طاهرة فداء : من أَحبَّ الفن خلُص لذاته المبدعة
الفنانة التشكيلية طاهرة فداء،من سلطنة عمان، حاصلة على ماجستير الفنون المرئية والبصرية من جامعة لندن للفنون ،طموحها الفنى ليس له حدود ،متفردة فى منجزاتها ،تعشق الفن وتتنفسه،هو رحيقها والذى بدونه لن تجد حلاوة فى الحياة،تعتمد فى عملها على ما تختزنه فى ذاكرتها البصرية وموروثها الثقافى الإسلامى. كان لموقع عرب 22 هذا الحوار الراقى مع المبدعة طاهرة فداء .
فى البداية نود أن نعرف من هى الفنانة طاهرة فداء ؟
فنانة تشكيلية عمانية،أحبت الفن منذ طفولتها و اعتبرت الفن نكهة الحياة فكرست وقتها واهتمامها لممارسة الهواية ومن ثم احتراف الهواية بالدراسة الأكاديمية فحلصت على ماجستير في الفنون المرئية والبصرية من جامعة لندن للفنون بدرجة الإمتياز مع مرتبة الشرف.
متى بدأت الفنانة طاهرة فداء الدخول فى عالم الفن التشكيلى ؟ ومن شجعك عليه؟
في عام 1993م، عندما ذهبت للجمعية العمانية للفنون التشكيلية واشتركت فى أول دورة للفنون مع فنانين عمانين أمثال،رشيد عبد الرحمن. التشجيع أتى من عدة جهات منها والداتي العزيزة التي كانت مدرسة للتربية الأسرية و الفنون اليدوية و من الزملاء و الصديقات ومن المتذوقين للفن .
أنت الآن فنانة مشهورة ومعروفة محليًّا وخارج البلاد .. كيف وصلتِ إلى كل هذه الشهرة؟
الشهرة بحاجة للتخطيط و الممارسة الجادة والمصداقية في التعامل بمعنى أن الفنان الذي لا يبدع وكل هدفة هو تقليد الأخرين وبناء نجاحه على أكتاف الغير لايشتهر لأنة عبارة عن كائن مزيف. الفن بحاجة للصبر والعطاء والتفاني و التثقف و التبصر وكثير من الأمور التي قد لا يستطيع الشخص العادي تحمل الأستمرار بها.شخصيًا أمارس الفن بشكل يومي من خلال جدول منتظم يوازن بين العمل و الفن في مرسمي في مسقط و أقرأ وأسافر لمشاهدة المعارض و في كثير من الأحيان أدفع مبالغ مالية لشراء عمل فني أو للسفر للمشاركة في معرض في دولة أخرى و الحمد لله ظروفي تمكني من هذا لكن للأسف البعض لا يستطيع. و من ثم عندي جدول سنوي لبرامجي و مشاركاتي فأنا اخطط لهذه المشاركات من قبل فترة معينة تتجاوز الشهور حتى استطيع الإلتزام بالبرنامج. فكما ترى لا شي يأتي من فراغ.
مشكلة فهم اللوحة أو غموضها بالنسبة للمشاهد ما دور كل من الفنان والمشاهد فيها؟
الفنان المتمكن يستطيع أن يأخذ بيد المشاهد من نقطة التمركز في اللوحة إلى أطرافها و يمده بالأدوات و الوسائل التي تمكنة من الإبحار في مكنونات العمل الفني بكل سهولة ويسر والأجمل من هذا هو الحوار الغير المسموع الذي يدور بين المشاهد واللوحة فمن استطاع تحقيق هذا وصل للعالمية بنظري .
ماهي أول لوحة لك ؟
أول لوحة بالقلم الرصاص كانت عبارة عن سلة للفواكهه و أول لوحة زيتية كانت عبارة عن مزهرية ورود وأول لوحة مائية كانت عبارة عن منظر بحري و كلها تم تنفيدها تحت إشراف المدربين الذي تدربت معهم أمثال الأستاذ خالد فرج في مرسم الشباب والفنان العماني المتميز عبد الله وأخوه سعود الحنيني . الخبرة والتدريب كان لهم الدور الكبير في احترافي للفن التشكيلي و المشاركات المحلية والخارجية في ذاك الوقت كانت دافع مهم لانتاج الأفضل فكنا مجموعة من الفنانين الشباب الذين يتهافتون و يتنافسون على المشاركات الخارجية ، أما الآن أنا افتقد تلك الروح التنافسية المحفزة التي كانت بيننا.
هل حققت الفنانة فداء منذ عام 1999 ما كانت تتمناه فى الفن التشكيلى؟
أعتقد أن طموح الفنان لا يتوقف عند حد معين، فقبل عدة سنوات كانت طموحاتي مختلفة عما عليها الآن، فكلما كبر الإنسان و زادت خبرته اختلفت طموحاته . أتذكرعندما بدأت الرسم قبل حوالي عقدين من الزمن كل طموحي كان هو أن اتعلم رسم الوجوه لأنني أحب البورتريه و كذلك استطيع أن أرسم منظر بحري أو جبلي باحترافيه و تمكن متميز من نوعة ، ثم تطور الطموح إلى التميز في الأسلوب الفني الخاص بي كفنانة تشكيلية عمانية ويحمل بصمتي وتوقيعي،و بعد عدة سنوات طموحي كان عبارة عن حصولي على درجة الماجستير بدرجة الإمتياز أما الأن طموحي هو الأطفال أن أنشئ جيل محب للفن التشكيلي و يقدر ملكة الأبداع.ما الجديد الذى تستخدمه فداء فى الفن التشكيلى ؟
أقول انتظروا جديدي فكله مفاجآت غير متوقعة .
لماذا تفضلين اللون الأزرق فى أعمالك؟
ربما أكون كبيكاسو أمتلك مملكتي الزرقاء بها بيت أبيض و شبابيك تركوازية تطل على بحر صافي و سماء بلون الثلج هكذا أعشق الأزرق فهو لون مطرح مدينتي و مسقط رأسي و عشقي الأبدي هو لون أحلامي ولون قلبي و عقلي.
ما الشيء الذي يحرك بداخلك حس الفنانة لتبدع عبر الريشة والألوان؟
كل مل تتطاوله يدي وحواسي و لحمي وشعري ونفسي. فالواقع لا أدري بالضبط، لكن قد يحركني شي بسيط كزهرة ذابلة في إناء زجاجي و قد لا يستطيع جبل قاسي من تحريكي.كلها مرتبطة بمشاعر وليدة لحظة.
الذات الإبداعية عند الفنان هل تمحورها المدرسة التي ينتمي إليها؟
المدارس مهمة للدراسة لأنها تمدك بالمعرفة الكاديمية و التاريخية لكن الإبداع من وجهة نظرى يحتاج إلى هضم كل المدارس للخروج بما هو مميز و مختلف ومدروس. وأنا من رواد (اللا مدرسية) هكذا اسميها أنا،لأنني لا أجد نفسي أنتمي إلى مدرسة معينة بسماتها المعروفة ثقافيًا إنما قد أقتبس أو اتأثر بما يناسبي و يتماشي مع أسلوبي وخبرتي وبيئتي و معتقداتي و امكانياتي.
هل هناك خط أساسي يربط بين مختلف مضامين لوحاتك؟
بالرغم من أن أعمالي الفنية بها خطوط عفوية لكنها مدروسة وموزونة و بها مضامين خفية. خلال السنوات الماضية و الخبرات السابقة أجد تفاعل كبير من الجمهور المتذوق لأعمالى؛بل في بعض الأحيان أحصل على نقد بناء و ملاحظات قيمة من الممكن أن تثري عملي الفني أو تثيرعندي تساؤل للبحث والتجريب المضني والمفيد. ما هي مشاركتك في هذا الميدان على مستوى الفن التشكيلى في عمان ؟
أنا نشيطة في معظم الفعاليات و المحافل المحلية و كذلك في وسائل التواصل الأجتماعي و لي ما يقارب من 80 مشاركة على المستوى المحلي لكنني أصبحت انتقائية في المشاركلت المحلية بعض الشئ فليس كل معرض محلي يستحق المشاركة.
كيف تقيّمى الحركة الفنية التشكيلية في عمان ؟
أفضل بكثير مما كانت عليه قبل عقدين من الزمن لكنني أجدها متواضعة وبها نسبة تراجع،الظروف الأقتصادية قد يكون لها دور في هذا التراجع و ربما انشغال الناس بالسوشيال ميديا واعتبارها الهواية المفضلة لديهم قلل من رغبة الكثير في الخوض في مضمار الفن. ما هى مشاريعك القادمة فى عالم الفن التشكيلى ؟
إنشاء معهد يدرس فنون الرسم للأطفال و ينمي هذه الهواية لديهم و كذلك إنشاء جاليري يحمل اسمي و شعاري وهو ماركة “تارا” وأعرض فية أعمالي الفنية و الهدايا الفنية.
أخيرا كلمة لمحبى الفن التشكيلى فى الوطن العربى
من أحب الفن خلص لذاته المبدعة .
الفنانه الرائده التشكيليه
طاهره فداء
هي انموذج للفنانه الجاده والمميزه في انتقاء لواعج الانسان من خلال تعاطيه الحياة
فهي تعتمد التجديد والحداثه من خلال ريشتها الذهبه
كل التحايا لها ولروحها الصادقه