دينا رضي… نقطة نور جديدة في الحياة التشكيلية البحرينية
الفن مثل النداهة، هاجس غامض شفيف كحلم ليلة صيف وادعة، لكنه يؤرق الفنان، فيبزغ دونما استئذان يغوي صاحبه ولكنها غواية نحو الأجمل والأرقى وغير الاعتيادي، فتجعل الفنان يبحر بلا هوادة في عباب آماله وطموحاته التي لا يحدها سوى شغفه، تنطبق هذه الحالة على الفنانة البحرينية الشابة ذات الخامسة والعشرين ربيعًا (دينا رضي) كأفضل مثال لحال الفنان الشاب، فقد باغتها حبها وتعلقها بالفن التشكيلي ليخرج من داخلها فنًا رائقًا عذبًا مضمخًا بالحرية والجمال، هي فنانة واعدة، إبداعها تفجر مفتوحًا على الحياة كنهر في أيام فيضانه لا توقفه حواجز ولا تسعه ضفاف.
دينا رضي فنانة بحرينية، تفيض بمفردات بيئتها، تنتمي إلى أرضها فتعكس حبها للوطن دونما عناء؛ كما يبدو في بساطة وعمق ألوانها ونقاء ضربات فرشتها الاحترافية.
في هذا الحوار مع الفنانة دينا رضي نقترب أكثر من عالمها متعدد الأبعاد الإنساني والفني، الحاضر و المستقبل.
فى البداية نود أن نعرف من هي دينا رضي؟
أنا رسامة بحرينية أبلغ من العمر 25 عامًا، تخرجت بدرجة بكالوريوس في إدارة الخدمات اللوجستية الدولية، ودرست تخصصًا مختلفًا لأنني كنت أعتقد أنَّ الفن لا يمكن أنْ يكون مهنة ناجحة، لكنني ظللت دائمًا مولعة بالفن.
خلال أيام الجامعة ، كنت أرسم كثيرًا في ملاحظاتي، وكان الفن دائمًا جزءًا مني، أحببت تخصصي أيضًا وتعلمت من دراستي الكثير من الأشياء التي يمكن تطبيقها في عملي الفني
كيف بدأت رحلة الرسم؟ ومن ساعدك في ذلك ؟
بدأت الرسم منذ سن مبكرة جدًا، وكنت دائمًا أرسم صورًا وأهديها لأحبائي المقربين، وحولت فني إلى مهنة في عام 2018،وحصلت على الكثير من الطلبات الفنية فبنيت مساحتي الخاصة في منزلي للتركيز على فني و دعمتني عائلتي وأصدقائي كثيرًا لمتابعة شغفي.
ماذا عن بداية اللوحة الفنية الأولى؟
كانت البداية صعبة لأنني كنت معتادة على الرسم على الورق بالقلم الرصاص، وكان الأمر صعبًا ذهنيًا، لكن بمجرد أنْ تخلصت من الانسداد الذهني، رسمت اللوحة بشكل طبيعي وشعرت بأنَّها رائعة وعندها أردت إنشاء المزيد والمزيد من اللوحات.
ماهي الملامح والسمات الخاصة، التي تميز أعمالك وتحدد هويتك؟
في بداية الرحلة الفنية، من المهم جدًا أن ترسم وتجرب تقنيات وأساليب مختلفة لمعرفة الهوية الفنية الخاصة بك وبعد تجربة تقنيات وأساليب مختلفة شعرت أن الفن التصويري والتجريدي الأنثوي يمنحني الحرية في إظهار مشاعر متعددة ومختلفة ويمكنك رؤية تقنيات متعددة مرسومة على خلفية لوحاتي لأنني استخدم تقنية سكين لوح الألوان لأنَّني أشعر بأنَّ سكين لوح الألوان يبرز شكل اللوحة ويجعلها مميزة وجميلة.
ما الذي تعنيه لك تيمة عين الحسد الزرقاء؟
تتضمن بعض أعمالي الفنية رسمة عين الحسد الزرقاء لأنَّها تعني لي الكثير، فأنا أؤمن بها بشدة، وعلى المستوى الفني فأنا أجمع بين العمل التشكيلي والخط العربي.
ما هي المدارس التي تأثرت بها دينا رضي في مسارها الفني؟
المدارس الفنية التي تأثرت هي المدرسة التجريدية والفن التجريدي التصويري، و باستطاعتي التعبير عن نفسي بطرق إبداعية مختلفة عن طريق هذه المدارس، وأعتقد أنَّه لا توجد قواعد في التجريد، فيمكنني استخدام ضربات الفرشاة والألوان الإبداعية الخاصة بي بكامل حريتي كما يسمح لي الفن التشكيلي التجريدى بالتعبير عن نفسي باستخدام أشكال رمزية مختلفة وتعبيرات وجه مجردة.
هل يحتاج الفنان التشكيلي إلى جو نفسي بعينه كي يُبدع؟
أعتقد أنَّه عندما يكون الفنان مشتتًا فكريًا، سيكون من الصعب عليه أنْ يرسم ويبدع لذا من المهم جدًا أنْ ينسى الفنان كل ما يشتت انتباهه ويركز على اللوحة التي يرسمها.
وبالنسبة لطقوس الأجواء التي أفضلها فأنا أحب أنْ أرسم في مكان هادئ بمفردي واستمع للموسيقى حيث يمكنني انشاء أجمل لوحاتي في هذا المكان الهادئ، فمكان الرسم مهم جدًا للفنان، بإلإضافة إلى الاسترخاء الذهني والتخلص من أي مخاوف وشكوك أثناء الرسم.
كيف تقيّمين الحركة الفنية التشكيلية في البحرين ؟
البحرين بلد يحظى فيه الفن بتقدير كبير، و هناك العديد من المعارض الناجحة في البحرين ويقام معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية من قبل هيئة البحرين للثقافة والأثار لإعطاء الفنانين البحرينين القدامى منهم و الجدد فرصة لعرض أعمالهم الإبداعية.
هل يحتاج الفنان التشكيلي إلى جو نفسي معين لكي يرسم ويُبدع؟
أعتقد أنَّ الفنان الموهوب لا يحتاج إلى دراسات أكاديمية فقد بدأ العديد من الفنانين الناجحين مسيرتهم المهنية دون الحصول على تعليم عالٍ في الفن ولدى كثير من الفنانين موهبة كبيرة واستطاعوا تعليم أنفسهم بالممارسة والجهود المستمرة دون الحصول على شهادات أكاديمية في الفن، فأنت لست بحاجة إلى أفضل المعلمين أو لجامعات باهظة الثمن أو شهادة جامعية لتكون فنانًا ناجحًا أنت فقط بحاجة إلى الوقت والموهبة والصبر.
من هو الرسام العربي أو العالمي الذي أثّر بكِ كثيرًا على المستويين الشخصي والفني؟
لم أتأثر بفنان بعينه، ولكن هناك العديد من الفنانين العرب و العالميين الذين يستمرون في الهامي يوميا بإبداعهم ونجاحهم.
ماذا عن هواياتك الأخرى غير الرسم؟
أحب الطبخ، و أستمتع حقًا بخبز أنواع مختلفة من الكيك وإنشاء تصميمات مختلفة باستخدام كريمة الزبدة؛ فأنا أرسم وأبدع حتى وأنا أطبخ.هل حققت الفنانة دينا رضي ما كانت تتمناه في الفن التشكيلي؟
منذ عام 2019 ، بعت أكثر من 200 لوحة وهذا إنجاز كبير، وتُمثل رؤية لوحاتي في مناطق سكنية وتجارية مختلفة شعور رائع وكذلك رؤية اعجاب الناس بلوحاتي وكلامهم الجميل عنها هو شعور رائع ورغم ذلك فإنَّ رحلة الفن رحلة طويلة بالنسبة لي ولدي أحلام أكبر في صناعة الفن أريد تحقيقها.ما هي مشاريعك القادمة في عالم الفن التشكيلي ؟
أعمل حاليًا في العديد من المشاريع السكنية، وتشمل خططي المستقبلية الانضمام إلى معارض مختلفة في البحرين ودول أخرى حول العالم، و تمت دعوتي للانضمام إلى معرض الرسم المعاصر The Brick Lane Gallery ، لندن12-25) أكتوبر). ولكن تظل أكبر خططي المستقبلية هي فتح معرض خاص بي.أخيرًا كلمة لمحبي الفن التشكيلي في الوطن العربي
إلى أي شخص متحمس للفن أقول له أتبع حلمك وتحدى نفسك، فيجب أنْ يعمل كل شخص للعثور على ما يحبه حقًا في الفن وما يجيده، ما يميز الفن هو أنه لا توجد به أخطاء في المطلق.
ومن المهم جدًا أنْ تؤمن بعملك وأنْ تكون مبدعًا، شغوفًا، وبعد فترة سيؤمن بك الناس أيضًا. يأتي النجاح في الغالب من كونك على طبيعتك ومن ثقتك بذلك.