عبدالرازق عكاشة..سير أوسكار كوكوشكا الجزء 2

0

 أيها الواقفون خلف جلباب الحلم

وسراديب الأمل

أيها الحالمون بكسرة خبز

 من رغيف الوطن

وقمحة وزيتونة وقطعة جبن

خزنها عجوز مر من هنا

فى كهف الزمن 

أيها  الواقفون فى ميدان الرحمة والحلم

الحالمون بدمعة

فالدموع ليست للحزن الآن

إنما قدر.

أيها العابرون رصيف الامل

الواقفون أمام إشارات ضوء الحلم

الراغبون فى طبق عدس أصفر

وكاس ماء, وحبة ريفو كدواء

أيها المبصرون فى الإناء طامعين فى لحظه

ضياء من قمر سرق نوره

 فى الحرب الأغنياء

أيها الملتحفين ببرد الشتاء

وثلج حر صيفا فى العشاء

الدموع اليوم ليست أمطارًا ليست اقدارًا

الدموع رثاء

كيف أرثي العالم السير أوسكار كوكوشكا المعلم الملهم

  عاشق  الحرية  صقر الفن صاحب أجمل جملة لونية.خزان بصري لشلالات التاريخ اللوني .المعترض على الحرب. العاشق للسلم. صاحب أهم دور اجتماعي  ضد النازية . الهارب إلي مصر والعالم العربي،هرب كوكوشكا في رحلة سفر إلى مصر، تونس في الجنوب جربا 1928 والمغرب ,والجزائر ثم عاد  إلي مصر الصعيد ثم  السيدة زينب ، فلسطين وتركيا ويعود إلى باريس يشارك في صالون الخريف ثم شمال تشيكوسلوفاكيا ويتعرف هناك على حب جديد قلبة يدق الي “أولدا بلو كفسكا ”التي تعشقه وتلعب دورًا مهما؛ حبيبة وصديقة  وأهل ووطن . تزوجت من كوكوشكا في ظروف صعبة ومعقدة .فكانت  تعلم أن القوات النازية تبحث عنه  وتطارده في كل مكان أرسلت مجموعة لتحطيم أعماله في صالون الخريف باريس 1936 .مثل ما فعل الإخوان معي في نفس الصالون 2013  بعد  تحريض عدة صفحات وهيمه  ضدي منذ مشاركتي في ثورة 25 يناير، كانت الصفحات متفرغه من أمريكا 24 ساعة متواصل لهدم عكاشة وإرسال 1650 شكوى  للصالون في عضو كل ذنبه أنه كان أول عضو مجلس إدارة من خارج أوروبا الغربية  وليس  أول عضو عربي أو إفريقي فقط . وشارك في 25 يناير أيضا .

المهمأن زوجة السير كانت تساعده في تجاوز المحنة تلو الأخرى.ويكتب من منفاه ببراعة قصة حياته في كتاب حمل عنوان” الجريح”  سأحاول ترجمة بعض نصوصه قريبًا .

  في بداية الثلاثينيات وتركز قوات النازية الجهود في البحث عن كوكوشكا حتى تم القبض على صاحب الجاليري الذي كان يعرض له في ميونيخ بذلك ضاق الحصار حول كوكوشكا تمامًا، وأصبح هو وزوجته على وشك الانهيار . فركب القطار واتجه هاربًا إلى لندن .هو لا يحمل فلسا واحدا ولا حتى كسرة خبز ولا لوحة .                                                

   انهيار وانتصار وحرب مستمرة                                                            

وصل كوكوشكا إلى لندن في شبه معجزة مع زوجته لكنه سرعان ما قام بتأسيس جمعية فكرية فنية هناك. تحت اسم كبير هو ” جمعية المتحدثين باللغة الألمانية للثقافة والفكر الموحد ”ويعود للرسم وينطلق إلى عنان التجربة الابداعية ثورة واشتعال انتفاضة لون وصراخ المبدع

   يجسد كل شعور بالكراهية والحقد على النازية في كل لوحاته. وفي سنة 1943 يقيم معرضًا كبيرًا وضخما في لندن ويبيع نصف المعرض بمبلغ كبير ويرسل نصف المبلغ إلى أهالي ستالينجراد السوفيتية لمقاومة النازية دور اجتماعي مهم في تلك اللحظات إذا أردت أن تعرف كيف يكون الفنان لابد أن تعرف دورهم الاجتماعي والإنساني وهذا أهم سر في تميز السرياليين المصريين .والفنانين العراقين الذين مالوا الي الفكر الشيوعي .

 هنا ما زال الإحساس لدي كوكوشكا  بالتحدي للنازية كبيرًا ضد هتلر وأعوانه وقد اعتمدت أعماله في هذا المعرض على العديد من الرسوم المباشرة, الثائره. والتعبيرية القوية المشحونة بقدر كبير من القلق والرعب .

مثل لوحة الحيوان المفترس الذي يهاجم دون حدود له ودون تحديد شكله فهل هو أسد ولكنه ليس أسدًا عاديًا بل حيوانًا ناريًا نلاحظ أن جاكسون بولوك إتجه الي نفس المسار في بداية رحلته الفنية أسد كوكوشا يحاول تحطيم إطار اللوحة والخروج حتى إلى المتلقي .

أو تلك اللوحة التي رسمها سنة 1942 تفضح النازيين الجالسين في جنب اللوحة ينظرون خلسة إلى جسد امراة  عاري . في حين أنها تبحث عن الحرية والأمل ، يوضح الفرق بين عسكر النازية وبين نظرة الفتاة إلى المستقبل 

 أمام لوحات هذه الفترة نجد لوحة هي بورتريه لكوكوشكا نفسه حيث رسم نفسه عام 1938 وسط اللوحة و نظراته تخترق جدار اللوحة وتصل إلى المتلقي حاملة كل شعور بالتحدي والجرح . ويؤكد الفنان قوة التحدي بالعصا التي يمسك بها فهو يمسك بعصا قوية بين يديه ويقطع بها اللوحة في شكل مثلث هرمي القاعدة ليؤكد قوة البناء في الشكل المرسوم  ووجود قاعدة يبني عليها حرية الخطوط  مثل النحات  المثال الفاهم إن اللوحة هي إعلان كامل لحياة هذا الرجل العجيب الذي ألغى الدراما الموجودة في أعماله السابقة التي كان يرسمها بوصفها خلفية للوجوه البشرية ورسم مجموعات لونية محملة بالألم والشجن في هذا العمل الضخم المهم ثم يقيم معرضه الثاني ويرسل حصيلة المبيعات إلى الأطفال في تشيكوسلوفاكيا ..

البقيه الجمعة القادمة محبتي باريس عبدالرازق عكاشة

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*