حوار (عرب 22) مع الفنانة التشكيلية السودانية هيام الخليفة

0

هيام الخليفة عبد الله الشيخ، سودانية مقيمة في المملكة العربية السعودية، الرياض زوجة وأم حاصلة على بكالوريوس المكتبات والمعلومات من جامعة الإمام محمد بن سعود، الرياض، متخصصة في الرياضيات والإحصاء، حاصلة على دبلوم علوم الكمبيوتر من معهد الموجز، السعودية، عضو في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، عضو في (عرب 22) للفنون التشكيلية.اقتربنا من تجربة الفنانة هيام الخليفة لتحدثنا حول بداياتها الفنية التي انطلقت منها إلى عالم الفن التشكيلي. فكان لـ (عرب22) معها هذا الحوار :
منذ متى بدأتْ موهبة الرسم تظهر ملامحها لديك؟ ومَنْ اكتشف هذه الميول عندك؟
بدأت الرسم منذ نعومة أظافري، وبدأت ملامح هواية الرسم تظهر لدي منذ المرحلة الإبتدائية، حني اكتشفتني معلمات التربية الفنية وأخذن في تشجيعي والإشادة بموهبتي، وساعدني في صقل موهبتي يوما بعد يوم المشاركة في المعارض  المدرسية باستمرار.
أيضا لابد من ذكر أمي الفاضلة التي تتمتع بموهبة فنية جميلة أضافت لي الكثير من التغذية البصرية حيث كانت تهتم بعمل النشاطات المدرسية لي ولأخوتي وكانت تبرع في الأعمال الفنية التي زينت بها منزلنا من خط وخياطة مفروشات وتطريز وتريكو وغيرها مما أضاف للفن قيمة كبيرة في حياة أسرتنا.
هل من لون يغريك أم هي ألوان مركبة؟
بشكل عام حبي للألوان كبير كأي فنان أو بطبيعة النفس البشرية التي فطرها الله البديع محبة للجمال ولكني أعشق اللون الأبيض وأحيط نفسي به في أثاث مرسمي، كما أحب الرمادي والأخضر الذي يغلب على لوحاتي.
ما هي المادة التي تفضلين الرسم عليها ولماذا؟
أحب الرسم على الكانفس بشكل عام؛ ولكن أحب تغيير الخامات المستخدمة والألوان والتكنيكات وهذا شيء طبيعي بالنسبة للمراحل والتغيرات التي يمر بها الفنان في كل فترة ومرحلة من حياته. لذلك تجد الكثر من الفنانين البارعين في مجال معين أو مدرسة معينة قد مروا بالعديد من المراحل والتغيرات التي أثرت في أسلوبهم في الرسم وملامح أعمالهم حتى يستقر البعض على مدرسة معينة أو يفضل أن يكمل مسيرته الفنية بخامات محددة يميل إليها، والبعض الأخر يستمر في تقديم نماذج مختلفة من الفنون. لي أعمال من مختلف المدارس كالواقعية والتجريدية والتكعيبية وغيرها ولي الكثير من الأعمال في مجال السكب وديكورات المنزل.
هل واجهتك معوقات أو صعوبات بداية انطلاقتك في هذا الفن؟ وما هي طبيعتها؟
كالكثير من الفنانين من مختلف المجالات في مجتمعاتنا المحافظة واجهت صعوبات ومعوقات في بدايات مسيرتي الفنية بسبب النظرة السلبية من المجتمع للفن واعتباره مجال غير أساسي ومهم مثل المجالات العلمية على سبيل المثال وافتراض أنه مجرد هواية لا أكثر.
لذلك كالعديد من الأسر قامت أسرتي بتوجيهي بشكل غير مباشر لدراسة أحد المجالات العلمية نظرا لتفوقي فيها. وقد كان ودرست المكتبات والمعلومات كما ذكرت سابقا وتفوقت فيها وفي عملي في مجال الرياضيات والإحصاء الذي أجيده وأحبه كثيرا. ولكن بالرغم من ذلك لازال عشقي للرسم موجودا وكنت أمارس هوايتي من وقت لأخر حيث أجد نفسي واسترخي وأخرج من دوامة الحياة وزخمها إلى عاملي الخاص.
أيضا بعد زواجي وإنجابي لأبنائي الأحباء بالإضافة إلى انخراطي في مجال العمل بالكاد كنت أجد الوقت الكافي لممارسة هوايتي مما أدى إلى انقطاعي لسنوات من الفن.
لا زلت أحتفظ بتلك الشرارة الجميلة بداخلي ولم تنطفيء يوما بالرغم من انشغالي الشديد وكانت تتوهج من فترة لأخرى حتى بدأت بالتأجج من جديد في فترة الكورونا التي أثرت علينا جميعا وكانت بالرغم من صعوبتها سببا لرجوعنا لذواتنا وتواصلنا مع أرواحنا واكتشافنا ملا نحمل من أشياء جميلة منسية. عدت من جديد لممارسة هوايتي بكل شغف وحب أكثر من ذي قبل. كما قمت بتدعيم موهبتي بالكثير من التمرين والدورات التدريبية التي جعلتني أواكب من جديد، وهنا وجدت الاستحسان والتشجيع من جميع من حولي.كما وأصبحت مصدر إلهام لهم بأنه لن يفوت الأوان أبدا على تحقيق أحالمنا.
شاركتِ في العديد من المعارض الفنية، حدثينا عن أهم هذه المشاركات؟
شاركت في عدد من المعارض داخل وخارج الرياض وفي العديد من المناسبات الوطنية أذكر منها معرض (يوم بدينا) بمناسبة يوم التأسيس بجامعة الملك خالد بأبها و معارض صدى اللون الأول والثاني وحفل طويق و صيف جسفت ومعارض تكعيب.
ماذا عن أقرب الجوائز لقلبك؟
أقرب الجوائز إلى قلبي كانت عندما فزت بمسابقة على مستوى طلاب المملكة في صغري وكان لي الفخر بأن تم تكريمي بواسطة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله عندما كان وليا للعهد لأنها كانت مصدر تشجيع لي وأعطتني ثقة كبيرة في نفسي لذلك لازلت أذكرها حتى الآن.
هل هناك أجواء معينة لابد للرسام والفنان إيجادها وخلقها لنفسه ليتمكن من الرسم؟
الفن في حد ذاته حالة جميلة يدخل إليها الإنسان ليعبر عما في داخله ويجسد ما يشعر به بشكل جمالي، بالنسبة لي بمجرد أن أمسك الريشة أنتقل من الزمان والمكان الحاليين إلى أزمنتي اللامتناهية ومساحاتي اللامحدودة وأخلق أجوائي الخاصة بغض النظر عما يدور حولي على أرض الواقع المحسوس. ولكن لاشك أن بعض الفنانين يحتاجون إلى تهيئة أجواء معينة حتى يتمكنوا من ممارسة فنهم.
من يلفت نظرك من الفنانين سواء المحليين أو العالميين؟
لفتت نظري الفنانة السودانية (ستنا بدري) رحمها الله والتي كانت مهتمة بالتراث السوداني. كذلك الفنان (أحمد الصلحي) ومن الفنانين العرب الفنان العالمي (جورج بهجوري) ومن الفنانين العالميين سلفادور دالي و مونيه وداڤنشي و سيزار كوردوڤا والكثير من الفنانين الشباب في الساحة والذين لا يتسع المكان لذكر أسمائهم.
ماذا عن هواياتك الأخرى غير الرسم؟
من هواياتي الأخرى القراءة والكتابة والإلقاء.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
مشاريعي المستقبلية لا تخلو من بذل الجهد لتطوير نفسي بشكل متواصل وأن أنشىء مركزي الخاص لطرح الفنون وتعليمها لمساعدة الكثير من الفنانين في اكتشاف مواهبهم وتمليكهم الأدوات اللازمة لتحقيق أحلامهم في هذا المجال مما سيساعد في نشأة أجيال أكثر إبداعا وتذوقا وتقديرا للفن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*