د.فخرية اليحيائية : كان الحلم أن أصبح فنانة!

23/6/2020

0

د.فخرية اليحيائية هى أول فنانة أكاديمية وباحثة متخصصة فى مجال الفنون التشكيلية فى سلطنة عمان. تخرجت فى جامعة السلطان قابوس بتقدير امتياز ، وتلقت تعليمها فى بريطانيا وحصلت على درجة الماجستير فى الفنون من جامعة ويلز، وعلى درجة الدكتوراه فى فلسفة الفنون الجميلة من جامعة ديمونت فورت.
تعمل حاليا كأستاذ فى قسم التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس، وشغلت منصب رئيس قسم التربية الفنية لدورتين متتاليتن من عام 2013-2019، كما تشرف حاليا على مختبر الفنون بمؤسسة بيت الزبير الثقافية.

تعتبر أحد الأسماء فى الحركة التشكيلية العمانية على مستوى الممارسة والكتابة النقدية؛ أظهرت اهتمامًا بارزًا بالدفع بمسيرة الحركة التشكيلية على مستوى التدريس الأكاديمى وعلى مستوى التوثيق والتأريخ الذى كان غائبًا لأكثر من عشرين عامًا من بدء الحركة التشكيلية.كان لموقع عرب 22 هذا الحوار الشيق والثرى مع د. فخرية اليحيائية .
متى بدأت الدخول فى عالم الفن؟
يبدو أن الحلم كان صغيرًا؛ فكنت أحلم بأن أستطيع أن أمارس الفن لذات الفن وأصبح فنانة هاوية. بدأت عالم الفن منذ كنت فى المدرسة، أعشق حصة الرسم وأجد فى غرفة التربية الفنية ملاذًا فى الفسحة أو فى نهاية اليوم الدراسى؛ أجرب وأشاهد التجارب التى تنفذ من قبل معلمات التربية الفنية فى مراحلى الدراسية المختلفة. كانت تجاربى تجد صدى من أفراد عائلتى وتشجيع من معلماتى أهلنى للمشاركة فى المسابقات الفنية على مستوى المدارس.

اسم العمل: امتداد سنة الإنتاج: 2016 الابعاد: 120سم /80 سم التقنية معالجات رقمية وتصوير فوتغرافي.

ثم أخذ عشقى وشغفى بالفن مسارات عديدة بدأت تتبلور عندما طرحت كلية التربية بجامعة السلطان قابوس بكالوريوس التربية الفنية لأول مرة كآخر تخصص يتم طرحه فى الكلية بعد اكتمال منظومة التخصصات الضرورية من وجهة نظر القائمين على التعليم العالى واحتياجات البلد. وجدت نفسي بدون تردد أختار هذا التخصص من بين المعروض من التخصصات رغم أن نسبتى تؤهلنى لدراسة تخصصات أخرى فى ذات الكلية.

وعندما دخلت التخصص شعرت بأننى وجدت نفسى فى هذا التخصص؛ فتفوقت منذ العام الأول ومما زاد حماسى ورغبتى فى التفوق عندما تفاجأت بدعوتى لحضور تكريم من قبل السلطان قابوس -طيب الله ثراه- بعد السنة الدراسية الأولى؛ أدركت حينها أن المهمة صعبة وأن أحلامى بدأت تأخذ طريقًا أخر؛ إذ لا تراجع عن طريق التفوق. وبالتالى صاحبنى التكريم على مستوى تميزى الأكاديمى لمدة الأربع سنوات الدراسية. وفعلا أصبحت الرسالة الذاتية بى كفنانة هى رسالة وطن بأكمله.

اسم العمل: تراثيات سنة الإنتاج: 2016 الابعاد: 45_45 سم التقنية: خامات متعددة

 كيف بدأت ملامح طريقك المهنى فى التشكيل؟
بعد تخرجى بدرجة البكالوريوس بتقدير امتياز وكونى الأولى على دفعتى كانت أمامى فرصة التعيين كمعيدة فى قسم التربية الفنية. أصبح الوضع غامضًا قليلا؛ كيف أنتقل من مرحلة الطالب إلى الأستاذ فى نفس القسم؟ إذ أصبحت زميلة لأساتذتى الذين درسوا لى، بدأت أراقب السلوك الأكاديمى. بدأت أفكر فى أهداف عديدة؛ أن أصبح أكاديمية وأكون باحثة وفنانة فى ذات الوقت. وفعلا عقدت العزم والإصرار بأن الطريق ما زال فى بدايته وأن أمامى الكثير.

بعد عام من تعينى وجدت نفسى على اعتاب السفر للحصول على درجة الماجستير؛ رغم اننى لست من عشاق السفر لفترات طويلة أو الغياب عن الوطن. بل إنها المرة الأولى التى سأسافر لوحدى لفترة طويلة. حزنت كثيرا يومها على قرار الموافقة للتعين كمعيدة كون أن هذا القرار سيكلفنى الكثير من التحدى. حزمت أمرى وغادرت عمان لأبدأ مشوارًا جديدًا وبقيت عامًا كاملا فى مدينة ويليز البريطانية.

اسم العمل: عبور سنة الإنتاج: 2016 الابعاد: 120سم /80 سم) التقنية معالجات رقمية وتصوير فوتغرافي.

وعدت بعد ذلك محملة بالكثير من الخبرات الأكاديمية والثقافية.  شاهدت طرائق مختلفة فى الفن وتدريسه. بقيت عامًا أخطط للذهاب مجددا لدراسة الدكتوراه من أجل الانتهاء من هذا المشوار الطويل. وفعلا غادرت مجددًا أواخر عام 2000 لكن هذه المرة مع أسرة صغيرة بطفلة لم تكمل العام الأول للبحث والممارسة فى عالم الفن.

لم يكن المشوار هذه المرة ممهدا لى؛ إذ حمل الكثير من التحدى عندما سألني المشرف فى أول لقاء وأنا أعرض عليه بعض الأفكار الفنية التى أود أن أنطلق فيها  سؤالا جعلنى أفكر كثير لأجد له إجابة؛ سألنى بأسلوب راقٍ: ماذا يمكن لفتاة مسلمة، عربية قادمة من دولة أسمها سلطنة عُمان لا نعرف عنها شيء أن تقدم لنا من فن فى دولة كإنجلترا لها تاريخ فنى طويل وعريق وخاصة فى هذا الوقت من الزمن؟ وطلب منى جمع كل ما كتب عن الحركة التشكيلية العمانية، وأهم النماذج لأعمال فنانين عمانيين!!!

هذا السؤال جعلنى أدور حول نفسى لمدة طويلة، عشت قلق لم أجربه من قبل. أدركت حينها أن التحدى كبير جد والطريق يبدو صعبا وشائكا بل أننى لم أحسب له حساب. هنا فعلا بدأت مرحلة جديدة من حياتى صاحبها الكثير من التفكير بشكل جدى فى ماذا فعلا أستطيع أن أقدم، وما الجديد الذى يمكن أن أنفذه فى الفن فى قالب معاصر يحمل هويتى العمانية؟ ومن أين أبدأ؟ وماذا يمكن أن أقدم؟

اسم العمل :إرث ،سنة الانتاج 2001 ،الأبعاد 120/80سم

من هو الرسام العربى أو العالمى الذى أثّر بكِ كثيرًا على المستويين الشخصى و الفنى؟
قبل أن أبدأ فى الإجابة على هذا السؤال أحب أن أشير أن ما يميز الدراسة الأكاديمية هو أهمية الاطلاع والبحث عن الكثير من الممارسات والتجارب التى قد تكون السبب فى ولادة  فكرة جديدة أو مشابهة لذات الفكرة. وبالتالى ما يميز التجربة الجديدة عن غيرها من التجارب السابقة. فسؤال مشرفى المتمثل فى: ما الجديد الذى أود تقديمه؟ كان يشمل البحث والاطلاع على الكثير من التجارب العربية والعالمية للانطلاق بفكر مستقل أو مختلف. وهذا كان التحدى الأصعب.

اسم العمل: إرث 2 سنة الإنتاج: 2001 الابعاد: 140سم /140 سم التقنية: خامات متعددة على كانفس

وبالتالى هذا الاطلاع له سلبيات كما أن له إيجابيات. فمن سلبياته أن يحدث تأثرا قد يضيع معه أسلوب الشخص؛ يصبح فيه الفرد مقيدا أو حبيسا لبعض الأفكار والتقنيات أو الممارسات. أما إيجابيات الاطلاع فهو أن يجعل من الشخص متابع لكافة أنواع الخبرات ليجد لنفسه مساره الخاص الذي لا ينتمى لاحد بقدر ما يكون لنفسه مناعة من التأثير المباشر مما هو معروض عليه. لذا لم أجد نفسي متأثرة بشكل معين من الممارسات ولكن أعشق التفكير خارج الصندوق.
ما هي الملامح والسمات الخاصة التي تميز الفن التشكيلي في سلطنة عما وتحدد هويته؟
أن العزلة الجغرافية التى فرضتها الطبيعة والظروف السياسية والاقتصادية فرضت نفسها وكانت لها أبعادا إيجابية افرزت بعض السمات والخصائص تميز الفن التشكيلى؛ فكانت البيئة الجغرافية حاضرة بقوة فى البدايات الأولى للممارسة التشكيلية؛ فحضرت البيئة البحرية والزراعية والجبلية والصحراوية.

كما حضر الإنسان العمانى بتميزه فى الملامح والشكل ومفرداته التى تختلف عن الانسان فى المنطقة؛ بزيه وسحنته وزينته؛ فرسم الصياد والمزارع والبدوى والحضرى. وحضرت الكثير من رموز الهوية المرتبطة بتفرد الإنسان العمانى بحكم موقعه الجغرافى والحروب التى خاضها؛ فرسمت القلاع والحصون والخناجر والأسلحة. وبالتالى هناك سمات أصبحت واضحة ميزت الفنان العمانى وقلصت في حينها تأثره بالمدارس الغربية واستيراد الأفكار.

اسم العمل: تراثيات سنة الإنتاج: 2016 الابعاد: 45_45 سم التقنية: خامات متعددة

كيف تقيمي الحركة الفنية التشكيلية في سلطنة عمان؟
لا يمكن لنا فى هذه الفترة الزمنية أن نقيم الحركة التشكيلية كما كنا نقيمها منذ سنوات؛ من حيث نوعية الممارسات التشكيلية أو بالاطلاع على ما انجزه الفنانين واعدادهم واساليبهم فهذا التقييم أصبح غير مطلوب وخاصة بعد خمسين عاما من عمر النهضة العمانية؛ التى اعتنت بالفن والفنانين كحال المجالات الأخرى، بعدة أشكال سواء بالدعم المادى المتوفر فى الجمعيات أو حتى بتوفير المؤسسات المهتمة بهذا القطاع أو حتى من خلال المسابقات السنوية والجوائز والأنشطة المصاحبة.

بل نحن الأن نبحث عن تقييم من نوع أخر؛ تقييم يدفع بالحركة نحو توجه اقتصادى تنموى يخدم المجتمع والفنان فى الوقت ذاته، وكيفية العبور بحركة امتدت لأعوام بإنجازات متنوعة وعالمية أصبحت مشابهة لكثير من التجارب التي سبقتها بأعوام. هذا التقييم لن يكون مجديا ما لم نرسم خطط استراتيجية خمسية كأى قطاع حيوى. إذ أن الدول المتقدمة تعتبر قطاع الفنون من أهم القطاعات الدعمة للتنمية الشاملة وتخدم قطاعات شتى وربط هذا القطاع بقطاعات حيوية أكبر مما قد لا يتصوره غير المتخصص.

وبشكل مختصر فإن تقييمى للحركة التشكيلية يؤكد أننا نملك حزمة متكاملة من الكفاءات والقدرات والخبرات والمعطيات التى إن تآزرت فلن يكتفى بتغير وجهات نظر الممارسين فقط وانما تجعل الأنظار تتجه إلى هذا القطاع كقطاع استثمار بشرى وتربوى واقتصادى وسياحى وعلاجى واجتماعى.

اسم العمل: ذاكرة 2 المقاس: 30X 30 الخامة: مواد مختلفة سنة الانتاج:: 2019

هل حققت فخرية اليحيائية ما كانت تتمناه في الفن التشكيلي؟
كما ذكرت سابقا بحكم أننى أول عمانية أجمع بين الممارسة والجانب الأكاديمى والبحثى فلم تكن أهدافى خاصة بى شخصيا، بل اقترنت أحلامى بأحلام وطن بأكمله. فعمان كما تربيت تستحق الكثير منا. وبالتالى أمنياتى وأحلامى كانت لعُمان فى المقام الأول؛ فقد رسمت أهداف وخارطة طريق لوطن بأكمله فى مجال الفن. كنت أرسم أحلامى الذاتية متوازية مع حلمى لجعل مسيرة الفن العمانى مسجلة على خارطة طريق العالم. وقد لا يدرك ما أقول الشخص العادى فى هذا الوقت.

لكن كان مشوار الدراسة العليا هو المحرك فى التفكير من أجل الوطن؛ إذ إننى عانيت كثيرا فى فترة دراستي للماجستير والدكتوراه من وجود توثيق بصرى أو مكتوب للفن التشكيلى العمانى، وكانت عُمان غائبة عن حركة الفن التشكيلى العربية والعالمية إلى حد كبير والكل يتساءل أين هى عمان رغم وجود فنانين تشكيلين وممارسين لهم شأنهم آنذاك.

اسم العمل: عودة 2 المقاس: 30X 30 الخامة: مواد مختلفة سنة الانتاج:: 2019

وبالتالي عاهدت نفسى أن يجد الباحث والمهتم الذى يبحث عن الفن التشكيلى العمانى أن يجدها على خارطة العالم؛ يجدها فى الممارسة والتنظير والحضور. فمنذ حصولى على درجة الدكتوراه فى الفنون بدأت مرحلة جديدة فى حياتى العملية حملت فيها مسؤوليات كبيرة. منذ ذلك الوقت وضعت نصب عينى أهداف أساسية ثلاثة لخدمة الفن وتدريسه فى البلد تتلخص فى؛ أولاً الارتقاء بتدريس الفن وتجويد المدخلات على المستوى الجامعى، والارتقاء بمستوى الكتابة النقدية والعلمية والتنظيرية فى مجال الفن، والحصول على الاعتراف المجتمعى المهنى فى الممارسة التشكيلية إقليميا وعالميا. لم تكن المهمة سهلة إطلاقًا ولكن ترتيب الأهداف والأوليات كان المحرك الرئيسى فى التحرك بهدوء صوب الأهداف المنشودة جميعًا.

اسم العمل: عاليا سنة الإنتاج: 2014 الابعاد: 120سم /80 سم التقنية: تصوير فوتغرافي.

وأستطيع أن أقول إن الكثير من الأهداف قد تحققت وهى واضحة للعيان فقد أصبح لخريج القسم مكانة وشأن كبير فى المجالين التربوى والفنى؛ فقد لعبت دورا حقيقيا فى رسم معايير الدخول للبرنامج ووضع اختبارات مقننة تضمن أفضل المدخلات والمخرجات. والتفكير فى مشاريع عالمية تدمج الممارسة بالتطبيق؛ إذ كانت تجربة الفنان المقيم هى واحدة من التجارب العالمية التى أدخلت فى تدريس طلاب قسم التربية الفنية منذ 2013، كما أن دخول الممتحن الخارجى للمشاريع الفنية واحدة من الأساليب التى اطلعت عليها عالميا وتقدم فنان محترف بجانب تمكنه التربوى، وغيرها الكثير من المشاريع التى قدمت للمجتمع فنان ومعلم متمكن متسلح بمهارات التخصص.

أما في مجال الكتابة التنظيرية والنقدية والأكاديمية؛ فقد ظهر اهتمامى بالكتابة النقدية بعد أن وجدت نفسى أبحث بدون مراجع أستند اليها أثناء دراستها فى مرحلتى الماجستير والدكتوراه؛ فلازمتنى غيرة شديدة لماذا توجد مراجع وكتب توثيق الفنون فى الدول العربية وبعض الدول الخليجية، إذ كنت أشعر بالحزن الشديد عندما أجد كتب ودراسات عن الفن المصرى، العراقى، المغاربى…إلخ ولا أجد عن عُمان. ولماذا سلطنة عمان تخلو من وجود مراجع رصينة يعتد بها؟ لماذا يوجد فنانون ولا يوجد من يؤرخ لهم أو يكتب عنهم؟ أسئلة كثيرة راودتنى مع بداية مسيرتى الاكاديمية جعلتنى أبذل الكثير من الجهود المتلاحقة لتأصيل الفن التشكيلى والارتقاء به. فعملت جاهدة من أجل هذا الشأن.

اسم العمل: عبور سنة الإنتاج: 2002 الابعاد: 200سم /160 سم التقنية: خامات متعددة على كانفس

فقد حرصت أن تكون أغلب دراساتى وقراءتى مرتبطة بالفنان العمانى تأثيره وتأثره، ممارساته، وتأريخ العديد من التجارب. بدأت بتوثيق هذه الحركة منذ عودتى مباشرة من الدكتوراه بعد تكليفى بكتابة أول إصدار متخصص فى الحركة التشكيلية من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عام 2006. وتوالت بعد ذلك الكتابات والاصدارات فى هذا الشأن فألفت أربعة كتب فى الفن قدمتها للمتلقى العمانى والعالمى، بالإضافة إلى الكثير من الأوراق العلمية والبحثية والمؤتمرات. ومن السهولة الآن عندما تبحث عن الفن التشكيلى العمانى فى محركات البحث أن تجد الكثير فى هذا الشأن؛ سواء ندوات أو قراءات أو أبحاث أو معارض.

اسم العمل: ذاكرة 5 المقاس: 30X 30 الخامة: مواد مختلفة سنة الانتاج: 2019

أما على مستوى الممارسة العملية والفنية فقد حرصت أن أكون حاضرة فى الكثير من المعارض المحلية والدولية بحذر شديد. فلم يكن حب الشهرة هو الأساس هنا وإنما الحضور المدروس والممنهج الذى يستند على فلسفة وفكر عميقين؛ إذ أن فترة الدراسة الأكاديمية فى مرحلة الدكتوراه أحدثت نقلة حقيقية على المستوى الفكرى. أدت إلى نمو تدريجي فى الطرح. ورغم ذلك فقد نفذت (11) معرضًا فرديُا محليًا وعالميًا؛ أخرها كان معرض يحمل عنوان (فى طوايا البراح) فى نوفمبر 2019 فى قاعة جامعة السلطان قابوس؛ قدمت فيه (35) عملا فنيًا تصويريًا، جميع اللوحات كان بمقاس (35*35) أبحرت فى ذاكرتى المحتشدة بخيالات وذكريات متناثرة  عنيفة وساكنة حول المكان والزمان.

وقبل ذلك كان لى معرض يحمل عنوان (وهج) في عام 2016 فى تونس شاركت فيه ضمن فعاليات صفاقس عاصمة الثقافة العربية. حمل فكرة العلاقة بين الأشياء ذات الطبائع المختلفة التي تبقى متناغمة رغم اختلافها وهو ما يحقق التوهج الكلى بين الإنسان والمكان، وبين الصلابة والنعومة، والقديم والجديد.  ومعرض “أنتِ وأنا: عُمانيات” فى عام 2015، ومعرض “انعكاس” فى 2009، ومعرض “ظل ونور” فى عام 2007. جميع تلك المعارض تحمل رؤى فلسفية وبحثية متخصصة فى مجال الفنون المعاصرة لكنها ترتبط بالهوية العمانية والتراث تظهر فى قالب معاصر. وهناك معارض سابقة تنوعت أماكن عرضها.

اسم العمل: تكوينات لونية سنة الإنتاج: 2008

هذا بالإضافة إلى أكثر من (20) معرضا جماعيا دوليًا، عدد (18) معرضا جماعيا محليا تنوعت أماكنها بن أمريكا وبريطانيا وبرلين وفرنسا وتركيا وإيران وبروناى وزنجبار وباكستان.
كما حصدت العديد من الجوائز المحلية والدولية في هذا المجال؛ إذ حصلت على وسام المبدعين العرب 2016، والفوز بالجائزة الشرفية في بينالي آسيا 16 ببنجلاديش عام 2014. والفوز بانتقاء أعمالي للعرض في المهرجان العالمي للفنون بألمانيا عام 2014 والفوز بانتقاء أعمالي في الأسبوع العالمي الثالث لتعليم الفنون بأمريكا عام 2014.

كما حصدت الجائزة الكبرى في معرض الاعمال الصغيرة عام 2013. والجائزة الأولى في مجال التجهيز في الفراغ في المسابقة الوطنية لمعرض السنوي للفنون التشكيلية بالجمعية العُمانية للفنون التشكيلية عام 2013. والجائزة الأولى في مجال النحت 2001 في المعرض السنوي للفنون التشكيلية بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية والفوز ضمن 80 فنانة من بين 800 فنانة في منافسة عالمية لفنانات العالم في مسابقة معرض (فن المرأة المسلمة وصوتها)، متحف سان فرانسسكو عام 2013.

كما حصدت جوائز بحثية أكاديمية منها جائزة الباحث المجيد في جامعة السلطان قابوس لعامي 2019 و2018، وجائزة المجموعة البحثية المتميزة 2017، و2018. وجائزة المدرس المجيد عام 2014.

اسم العمل: عراقة سنة الإنتاج: 2016 الابعاد: 120سم /80 سم التقنية معالجات رقمية وتصوير فوتغرافي.

وأخيرا أجد نفسى تشعبت فى كل ما يخص قضايا تدريس الفن، وأكتب عنه، وأنقده. وجدت نفسى تستهوينى كل حيثيات الفن التشكيلى فى سلطنة عمان.  وبحكم إسهاماتى العلمية والسمعة الدولية التى اكتسبتها وأهدافى المستقبلية التى رسمتها لوضع عمان على الساحة التشكيلة والعلمية فى مجال الفنون وتدرسيها، فقد تلقيت عدد من الدعوات بصفة خبير، ومستشار، وممتحن ومقيم ومراجع منها لتأسيس علاقات ثقافية دولية، ومنها شراكات بحثية حول العالم، وبعضها لتحكيم جوائز عالمية، كما شُرفتُ بعضوية عدد من لجان التحكيم أهم وأعلى جائزة فى السلطنة وهى جائزة السلطان قابوس للإبداع الثقافى فى عام 2006، وجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب فى عام 2012، وجائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية فى دورات عدة أخرها كان فى عام 2018، 2016، 2014.

اسم العمل: تناغم سنة الإنتاج: 2014 الابعاد: 120سم /80 سم التقنية: تصوير فوتغرافي.

ما هى مشاريعك القادمة فى عالم الفن التشكيلى؟
عالم الفن عالم متجدد يرفض الثبات على إيقاع واحد أو الركود والاستنساخ؛ أحلم بوقت كاف للانغماس فى التجريب والممارسة العملية بعد أن حققت رصيد بحثى ومعرفى وتدريسى؛ أحتاج إلى انغماس كبير فى هذا المجال؛ الانغماس بلا شك يحتاج تأنى وحذر شديدين مصحوبًا ببحث فكرى عميق؛ إذ أن العالم أصبح مفتوحًا على جميع التجارب وهناك الكثير من الممارسات والتقنيات المتجددة وبالتالى الاطلاع مطلوب تحسبًا للتكرار أو الخوف من التقليد الغير مقصود.

ومن أهم طرق الاستعداد هو متابعة كل ما هو جديد فى عالم الفن وتدريسه؛ فاشتركت بعدد من الجمعيات والمؤسسات  الفنية العالمية والإقليمية والمحلية المرتبطة بهذا القطاع وانتسبت لها ليتم اطلاعى على كل ما هو جديد فى الممارسة العملية، ومن الجمعيات الأمريكية التى انضممت اليها: الجمعية الوطنية للفن والتصميم (NASAD)، الاتحاد العالمى لتعليم الفنون (WAAE)،  الجمعية الوطنية للتربية الفنية (NAEA)، الجمعية الدولية للتربية الفنية (InAEA)، الجمعية الدولية للتربية من خلال الفن (إنسيا)  Insea، الجمعية البريطانية الوطنية للتربية الفنية (nsead)، الجمعية الوطنية البريطانية للتعليم للفنون التشكيلية، والجمعية الأوربية لعلم الجمال بسويسرا، ومن الجمعيات الإقليمية: جمعية افريقيا والشرق الأوسط للتربية من خلال الفن (إمسيا) وعدد من الجمعيات المحلية فى السلطنة.
وبالتالي هذا التواصل يجدد الفكر ويصقله ويعطي متنفس لتفنيد الأفكار.

اسم العمل: تراثيات سنة الإنتاج: 2016 الابعاد: 45_45 سم التقنية: خامات متعددة

أخيرا كلمة لمحبى الفن التشكيلى فى الوطن العربى
بعد خمسين عامًا من الإنجازات في سلطنة عمان لابد أن يجد مجال الفن التشكيلي نهضة من نوع أخر؛ نهضة تعتمد على هذا القطاع كرافد حيوى وليس كمجال للممارسة فقط. إذ وجدت قاعدة لفنانين ولحركة مستمرة لها مقومات ومحددات، ووجدت جهود مؤسسية وفردية لترتقى بهذا القطاع. ولكن ينقص حقل الفن فى عمان هو الاستعداد لمرحلة جديدة نبنى فيه خططا استراتيجية خمسية قريبة وبعيدة المدى كحال القطاعات الحيوية الأخرى على مستوى الأفراد والمؤسسات الراعية للانطلاق بشكل أسرع وفق احتياجات الفنان والمجتمع والعصر المتجدد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*