ماعدت أعرفه…للأديبة والشاعرة التونسية نائلة الزّنطور عبيد
ماعدت أعرفه
ما عدت أتّكىء عليه
أو أسند ظهري إلى جداره
هشّا أضحى
تهزّه الرّياح
وتبعثره العاصفة
ما عدت أعرفه
وجه غريب مرسوم على الجلد
وعظام مجمّعة بلا فائدة
لم يعد ذاك الذي عشقت
أو هدّته الغيوم
أم لعنته آلهة؟!
ماعدت أسمع رنين خلخاله
أو شدوه عند الحضور
باردا أضحى
مثل كرة ثلج يلاعبها صبْية
صار مثل غيمة عابسة
تشقّ صدرها لللرّيح
ومطرا يحتبس دمعه
كيف أعانقه؟!
كيف أقبض على شفتيه
ليرتخي ليلي
وتشرق الشّمس فيّ ؟!
غريبة صرت من دونه
أروّض عقارب الوقت لأُسلّيني
ألن يعود؟!
ألن يشتدّ عوده ؟!
غريبة أنا…
لا الصّوت صوتي
ولا هذا العطر لأحرُفي
فكيف أردّه إليّ لأستنشق عبق الحياة
وتورق الأوراق فيّ من جديد؟!
خاوية من كلّ الدّماء
والجلد ورقة خريف بالية
ألوّتها ببقايا اشتياقي
تظلّ صفراء لا نبض فيها ولا نشيد
فكيف أردّ لقلبي الحياة
وكيف أعيد للجسم الزّغاريد ؟!
*نائلة*