الخادمة الأميرة” التي تنتظر الأمير لينتشلها من جور زوجة الأب، الحذاء لطفلةٍ، اشتراه لها والدها عشية العيد، ولم يُكتب له أن يرى نشوة فرح طفلته بالهدية لأنَّها تحوّلت لقطعة كاوتشوك في ذراعٍ لم تتعرف الشرطة على جثة صاحبها في الحافلة المتفحّمة..
في محضر التحقيق ذُكر أنَّ العيد ذلك العام كان يتيماً كما كل أبناء ضحايا الانفجار في النفق… ***
القصة الثامنة
ضجيج
الحرب لم تنتهِ، فكل ليلةٍ تناوره وتهزمه في وجه زوجته الذي زرع أظافره فيه وهو يبحث عن طوق نجاةٍ للهرب من ضجيج الذاكرة الغارقة بالدم..
حشا الرصاصة التي كانت سبب نجاته في مشط مسدسه، وصوبها لقلبه يطالبها أن لا تخونه هذه المرة أيضاً!!
القصة التاسعة
ضربات جزاء
مجَّ بنهمٍ سجائره، مد يده لأكرة النافذة يفتحها وينفث اختناقه. عاد للمرآة للمرة العاشرة يتفحص قلبه الذي تآكل بفعلٍ مستمرٍ، تُكرر الفاعلة حفر الندبة يومياً تذكره بخياناته المُرَّة لها وهي تغني “أكدب عليك لو قلت بحبك لسة.. أكدب عليك” لتتأكد أن ذلك الجرّاح لن يتمكن من إجراء عملية استئصالٍ للألم الغائر في الصميم…
القصة العاشرة
درسٌ قاسٍ
دلف المطر من الثقوب في سقف العِليّة، يعزف لحناً قاسياً، يغسل وجه الطفلين المُلوثين بالشحبار، يُجرجر آهاتٍ تلفعتْ جسد الأم المُرضعة التي غشيها السعال. اندلع زمهرير الشتاء وبقي المطر بحراً من دموعٍ متجمدةٍ في عيون الأسرة الهاربة من شبح الحرب يغسل الجثث الواحدة تلو الأخرى…