ريان الزعرت فنانة تشكيلية لبنانية، حاصلة على ماجستير في الفنون التشكيلية من الجامعة اللبنانية. وُلدت ونشأت في لبنان، البلد الذي يحمل داخله خليطًا غنيًا من الحضارات والثقافات والتناقضات والقصص الإنسانية. هذا المكان شكّل هويتها البصرية بشكل عميق، من شوارعه القديمة وجباله، إلى ضجيجه ولحظاته الهادئة، لتصبح هذه التفاصيل جزءًا أصيلًا من تكوينها الفني.
البدايات الفنية
بدأ شغف ريان بالفن منذ الطفولة، حيث كانت تنتظر أيام العطلات المدرسية لتجلس لساعات طويلة ترسم في عزلة هادئة. كانت تقصّ الصور من الجرائد والمجلات وتعيد رسمها بأسلوبها الخاص، وكأنها تخلق عالمًا موازيًا أكثر هدوءًا من الواقع.

في تلك المرحلة، لم يكن الرسم مجرد هواية، بل المساحة الوحيدة للتنفّس بعيدًا عن ضغط الدراسة وإيقاع الحياة السريع. ومع مرور الوقت، تحوّل الفن إلى وسيلة أعمق لتفريغ المشاعر السلبية التي لم تكن تستطيع التعبير عنها بالكلمات، فأصبحت كل لوحة تجربة علاجية، وكل خط خطوة نحو فهم الذات والعالم.
الدراسة الأكاديمية وبناء الوعي الفني
في عام 2020، اتخذت ريان قرارًا مفصليًا بدخول كلية الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية ودراسة الفن بشكل أكاديمي. هناك بدأت مرحلة جديدة من الوعي الفني، صقلت خلالها مهاراتها، وتعرّفت على مدارس فكرية وجمالية متعددة، وتوسعت رؤيتها حول دور الفن في الحياة والمجتمع.
هذه المرحلة شكّلت البداية الفعلية لرحلتها الفنية، الرحلة التي ما زالت تتشكل وتتطور معها يومًا بعد يوم، مؤكدة أن الموهبة وحدها لا تكفي، وأن معرفة القواعد هي ما يمنح الفنان القدرة على كسرها بوعي ومعنى.
System 4.0: Rebooting Consciousness – Rayane Zeort
هذا العمل الفني يقدم انعكاسًا نقديًا على كيفية حصر النساء في الصور النمطية المفروضة عليهن من قبل المجتمع ووسائل الإعلام. المرأة في هذا العمل ليست مجرد شخصية ضمن فضاء رقمي، بل تمثل كل امرأة يُعاد تشكيل هويتها وفق توقعات مسبقة تحدد كيف يجب أن تبدو، تتصرف، وتعيش. هذه القيود غير المرئية تشكّل شكلاً من أشكال العنف الرمزي، حيث تُختزل النساء إلى نماذج مثالية للامتثال، الجمال، والصمت.

يدعو العمل الفني المشاهد إلى لحظة وعي، لتجاوز هذه الأطر الموروثة واستعادة الحرية في تحديد الذات وفق شروطها الخاصة. فكما كانت الأفلام سابقًا تقدم المرأة على أنها “أميرة” بمعايير جمالية محددة، تستمر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم في نشر معايير جمالية جديدة، والتي أعتبرها معايير تشويهيّة؛ إذ تُرفض المرأة أو يُنظر إليها على أنها ليست جميلة إذا لم تطابق تلك الصور المثالية.
تطور المهارات والبحث المستمر
تطوّر مهارات ريان كان رحلة مستمرة من التجريب والاكتشاف، حيث جرّبت أساليب ومواد مختلفة، وسمحت لنفسها بالخطأ والتعلّم منه. أصبحت الملاحظة والبحث جزءًا من ممارستها اليومية، وتعتمد على المزج بين الفن التقليدي والرقمي لتطوير لغة بصرية شخصية.
الأسلوب الفني وملامحه
تميل ريان إلى المزج بين الفن التعبيري والفن الرقمي. يمنحها الفن التعبيري الحرية لإظهار المشاعر والطبقات النفسية العميقة مثل القلق، الهشاشة، القوة، والرغبة في التحرر، مستخدمة اللون والخط كوسيلة لنقل الإحساس قبل الشكل. أما الفن الرقمي، فتمثّل بالنسبة لها لغة العصر وأداة للتجريب اللامحدود، وجسرًا يربط بين الواقع الملموس والعالم الافتراضي، حيث تدمج عناصر واقعية مع رموز رقمية مثل البيكسلز والشخصيات الافتراضية لخلق حوار بصري يكشف التناقض بين العالمين.

المشاركات الفنية
شاركت ريان الزعرت في معارض محلية داخل لبنان وقدمت أعمالها ضمن فعاليات فنية متعددة، وتسعى حاليًا إلى توسيع حضورها عبر مشاركات دولية ومشاريع فنية جديدة.
رؤية فنية
ترى ريان أن الفن مساحة حيّة للتعبير عن التجربة الإنسانية بكل تعقيداتها. بالنسبة لها، الفن ليس مجرد جمال بصري، بل تجربة تحفّز على الإدراك، تكشف الغموض خلف المألوف، وتدعونا لمواجهة ما هو غير عادي في حياتنا اليومية، ولفهم الإنسان في عالم يتأرجح باستمرار بين الواقع والافتراض.
للتواصل مع ريان الزعرت:
إنستغرام: rayane_zeort
تيك توك: Rayane.z.art
فيسبوك: Rayane Zeort
تابعوا ريان لاكتشاف المزيد من أعمالها الفنية وإبداعاتها المميزة!