عبد الرازق عكاشة : نص يحاكي الحقيقة ،لا ينحاز للمرأة

0

آه وآه من المرأة يا كليمت،أغلقت ويلي نيلوز عينها وأسلمت قدرها إلى كليمت رغم أنها كانت تعشق إيجون شيلي وفي النهاية تزوجت كوكوشكا، يسألونك عنها؛فقل إنها موناليزا عصرها،جوكندا النمسا، سيدة اللوحات في قصر المعارض بفيينا،فكم موناليزا رُسمت! وكم جوكندا أوحت للرسامين!.
ألقت بعباءة الفتنةعلى بلاط المرسم،أحيت اللون الباهت وأشعلت نارًا وثورة،يا عزيزي كل امرأة أصيلةهي موناليزا، كل امرأة هي حكاية لغز، سفر، رحلة،المرأة الأصيلة وطن،انظر إلى الأصل في متحف اللوفر لوحة صغيرة جدًا تحت حراسة كبيرة جدًا في نفس القاعة لوحة ضخمة جدًا اسمها “المسيح في يافا” أهم لوحات العالم دقة، تفاصيل، رسم، لون و إبداع؛ لكن كل ضيوف العالم زوار اللوفر يلهثون خلف الموناليزا؛ هل تعرف السر؟

النقاد الإيطاليون في هذا الزمن قالوا الابتسامة، الآخرون قالوا إنه هو دافنشي،أما عكاشة يقول لك الحقيقة نعم؛هي لاهذا ولا ذاك،المرأة يا عزيزي وطن الإيطاليين، في هذا الزمن كان في حاجة لرمز الوطن،الموناليزا كانت وطن لاحتضان إبداع فناني عصر النهضة للإعلان وللتعبير عن تقدم أمه  كانوا في حاجة لأم، حبيبة، عشيقة، لرمز يعلن عنهم.

آه،من المرأة يا كليمت يامن عرف كل الأسرار، أيها البحار السابح في بحر الألوان،هل تعرفون كم أثرت وغيرت باريس في لوحات عالم كليمت،كم اهتزت وارتعدت  فرائصه وهو يسلم على النحات رودان في ساحة صالون خريف باريس 1905، نعم إنه رودان.. ياكليمت ظل يحدث نفسه طول الليل أنه سلم على رودان صاحب تمثال القبلة الشهيرالتقط عدة صور مع تمثال رودان حتى يحكي لأولاده،شيلي اللعين الذي يرسم كأن شيطان السرعة يسكنه،وكوكوشكا الذي سحر من جن اللون.

في اليوم  التالي ذهب كليمت في زيارة لباريس إلى اللوفر،طار عقله،جن جنونه، نعم يا سيدي إنها لوحة الحرية تقود الشعوب، ليست هي أقوي لوحات المعلم الطلائعي (الافنجارد الثائر ) ديلاكروا، إنما المرأة ياعزيزي كليمت،فرنسا كانت ثائرة حائرة وديلاكروا رسم موناليزا جديدة عارية الصدر تصرخ هيا أنهض بغطائك يا وطن!.

كل العالم في حاجه إلى جوكندا تقود الحياه،نعم إنه الفن لكن هل مشروع لي أن أسأل؟ من التى ألقيت بقلبها”ابنها” في اليم لتفدي أمه كاملة،أليست أم موسي عليه السلام؟من علمك ياعيسي المسيح التسامح أليست هي السيدة العذراء مريم خالدة الذكر؟ ومن علم محمد-صلى الله عليه وسلم- الحلم وساعده على الدرس الأول في ثقافة الأمانه والعدل أليست السيدة الموقرة خديجة؟.

المرأة يا عزيزي لا ينهض مجتمع دونها،يا رجل حتى فان جوج الذي لم يرسم امرأه بشكل صحيح لم يرسمها أصلا،اخترعت له موناليزا خارج اللوحة، قالوا لك أنه قطع أذنه من أجل حبيبة رغم أنه كان لا يحب النساء لم يرسم امرأة واحدة جميلة يومًا ما وأن من قطع أذنه هو صديقة جوجان بعد معركة من السباب والشتائم؛لكنهم كانوا في حاجة لصوت روح المرأه لإكساب فن فان جوج شرعية دخول السوق.

هل تعرف ياعزيزي كم من موناليزا أنجبت مصر! وكان من الممكن أن تكون أساطيروحكايات كتب من أول نفرتيتى، كيلوبترا،حتشبسوت إلى موناليزا أحمد صبري التي هربت وبيعت، لوسألت نفسك هنا ستعرف الفرق يا عزيزي؛ سبب تخلفنا عن الأمم أننا لا نحترم المرأة لا نعلمها ولا نعاملها بشكل صحيح بعنا وفرطنا بكل تراثنا معها قتلنا سعاد حسني جوكندا العصر؛ نعم إننا نخاف النساء هكذا هي توابيت تخلفنا وكفى .

عاد كليمت إلى فيينا بعد زيارة باريس محمل بكل شحنات الحب بكل شحنات الإبداع،التقى ويلي نيلوزجوكندا النمسا المثقفة التي تحمل كل الوجع بإحساس انهيار الإمبراطورية النمساوية القادم وتختصر هذا الوجع في ابتسامة،ترى الأستاذية في كليمت، وترتعش جوعًا وعطشًا،هى أمام خط شيلي الثائرأنه لايرسم إنما  يصور بدقة أدق لحظات الرغبة،من أين كل هذه المشاعر يا شيلي الشيطان؟

وترى ويلي نيلوزالمستقبل في كوكوشكا،هنا ألقيت ثورة كليمت بعد العودة من باريس انتفاضة اللون،دكان المعارف، الحيوان المفترس للجمال داخله فهذبه، ألقيت ثورة كليمت كاملة مع مشاعر ويلي نيلوز فرسم جوكندا النمسا الجديدة؛ أجمل أعماله التي لاتجده بكامل الجودة على صفحات جوجل ولا ببهائها مع الإسكتش الأول لها إلا هنا .
محبتي وإلي الأسبوع القادم

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*