لقد اتسمت تجربة الفنانة التشكيلية البحرينية ( ضوية العلويات ) بالفطرة والتلقائية وحب التعلم للتقنيات التشكيلية؛ فأخذت تخط لنفسها أساليبًا عديدة بالرسم، وربما يعد الشغف والحب للتعلم وصقل الموهبة أهم بكثير من الدراسة الأكاديمية لأصول التشكيل؛ لأنَّ الرغبة هنا بالتعلم والاطلاع قد تكون جامحة ودافعة لها بشكل كبير لإصرارها على صقل موهبتها،وبالتالي إبداعها. فنانة مجتهدة وتمتلك روح الجد والعزم بالاطلاع على كافة المذاهب الفنية ومدارسها والأساليب القديم منها والحيث، وتجرب الواقعية والانطباعية والتجريد وفن (الكولاج) بالإضافة إلى الفن الفطري في تجسيد عوالمها وأفكارها وبيئتها وثقافتها وأحلامها .
بداية من هي الفنانة التشكيلية البحرينية ضوية العلويات؟
ضوية العلويات، فنانة بالفطرة، منذ الصغر وأنا أتشرب الفن من منابعه؛ من البيئة التي عشت فيها؛ حيث نشأت في وسط الحدائق والبساتين الغناء التي تحيط بها المياه العذبة، وبين يد أم تجيد الرسم على الأقمشة ثم تُطرز بالألوان البراقة شيئًا فشيئا حتى تكتمل لوحاتها الفنية وتزين بها بيتنا، وبين خالي الذي كان له كبير الأثر لأنه درس الفن ودرسه أيضًا وكنت رفيقته في مرسمه كلما تسنى لي ذلك وأيضًا كان يسكن بجوار بيتنا جاران يشتغلان بالرسم والخط بشكل يومي فترة العصر وكنت انتظرهما ليفتحا ورشتهما وأجلس اراقبهما . من كل هذا أشعر بأني تلقيت الكثير منذ الصغر لأن أتذوق الفن وأعشقه .
كيف بدأت رحلة الرسم؟ ومن ساعدك في ذلك ؟
بدأت هذه الرحلة من المدرسة، حيث الأنشطة الدائمة والمستمرة، وكنا نقوم بالرسم في المناسبات الوطنية والصحية والأعياد؛ ثم تُعلق أعمالنا على جدران الصفوف من الخارج وهذه كانت بمثابة معارض مشجعة للأطفال في المرحلة الابتدائية، وهنا تميزت أكثر وبدأت أحصل على ورق أكبر حجمًا من زميلاتي، وعند دخولي للصف الأول الإعدادي حصلت على أول كانفس بالحجم الكبير من أستاذتي ( سميحة رجب ) وعلى يدها تعلمت الكثير وأدين لها بالكثير .
متى ترسمين ولمن تبدعين؟
ليس هناك وقت محدد للرسم، أعتبر مرسمي ملاذي الوحيد وصديقي الصدوق الذي أجالسه وقتما أشاء، وأنا اشتغل بالعمل الفني ليس هناك أي شيء أشتغل لأجله؛ فأنا اشتغل لأجل العمل الفني نفسه فهو قطعه مني فمتى رأيته نطق أخرجته للعالم ليتعرفوا عليه.
من هو الرسام العربي أو العالمي الذي أثّر بكِ كثيرًا على المستويين الشخصي والفني؟
منذ دراستى بالمرحلة الثانوية عن مدارس الفن وتاريخ الفن وأنا لازلت أبحث في أعمال الفنانين ولازلت أتأمل في أعمالهم الفنية وهم كثر ولكن أعتقد بأن الفنان ( هنري ماتيس) هو الأقرب إلى قلبي.
هل وصلت الفنانة التشكيلية البحرينية إلى المكانة التي تليق بها؟
في الفن أنت من تحدد مكانتك؛ ومكانتك تُقيم بما تقدمه من أعمال راقية ومتجددة، ومهم جدًا للفنان أن يكون مستمرًا في العطاء دائم العمل والتجريب كثير الإطلاع ومتواجد على الساحة الفنية وهذا ما يحدد مكانة الفنان.
كيف تقيّمى الحركة الفنية التشكيلية في البحرين ؟
البحرين بلد عريق، لديه تاريخ يتحدث عن كل من دار حول الخليج العربي، حيث بنيت القلاع حول البحر؛ لتبقى كمستقر للغزاة وذلك لما تتمتع به البحرين من سماء صافية وبحر يلفها من جميع الجهات، ونخل باسقات تعانق السماء وأمواج وشطئان تداعب رمل البحر ومراكب الصيادين وقرى مليئة بالمزارع؛ جعل من الإنسان البحريني إنسانًا له مزاج خاص يتسم بالهدوء، عاشق للطبيعة متأثرًا بالبحر الذي تغنى به الكثير من الشعراء ورسمه الكثير من الفنانين. كوننا جزيرة تسبح في خليج مليء باللؤلؤ والمرجان، لذلك فالحركة الفنية مثل موج البحر في مد وجز، ورغم كل متاعب الحياة إلا أن الحركة الفنية أعتبرها الآن في تصاعد والمنافسة في أوجها.
هل يحتاج الفنان الموهوب إلى الدراسة الأكاديمية ؟
من وجهة نظري أجده يحتاجها وبشدة، وليس معنى ذلك أن يلجأ للتعلم في الكليات الفنية فقط؛ الموهبة وحدها لاتكفي فهناك خطوط هامة جدًا على الفنان الموهوب أن يسعى لتعلمها بالدراسة والممارسة كأن يلتق بورش ودورات تعليمية ليكمل ما ينقصه؛ حتمًا ستضيف له الكثير من الثقة والمعرفة.
ماهي أهم المعارض المحلية والدولية التي شاركت فيها ؟
شاركت في العديد من المعارض المحلية الجماعية، وأقمت معرضين شخصيين بين 2015 /2017، كما شاركت في معارض
خارج البحرين دلهي، بومباي، موسكو، لندن.
ما هي مشاريعك القادمة في عالم الفن التشكيلي ؟
الاستمرار في العمل هو أهم ما يشغلني وكذلك لدي اهتمام كبير بأنواع الطباعة وهذا ما اشتغل عليه الآن.
ماذا عن هواياتك الأخرى غير الرسم؟
أهتم بالزراعة والديكور والقراءة.
أخيرا كلمة لمحبي الفن التشكيلي في الوطن العربي
اعمل بحب وحب ما تعمل عليه ولابأس إذا ما عملت شيئًا ولم تحبه فحتما سيكون تجربة علمتك شيئا ما فقط استمر، جرب ثم جرب ثم جرب لا يجب أن يكون العمل بالفن في وقت الفراغ بل فرغ وقتًا للفن.
