الشاعرة البحرينية إيمان دعبل وقصيدة “انتظارٌ في حديقة الحُلم”
انتظارٌ في حديقة الحُلم
مرّ الرّبيعُ عجولا
كنتُ أنتظرُ
بعينِ طفلٍ شغوفٍ
مسّهُ ضجرُ
لم يُلقِ بالا لشوقي
مرّ مُنشغلا
الوردُ يمضي..
ويمضي خلفهُ الثّمر
ولملمَ العُشبَ من حولي
وسنبلة ًصفراءَ
كانت على كفّيَّ
تحتضرُ
وجفّف النّهرَ
يتلو ماءهُ عطشا
لو يلمس الموج يذوي
ثم ينكسرُ
ثم انحنى يغرفُ الألوانَ
في قِربٍ بمقلتيهِ ..
وأخفى نفسهُ الأثرُ
لِمَ التّعجل !!..
دع في القلبِ نرجسةً
أو غيمةً من شذى
يغفو بها المطرُ
أو ربما بلبلا
يرتاحُ في شفتي
أو نغمةً يرتوي
في لحنها الوترُ
دع نسمةً تختلي بالروح ..
تورقُ بي
صفصافةً
يعتلي أغصانها
القمرُ
أرجوحةً في المدى خضراءَ
تأخذني مع الفراشِ
لضوء شفّه الوطرُ
لكنه لم يكن يُصغي لهمهمتي
مشى سريعًا..
فلا حسٌّ ولا خبرُ
لم يلتفت لي ..
ولم يلحظ وجوديَ بل
سوّى حقائبهُ..
يغري به سَفَرُ
وهامَ يَعثرُ بالغاوين
يذرعهمْ
وهم على ما يشاءُ الشّعر
كم عثروا
حتى تلاشى
كما الأشباح
تتبعهُ مواسم الوهم
لا تُبقي ولا تَذَرُ
عيني على الدّربِ
ما زالت معلقة بمقلتيهِ
نَسَى ما يذكرُ
النّظرُ
مرّ الربيعُ
ولم يترك سوى حلمٍ
بقلبِ طفلٍ شغوفٍ
كان يُبْتَكَرُ