“صبا”معزوفة الريشة والألوان فى معرض الفنان المبدع وجيه يسى

23/10/2019

3

عرض: محسن صالح

يتوازى الفن التشكيلى مع الحياة من حولنا أو فى أعماقنا أو أعماق من نغرم بهم لنجد أنفسنا فى عالم ثان له جمال وجلال وروعة و بهجة تدخل على النفس وتأخذنا إلى عالم نريد ألا نتركه لحظة . و يزداد الأثر فى النفس والروح حينما نلتقى بعالم من الإبداعالإبداع ذى الخصوصة والتفرد كعالم الفنان المبدع “وجيه يسى” فى معرضه “صبا” بالقاعة الكبرى من قاعتى بيكاسو.

نتوقف مع اسم المعرض “صبا” ونعرف أنه أحد المقامات الموسيقية التى تمتاز بالحزن والشجن والعذوبة ومن الكلمة نعرف أننا مقبلين على عالم الموسيقى والغناء والفن الأصيل .تستقبلنا لوحات المعرض فلا ندرى هل نشاهد لوحات للفن التشكيلى أم نسمع الموسيقى تدق فى آذاننا ونحار حينما نرى؛ أقصد نسمع ضربات الفرشاة على سطوح اللوحات بألوان هى فى ذاتها أنشودة خالصة .إننا أمام بلوفونية من الألوان والموسيقى والعزف والصمت والغناء والجلال والبهاء كتتابع الفصول وعزف البقاء.

تتوازى فى المعرض لوحات سيدة الغناء العربى” أم كلثوم” حيث نجد اللوحة أمامنا فى مكان قريب وكأنَّ الفنان المبدع يريدنا أن نرى”أم كلثوم” فى رداء كلون السماء له ملائكية خاصة حيث يريدنا أن نعيش معه من البداية هذه الحالة الوجدانية الخاصة .تتضافر لوحات أخرى داخل المعرض لسيدة الغناء العربى وكأننا نعيش مع الصبا وغيره من المقامات بل ونسمع غناء سيدة الغناء العربى ونغمض العين مع الألوان وهى تنقلنا لتراث خالد لايزال فى أعماقنا ماحيينا.واللافت أن كل لوحات سيدة الغناء العربى تموج بالحركة وكأنَّ الفنان يريد أن يقول لنا إن الفن باق متجدد لايتوقف صاحبه بل نراه ونرى عطاءه دائمًا أمامنا.وتتفاعل حزمة الألوان فى بعض اللوحات لتنقل لنا دفء الغناء ولهيب الكلمات المغناة فى تنافس يقف على قدم المساواة مع حفلة على الهواء من حفلات زمان، حفلات النغم الأصيل.

لا يتوقف الفنان المبدع عند هذا بل يكمل اللوحة الشاملة لمعرضه ويرينا لقطات لعازفين منهمكين فى عزفهم لنجد ضربات الفرشاة تعكس لنا ضبابية الحلم وزخم العزف ودوامات الأنغام.إنه التلاحم بين موضوع اللوحة وبنائها أو معمارها الرائع .نقف أمام عازف الكمان وعازف القانون وعازف العود وعازف التشيللو أوالكونترباص فى تفاعل نراه فى فرقة موسيقية أرادت أن تجتمع معنا فى هذ المعرض وتخرج لنا أروع معزوفاتها.

حينما نتقدم نجد هذه الفرقة اتحدت فى مجموعة لوحات تراصت وكأنَّ الفنان ينقل لنا حفلة متكاملة لكوكب الشرق فيها كل ما نشاهده من أساطين العازفين.وكأنّى بالفنان المبدع يقدم جملة موسيقية مبدعة بهذه المجموعة المتضافرة من اللوحات الصغيرة والتى رسمت بالألوان المائية التى تتماوه فتغيب تفاصيلها مع تدفق الأنغام وتتابع العزف، فنجد اللون هو الموسيقى والموسيقى انداحت داخل اللون الذى تلقفها فى داخله فكونا مزيجًا يرى ويسمع معًا.

ويتابع الفنان المبدع “وجيه يسى” رسم بقية الصورة الكبرى ذات الأثر حيث نرى أساطين الموسيقى فى تاريخ مصر مثال الموسيقار سيد درويش والموسيقار محمد عبد الوهاب والموسيقار رياض السنباطى والمبدع بليغ حمدى، الذى تخرج مع نظراته فلا تدرى هل يلحن بأنامله أم يلحن بنظرات عينيه فى حوار داخل اللوحة يجعلك-عزيزى القارئ-تصر على الوقوف أمام هذه اللوحة بالذات سائحًا فى سحر النظرات وعمق أثرها.

تتفاعل ألوان اللوحات مع موضوع المعرض، فنجد غلالة الحلم تحوطها وتملأ جنبات المعرض أثرًا فى النفس، فنغمض العينين لنرى اللون ونلتفت لنحس به وحينما نحس به تتجدد المعانى والإحساسات فى الروح والنفس. وتلعب الألوان المائية دورها فى تماهى اللون مع موضوع اللوحة مع الحركة لنلتقى بما يسمي موسقة اللوحة إن جاز لنا هذا التعبير، فإنها لوحات معزوفة أو معزوفة فى لوحات.

ولا ينسى الفنان فى تأصيله للموسيقى أن يضم فى لوحات أربعة متجاورة عازفين للفن الشعبى وهم يعزفون لنرى بينهم العازف الصغير الذى يعزف على الناى فى انهماك نحسه ونراه بل ونسمعه، إنها دعوة لحب الفن فى كل أشكاله وصوره يجسدها معرض ضاف فى قاعة بيكاسو للفن بقلب الزمالك.

تنتهى جولتى السريعة فى جنبات معرض” صبا ” للفنان المبدع “وجيه يسى” ولاينتهى الحديث عن تأثيرات الحلم وضبابيته على أعمال الفنان التشكيلى وعلى تفاعل عناصر لوحاته الفنية مع موضوعاتها، إنه الفن التشكيلى الخالد الذى ينقى النفس من أدران الحياة اليومية ويجعلها تحلق فى فضاءات الحلم وجمال عالمه.كل تحية لهذا الفنان المبدع على إبداعه الفنى فى هذا المعرض المتميز.

3 تعليقات
  1. محمود يقول

    أم كلثوم وإبداعات الفنان العالمي وجيه يسي

  2. عبير الوادي يقول

    روائع

  3. احمد عطية يقول

    كل التوفيق فناننا المبدع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*