الفنان سلام أحمد ..يجعل لغة الإنسان لغة بصرية

0

الفنان السورى سلام أحمد ،حاصل على إجازة في الفلسفة ودبلوم في علم النفس،تتميز منجزاته بالغوص داخل النفس الإنسانية ليخرج ما بها من ألم وتفاصيل،يجعل لغة الإنسان لغة بصرية تتحدث وتنظر وتتأمل وتبكي بلغة الجسد،يميل سلام أحمد إلى التعبيرية التجريدية وهذا ما نلاحظه فى معظم لوحاته،ولا شك أن التجربة التى مر بها الفنان السورى سلام  أحمد وهى تجربة الغربة كان لها بالغ الأثر فى منجزاته.موقع عرب 22 دخل إلى عالم الفنان سلام أحمد وخرج منه بهذا الحوار الرائع .

فى البداية نود أن نعرف من هو الفنان أحمد سلام ؟
اسمي الفنان التشكيلي سلام أحمد، مواليد عفرين 1970،مدينة كردية تقع شمال سوريا،أقيم في سويسرا منذ أربعة سنوات .

متى بدأ الفنان أحمد سلام الدخول فى عالم الفن التشكيلى ؟ ومن شجعك عليه؟
بداية مسيرتي في الحركة التشكيلية كانت بمعرضي الفردي في صالة أيبلا 2001، وهي انطلاقتي كفنان محترف. شجعني على متابعة الرسم والتشكيل والدي حينما كنت طفلاً في السادسة وحتى لحظات حياته الأخيرة كان إنسانًا عظيمًا روحيًا ولا زلت أعتبره مثلاً أعلى لي حتى الآن ،الأمر الآخر إرادتي التي لا تستكين ومتابعتي لما أحب رغم عدم دراستي الأكاديمية للفن استطعت متابعة دراستي الخاصة للفن بجهدي الشخصي كوني خريج قسم الفلسفة من جامعة دمشق رغم كل التحديات انطلقت في مسيرتي دون تردد أو يأس رغم الكثير من الإحباط والتحديات والصراعات ضمن الوسط الفني .

أنت الآن فنان مشهور ومعروف محليًّا وخارج البلاد .. كيف وصلت إلى كل هذه الشهرة؟
لا زلت دائمًا أعتبر نفسي طالبًا ومهما ازداد الفنان سواء في شهرته داخل سوريا وخارجها لابد أن يعتبر الفنان ذاته طفلاً يكتشف الحياة والأشياء التي تحيط به،وصلت إلى ما أنا عليه بجهدي الشخصي وعملي الدؤوب المخلص للفن وعدم قناعتي وعدم اكتفائي بما وصلت إليه من التقنيات الفنية التي أعتبرها عاملاً مهما في النجاح إضافة إلى العمق الروحي والإنساني لشخصية الفنان طبعًا. في مسيرتي كفنان أدين للكثير من الفنانين الذين أتاحوا لي فرص لا زلت ممتنًا لهم كالفنان مثل،عصام درويش صاحب غاليري عشتار والفنان عبد المحسن خانجي صاحب غاليري الخانجي ما جعلني أكثر قناعة يومًا بعد يوم أن الحياة والمحيط الوجودي للأشياء والأخرين هما معلم الفنان وأبعاد ومعنى الحياة وجوهرها وحكمي الإنساني وموقفي مما يحدث يؤثر بشكل ما ولو بطريقة غير مباشرة أوقصدية على نتاجي الفن .

مشكلة فهم اللوحة أو غموضها بالنسبة للمشاهد ما دور كل من الفنان والمشاهد فيها؟
الغموض في اللوحة قد يأتي لعدة عوامل خاصة أن الواقع يتخذ صفة رمزية في المنتج التشكيلي وفي علم النفس التحليلي؛أوقد يأتي نتيجة لتطور الفنان حيث تتخذ الصور البصرية صيغ تراكمية معقدة حتى الفنان لا يستطيع فك رموزها؛هنا تأتي مهمة الناقد التشكيلي التحليلية لبنية اللوحة التركيبية ومحاولة اكتشاف جماليات العمل بالاعتماد على منهجيات متعددة للقراءة التشكيلية أيضا هناك مشاهد ذكي بذكاء الناقد وحساسيته البصرية هذا المتلقي يؤول العمل ويدرسه لاكتشاف نتائج لا يستطيع الفنان أحيانًا إدراكها كونه يعمل في ظروف تكون العقلانية غائبة لحظة الخلق الفني أو على الأقل هذه هي الطريقة التي أعمل بها .

ماهي أول لوحة لك ؟
كانت أول لوحة في سن السادسة بعنوان” قلعة حلب” وقد شاركت بها في معرض للأطفال الموهوبين في الرقة آنذاك .

ما الشيء الذي يحرك بداخلك حس الفنان لتبدع عبر الريشة والألوان؟
القلق الروحي والوجودي؛الإنسان في قسماته وتفاصيله؛الذاكرة الأولى لمدينتي عفرين وقريتي في باناسها وطبيعتها؛حزني الداخلي والألم عبر تاريخي الشخصي،التفاصيل المغيبة من سطح الأشياء ما يهمني الغوار الدفينة للنفس الأشياء التي تتحدى الفنان .

الذات الإبداعية عند الفنان هل تمحورها المدرسة التي ينتمي إليها؟
أبدًا لا أرغب في أن أكون أسير مدرسة فنية أو أسلوب شخصي أكرر فيه اجترار ذاتي في أعمال متشابهة الحياة صراع تناقضات ووقائع كذلك الفن فالمدارس الفنية متعددة ومتغيرة وهي نتاج لظروف تاريخية وردات تفكير ضد الشروط التي تتحكم بمصائر البشر كالحروب كما يحدث الآن على الأرض السورية كما أن تطور المدارس الفنية تأثرت كثيرًا بالرؤيا الفلسفية ومدارس التحليل النفسي كالسريالية والدادائية والتعبيرية والواقعية شخصيًا أميل كثيرًا للتعبيرية التجريدية كما أنني أمتلك أسلوبي الخاص ورؤيتي الخاصة لكنني لم أتوقف عن الاكتشاف ونسف قاعدة العمل التشكيلي إن تطلب الأمر ذلك للوصول لنتائج ورؤى جديدة .

هل هناك خط أساسي يربط بين مختلف مضامين لوحاتك؟
نعم، الإنسان هذه المفردة التي أحاول أن أخرج ما في داخلها من ألم، أن أجعل لغة هذا الإنسان لغة بصرية تتحدث وتنظر وتتأمل وتبكي بلغة الجسد الوحيدة التي تكون دون مبالغة وببساطة طفولية هي تنظراليك فتعطيك شعورًا بالسكينة والهدوء والسلام الداخلي مع الذات .

ما هي مشاركتك في هذا الميدان على مستوى الفن التشكيلي في سوريا ؟
في سوريا كنت نشطًا جدًا داخل الحركة التشكيلية حيث كنت أشارك دوريًا في المعارض السنوية على مستوى سوريا كما أنه  كانت لي معارض فردية داخل سوريا وخارجها قبل الحرب أما بعد الصراع السوري فأنا مقيم في سويسرا منذ أربعة سنوات وقد حصلت على عضوية اتحاد الفنانين السويسريين كما أن لي حضورًا في الحركة التشكيلية هنا بشكل سنوي من خلال المعارض الجماعية والفردية .

كيف تقيّم الحركة الفنية التشكيلية في سوريا ؟
سوريا أنجبت فنانين كبار لأن الحضارة السورية عريقة ونتاج شعوبها المتعددة، التشكيل السوري له حضور كبير في الوطن العربي وعالميًا من خلال الفنانين من جيل الرواد وكل جيل الشباب أيضًا .

ما هى مشاريعك القادمة فى عالم الفن التشكيلي ؟
لدي الشهر القادم معرض شخصي بعنوان “عفرين” وهي مدينتي مسقط رأسي كما أن لدي مشاركة في معرض جماعي في شهر آب القادم في بيت الفن إضافة إلى مشاركتي بعملين في متحف الفن فريبورغ العام القادم .

أخيرا كلمة لمحبى الفن التشكيلي في الوطن العربي
الفن والوصول إلى ما تريد ليس سهلاً أبدًا علينا أولا أن نخلص للفن ونعمل كثيرًا دون يأس،على الفنان أن يدرس تجارب الأخرين ليطور من تقنياته عليه ألا يكون مقلدًا وعليه أن يؤمن بذاته وموهبته وأن يعمل باخلاص لما يحبه ويضحي من أجله .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*