محيي الدين ملك : لوحات تعبر عن أحب الذكريات وأكثرها وحدة

0

كَتب/ محيي الدين ملك
اللوحات للصديق الفنان عهد الناصر الرجوب
إذا لم يكن اللون موجودًا، سيكون علينا ابتكاره. هكذا حاولت أن أعيد النظر في تعليقي القديم.
لوحات – باختصار – تعبر عن أحب الذكريات، ولاحقًا، عن أكثرها وحدة وعزلة.
انظر إليها بإمعان وأنت تقرأ كلمات الشاعر:
(العالم المتنوع مسلوب. مضت زحمة الوجوه. التي لم تكن ما كانت عليه من قبل. الشوارع القريبة بعيدة اليوم. وأكثر من ذلك، الأزرق المجوّف الذي كان عميقًا البارحة. متروك.. ذلك الشيء الذي تبقّى فقط في الذاكرة – أشكال النسيان.التي تحتفظ بالمنهج لكنها تفكك المعنى، كاشفة عن عناوين فحسب. لكن الشارع يخفي انهدامات وحفرًا كالكمائن. وكل خطوة نخطوها، يمكن أن تكون سقطة.أنا بطيء جدًا، سجينُ وقتٍ كالحلم أو الشمس الغاربة).
إنه وقت الغروب، وما من أحد هنا. في لوحتك، وحدك، ابتكرت لونك الحالم، ومضمونك الوحيد. وكانت الألوان المصير الوحيد لأشكال ومضامين ولدت من غبار الحطام المنثور عليه.وكان، أيضًا، الجمال، مرسوم بأناقة تامة. فقد لوَّن الجيم والميم والألف واللام بحسب الذكريات، ولاحقًا، بحسب الأشكال التي تولدت من أحبّ الذكريات: تركيب الضوء. رعشة الأشكال المنتفخة. التناوب بين البارد والحار، وقطيع من التصورات اللاحقة، تنادي، وتُذكِّر بمصير الأرض.
لحظة..

جمال الأخضر في الأرض وفي الرسم هو الوحيد القادر على أن يتغلغل في وجدان ذاكرتنا المحطمة، ويرسم فيها قطعة خضراء تتحول إلى أصفر، ثم في النهاية إلى طقس من طقوس الحياة.
ألم يقل فان جوخ: أنا واللون واحد.
إذًا، ليست العبارة سوى محاولة لإعطاء اللون مدلولاً عن أحب الذكريات: طفولة اللون، ولاحقًا، الوحدة التي تتحرك بين الحطام إلى الضوء؟
رُبَّ ألوان وخطوط وأشكال تسكنك – أو – : “حولك تملك القوة على أن ترجعك ثانيًا إلى بداية..: إنها وقع أقدام على الرمال يطاردها في وهن ظل أسود أمامها ليشدّها إلى مجهول.. وشريط أخضر يبرز فجأة أسفل التلال الصفراء التي تضوي بشمس لا تهدأ.. وإذ بوقع أقدام الجسد المضني توهن قليلاً، لكن أمامه في همسٍ تنسل المياه وقد حفت بها الخضرة.. وأخيرًا يرتمي الجسد المحترق وهو يلهث، يدفع رأسه إلى الماء ليعب منه بشفاه شققها الجفاف”.
بعد ذلك، قال له الضوء: سآخذك.
لقد تحدث مع شخصٍ يعرف كيف يصغي إلى اللون (لحظة من الحلم). حالة محيِّرة.. وتتكرر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*