الأديبة والشاعرة ميساء صح ..لا تُبقِني… خُذْني مَعَكْ

0

“خُذني مَعَكْ”

إن رُحتَ تَمضي عندَ قومٍ
في البعيدِ دِيارهمْ
لا تُبقِني
خُذْني مَعَكْ

قُل لي بربِّكَ كيفَ تقدرُ أن تُودِّعَ
خافقًا هجرَ الزمانَ ليتبعَكْ؟!

أذكرتَ يومًا مِن زمانٍ حينَ غبتُ لبرهةٍ؟
رفضَ التشوّقُ أن يغادِرَ أدمعَكْ

وَشَرعتَ تَهذي تائهًا بينَ الصحاري
مثلَ قيسٍ قَد أضاعَ دَليلهُ
وكأنَّ بُعدي قَد تَعمَّدَ مَصرَعَكْ

وَتبيعُني بزهيدِ سِعرٍ تَرتَضي
في النأيِ قُلْ
ما شمسُ صُبحٍ لا تغازلُ مطلعَكْ؟!

ماذا جَرى حتّى تُبالي لَهفَتي
ماذا جرى حتّى تُبالي لَهفَتي
عِدتُ السؤالَ لأسمَعَكْ

فَشَكوتُ أمري للإلهِ
لعلَّني في الشكوِ عن بعدٍ كوتني نارهُ
أن أردعَكْ

ذاكَ السؤالُ مُحيِّرٌ
أنصيبُنا هذا الفراقُ ونارُهُ
مَهما تزايَدَ سعيُنا لا لن يُحيدَ قرارُهُ؟
هَل غيرُ رَبّي أرجَعَكْ؟!

يا أنتَ قُل
بعدَ العجافِ تمدُّني بِسنابِلٍ
تخلو الوفاضَ جيوبُها؟
لا تُشتهى يا سيِّدي
لا أشتَهي إلّا الجداولَ، منبَعَكْ

باعِد خُطاك وإعترفْ
مِن بَعدِ قَلبي هَل تُلاقي الحضنَ في كلِّ الدُّنا؟!
مَهما رجوتَ مَحَبّةً كُلُّ الورى لن ينفعَكْ

غادِر بصيفٍ حارِقٍ
فيهِ المشاعِرُ لُهبةٌ
ها بتُّ أدري
سوفَ تأتي في الخريفِ لأجمَعَكْ

وتجيئُ ذِئبًا تَرتدي ثوبَ الهدى بطريقِ لَيلى
خلتَ ليلى أن تعودَ لتَسمَعَكْ؟!

هندٌ تُعاني ليتَ تَدري كم لَظاها بالغٌ
وبرغمِ وجدٍ يَلتظي بفؤادِها
هيَ لن تتوقَ لتقشَعَكْ

لا لن أُبالي من رَماني بالجفاوَةِ مَرّةً
بنتُ الكرامَةِ إن عَبِثتَ بأرضِها؛
فمُجدّدا بِتُرابِها مهما رَجَوتَ فإنَّها لَن تزرَعَكْ!!!

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*