الفنانة البحرينينة ندى الصباغ.. موهبة فنية ذو حس عميق
ندى الصباغ فنانة بحرينية من منطقة المحرق التراثية والتي تعتبر موطن كبار الفنانين التشكيليين في البحرين، حيث شقت طريقها نحو الفن منذ صغرها وأصبح الآن أنيسها الوحيد وملجأها المريح الذي وجدت فيه العلاج الروحي من كل ماتعرضت له من حوادث أليمة، ندى موهبة فنية ذو حس عميق تستحق الثناء والتقدير، لهذا كان لنا حديث معها لنتعرف على حياتها الفنية أكثر.
في البداية نود أن نعرف من هي ندى إبراهيم الصباغ؟
ندى إبراهيم الصباغ فنانه تشكيلية محترفة في الأعمال اليدوية والخشبيات، لدي شغف الرسم بجميع أنواعه ومختلف مدارسه، فقد مارست الرسم علي القماش والزجاج، كما أتقنت فن الوزن و الديكوباج مرورا نحو الرسم على الجداريات ووصولا إلى إعادة التدوير وإضافة لمسات فنية تمنحه روحًا جديدة وجميلة، بمعني آخر أهوى جميع الفنون.متى بدأت ندى إبراهيم الصباغ الدخول في عالم الفن التشكيلي ؟
أنا محبة للفن منذ صغر سني،كنت الطالبة المفضلة للمدرسة في هذا المجال، فكانت تُوكل إلي مهمة الرسم وتجهيز اللوحات في المناسبات والأعياد الوطنية، كما أنني اعتدت على مساعدة والدي في صباغة الغرف وأعمال النجارة مما ولد لدي شعور بالميول تجاه الرسم على الجداريات والأعمال الخشبية، ولقد اكتسبت مهارة إعادة التدوير بسبب أمي التي كانت تحب الاحتفاظ بالأشياء المستعملة، حيث كان شغفي أن أعيد تدويرها لأصنع شيئا جديدا مختلفا وجميلا، إنه لأمر رائع أن أحول صندوق قديم إلى تحفة فنية مميزة.هل يحتاج الفنان الموهوب إلى الدراسة الأكاديمية؟
بالنسبة لي لم أتعلم الفن في المدارس الأكاديمية بحكم دراستي الجامعية و عملي في البنك، فقد كان أبي و أمي هما مدرستي التي ترعرعت فيها منذ صغري، ولكن الحادث الأليم الذي تعرضت له جعلني أشعر أن الحياة قصيرة علينا الاستمتاع بها بممارسة هواياتنا لهذا قررت ترك العمل والتفرغ للفن ثم بدأت التسجيل في ورش مع كبار الفنانين بالإضافة إلى أن التعلم على الإنترنت أفادني كثيرا.
كيف تقيّمي الحركة الفنية التشكيلية في البحرين ؟
الحركة الفنية في البحرين موجودة منذ الأربعينات حيث تتغير معطياتها وحركتها حسب اختلاف الأزمان وتداول كبار الفنانين عليها فكان نموها وجمالها في ازدياد مستمرنتيجة إبداع أهل الفن في البحرين كما أن رعاية الدولة للثقافة بصفة عامة والفن التشكيلي خاصة على مدى أربعة عقود، وحرص وزارة الثقافة المنتظم على إقامة المعارض السنوية كان له الدور الهام والفعال في إبراز مواهب الفنانين فأصبحوا رواد في جميع مدارس الفن ومصدر إلهام للأجيال والمواهب القادمة، كما زاد حرص الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة رئيس المجلس الوطني للفنون على رعاية الفن في البحرين من ازدهاره ولا زال العطاء مستمر بالحركة الفنية التي نقطف ثمارها كل يوم بشكل أكثر جمالا وجاذبية.ماذا عن أقرب الجوائز لقلبك ؟
لقد حصلت على العديد من الجوائز من خلال مشاركتي في معارض كثيرة كمعرض الأيام ومعرض الفن التشكيلي ومعرض جداريات لمستشفى خاص بالطب النفسي، بالإضافة إلى حصولي على عدة شهادات تقدير من قبل مسابقات كالتي أقيمت في مركز العاصمة برعاية الشيخه سبيكه آل خليفة وشهادة تكريم من معرض التسامح والتعايش بين الأطياف الدينية في البحرين، لكن كانت أقرب جائزة إلى قلبي هي درع وشهادة حصلت عليهما بعد مشاركتي في معرض قوة دفاع البحرين بمناسبة مرور خمسين سنة علي إنشائه.
هل هناك خط أساسي يربط بين مختلف مضامين لوحاتك؟
لا يوجد خط موحد للوحاتي حيث أنني أهوى الرسم بجميع مدارسه ولكن أقربه لقلبي هو رسم التراث كما أنني أميل للمشاركات التي تتطلب رسم لوحة لهدف ورسالة معينة، ولقد شاركت في معرض كلنا نقرأ والذي طلب منا لوحة تربط بين قصتين لفنانين الأول كان الرسام فان جوخ والثاني فنان بطل قصة صاحب العربة والذي يربط بينهما خط معاناة، فكان المطلوب منا تجسيد هذه المعاناة وسرد والرسالة المستخلصة من حياتهم في لوحة فنية واحدة، فالرسم لهدف معين محبب لي ويشكل تحدي للإبداع والتنوع في تجسيد اللوحات بأساليب مختلفة حسب الرسالة الموجة للجمهور.حدثينا عن مشاركتك في جمعية كن فنانا؟
لقد قررت تطوير موهبتي في الرسم وأخذت على عاتقي هدف الإندماج في محيط فني والتعرف على فنانين للإستفادة من مهاراتهم، فتوجهت فورا إلى الانستغرام الذي من خلاله انضممت لجمعية كن فنانا والتي تتبنى المواهب الفنية وتجمعها في محيط واحد للتعارف والإطلاع واقامة المعارض للأعضاء وتقديم الورش للمبتدئين، والأجمل أنها تضم فنانين من دول أخرى فتتم تبادل الثقافات الفنية بشكل أوسع وإقامة المعارض محليا وعالميا، فلقد كانت أول جمعية أنتسب لها كما كان لرئيسها الفضل الكبير في حياتي الفنية حيث ساعدني في تطوير موهبتي بالتشجيع والورش والنصائح بالإضافة إلى إقامة المعارض للأعضاء إلى جانب المشاركات الاخرى، وقد كان هذا حافزا لي للتقدم والتطور، وقد تعرفت من خلال الجمعية على فنانين كبار منغمسين في الفن بمختلف مدارسه من الواقعي والتراجيدي والبورتريه ورسم البنسل والحروفيات، ومن بين هؤلاء الفنانين أذكر الأستاذه فريدة درويش والأستاذ عزيز الكوهجى مدير الجمعية والأستاذ حيدر الشيباني بالإضافة إلى الكثير من الفنانين المبدعين.من هو الرسام العربي أو العالمى الذي أثّر بكِ كثيرًا على المستويين الشخصي والفني؟
لقد تأثرت بالفنان فان جوخ الذي حول معاناته للإبداع وكان ملهما يبث الأمل للأجيال، كما تأثرت بالرسامه فريدا التي تلامس قصتها معاناتي حيث تشاركنا نفس الأحداث الأليمة والتي كانت إلهاما لي حيث انشغلت فريدا بالرسم في المستشفى إثر الحادث الذي تعرضت له لتعالج نفسها بحبها للفن وتنسى ما تشعر به من ألم أو على الأقل تجيده في لوحاتها وهذا ما طبقته أيضا بعد تعرضي للحادث الذي أقعدني فلجأت للفن التشكيلي كهواية تخفف عني وتخدمني في آن واحد، ومن هنا أصبح الفن لجميع معاناتي فهو ينسف التفكير السلبي والإحباط في حياتي.أما بالنسبة للفنانين العرب فقد كان الفنان البحريني عباس الموسوي قدوتي منذ الصغر فقد تأثرت به و جمعتني معه معارض مشتركة ولله الحمد على ذلك، كما أنني أنتمي حاليا لمجموعات بقيادة الفنان عباس الموسوي والأخ مهدي الجلاوي تحت مسمى “ألوان الشرق” و” كفو عليكم” والتي تقيم مشاركات جميلة تجمع الفنانين البحرينيين لهدف معين مثل تكريم الطاقم الطبي الذي يكافح جائحة كورونا بلوحات من إبداع الفنانين.ما هي مشاريعك القادمة في عالم الفن التشكيلي ؟
حاليا أنا في فترة العدة على زوجي المتوفي، ولكن أنوي المشاركة مستقبلا في معرض تقيمه جمعية ألوان الشرق تحت عنوان “إشراقة المستقبل” والعودة لنشاطي الفني بعد أن توقفت لمدة سنتين بسبب الجائحة ومرض زوجي ووفاة أبي فأنا لدي الكثير لتقديمه إن شاء الله.
ما هي المدارس التي تأثرت بها ندى إبراهيم الصباغ في مسارها الفني؟
في البداية كان يقودني إحساسي في الرسم فكنت أجسد أمنياتي التي أريد تحقيقها وأحلامي التي لا أريد أن أنساها في لوحاتي، واتخذت الرسم وسيلة للتعبير عن مشاعري كالغضب باستخدام الألوان الداكنة أو الضربات العشوائية لفرشاتي، كنت أرسم مشاعري دون أن يكون لدي أدنى فكرة عن مدارس الفن. ولكن بعد الدراسة والبحث اكتشفت ميولي للمدرسة الرومانسية لاعتمادها على العاطفة والخيال والإلهام أكثر من المنطق،حيث تميل هذه المدرسة الفنية إلى التعبير عن العواطف والأحاسيس والتصرفات التلقائية الحرة، كما كان لدي ميول للمدرسة الوحشية التي تعتمد على البساطة في الفن والبديهة في رسم الأشكال ثم عرضها وسط أعمال قوية لكبار الفنانين.
ماذا عن هواياتك الأخرى ؟
لدي الكثير من الهوايات إلى جانب الفن ولكن أقربها لقلبي هي التصوير والديكور وكتابة الخواطر.
أخيرًا إلى ماذا تطمح الفنانة ندي إبراهيم الصباغ؟
أطمح إلى افتتاح معهد لتقديم ورش الرسم والأعمال اليدوية للأطفال وإقامة دورات لمناقشة دور الفن في العلاج النفسي وغيرها من المواضيع المختلفة.ومن أكبر طموحاتي إقامة أول معرض شخصي، وهذا الأمر محل دراسة الآن من طرفي، وذلك لرغبتي في إيجاد فكرة ورسالة موحدة تشترك فيها جميع اللوحات مع اختلاف الرسومات المجسدة فيها.