الفنانة المبدعة “أسماء خورى” ولوحاتها الفنية الرائعة

17/10/2019

0

عرض: محسن صالح

الفن التشكيلي له جلاله وجماله ورونقه وخاصة إذا جادت به أنامل تلمس نبض الأشياء ، فتحس بذلك الإحساس الذي يأخذك إلي سماوات سامقة من البهاء ، حيث تشم رائحة الورود ، وتجري مع من يجري وتبتهج مع من يبتهج ، بل وتعبس مع من يعبس ، إنها الحالات الوجدانية التي تتضافر في نقلها ضربات الفرشاة أو إزميل النحت أو غير ذلك من أدوات الفن التشكيلي . نري جمال وبهاء الفن التشكيلي في لوحات الفنانة المبدعة “أسماء خوري” نراها في لوحاتها التي تنقلنا لعالم حلو جميل نبتعد فيه عن أنفسنا القلقة لنخطو إلي ظل ظليل من الراحة والمتعة الفنية الخالصة. وأقترب في هذه العجالة من لوحات هذه الفنانة والتي يمكن أن أطلق عليها ” عاشقة الزهور” ، حيث نري في لوحاتها و بخاصة لوحات الطبيعة الصامتة تلك المعزوفة الرائعة للورود حيث نقف أمام لوحات نقلت لنا بهاء الورود وصمتها ، إنها ضربات الفرشاة التي تنقل لنا زخم التفاعلات داخل اللوحة ذاتها فنري في بعضها السكون بعد العاصفة أو انتهاء اليوم أو قتامة الطقس أو الورود مع الكتاب ..إلخ. وننتقل مع الفنانة في لقطات تتوازي مع الحياة فنلمس بهاء الزهور في شكل أخر ممثلا في مرح الأطفال ولعبهم بالبالونات وكأنها تكمل حلقة بدأتها من الفرح بالحياة ، بل نري الحنين إلي الطفولة ممثلة في لوحة “بوجي و طمطم” ذلك المسلسل الذي شكل وعي العديد من شباب هذه الأيام ، إنني نري البراءة ونلمسها في أعماق هذه اللوحات الضافية.

لاتنسي الفنانة المبدعة ” أسماء خوري” أن تنقل لنا المرأة ومايرتبط بها من الأمومة في لوحات تتوازي مع الحياة التي نحياها وهي في هذا تبدع حينما تستخدم الفحم أو الألوان الزيتية أو ألوان الجواش في لقطات لاتنسي في خضمها أن ترسم ذاتها.و تعكس لقطات أو بورتريهات المرأة عند فنانتنا أعماق المرأة ممثلة في الصديقة والأم وغيرهما.بل إنني أزعم أن عددا لابأس به من اللوحات تترايء لي فيها ملامح فنانتنا وكأنها تري نفسها في كل من حولها وتتمثلهم في داخلها، بل وتعكس لنا حالاتهن بعد البكاءإلي غير ذلك من مواقف حياتية مفعمة بالمشاعر. وحينما تلتقط فرشاة الفنانة الأم تلتقطها بروعة وبهاء فننظر إلي اللوحة ونحن نري دفء الأم وحنانها و لهفتها علي رضيعها.

وللفنانة لوحات تعكس الطبيعة الصامتة المعبرة ، فتحس بالفاكهة بل وتكاد تلمسها وتشم رائحتها ، و تتواصل مشاعرك مع ماتعكسه اللوحات ذاتها من معان فتجدك تذهب إلي خبراتك الخاصة تمتحي منها ماتفجره هذه اللوحات في النفس من إحساسات إنه الفن الذي تذهب فيه النفس كل مذهب. تتوقف أحيانا من الدهشة و أنت تري اللوحة وتري ضربات الفرشاة وتسمع الأصوات وتحس بالحركة وتلمس تفاعل الألوان كل هذا في لوحة واحدة ، فما بالنا بلوحات تتري تتنافس مع بعضها البعض في الرونق والروعة والجمال. حين ترسم الفنانة لوحات موضوعها الطبيعة والبحر و الشط ، نري البهاء كل البهاء ونلمس أنها قد توحدت مع عناصر الطبيعة ، معين كل فنان ومصدر إلهامه و إتقانه ونري أحيانا علي الشاطيء الأطفال يمرحون و هكذا تترايء البهجة في لوحات الورود و في لوحات المرح و في لوحات المرأة و لقطات لها و في لوحات الطبيعة الصامتة و لوحات الشط . نحن إزاء فنانة ترتاد موضوعات عديدة وتجيد و تبدع في كل منها بل و تتفوق علي نفسها إن جاز لنا التعبير.

تنتهي جولتي في لوحات الفنانة المبدعة” أسماء خوري” والتي عكست في لوحاتها لقطات حية نابضة من الطبيعة التي تحوطنا وضعت فيها من روحها قبل ريشتها الكثير . إنها لوحات خالدات لاتنساها أبدا حينما تراها لأنها ببساطة هي الحياة في أروع  وأجل وأبهي صورها أمامنا تهديها إلينا فنانة مجيدة ومتميزة ومبدعة . فألف تحية للفنانة المبدعةعلي هذه الأعمال الضافية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*