الفنانة “سحر طاهر” وإبداع بقيمة الذهب فى الفن التشكيلى 

9/3/2021

0

الذهب معدن نفيس، حينما يدخل فى أى شئ تراه أصبح ذا رونق، وتتهافت القلوب والعقول حواليه. الذهب معدن ترق له القلوب ويضرب به المثل فى التعبير عن معادن الناس وأصلهم وسر تصرفاتهم، فيقال رجل كالذهب، وامرأة كالذهب.
الذهب فى لونه ترى الفخامة وتحس بالوجود الملوكى الفخم والسامى، وإذا اقترب من أى عمل تشكيلى زانه ورأيت توقفًا للعين تتبعه وتجول حوله تريد أن تسبر غوره وتستمتع بوجوده وتفسر سر تفاعله، إن فنانتنا “سحر طاهر” فنانة من ذهب حينما تبدع وحينما تختار موضوعاتها وحينما تكّون لوحاتها الرائعات.فنانة من طبقة خاصة وفى هذه العجالة القصيرة سأتوقف أمام لوحاتها، بادئ ذى بدء سننظر إلى اللوحات الذهب، لنرى السحر حينما يكون والبهاء حيث يوجد، نرى فى اللوحة الوجه المدهش، نرى الذهب لنعيش فى لوحات ثلاثة تتقارب مع الأصالة تتقارب مع نغمة مبدعة، نعيش مع اللوحات الثلاثة فى إحساسات من ذهب فى إحدى اللوحات نرى شلالات الذهب وفى الأخرى نرى العيون التى يؤطرها اللون الذهبى، ويتفاعل اللون الذهبى مع الألوان الأخرى فى اللوحة، فى تباين يجعلنا نشعر بالليل والنهار، باللين والشدة، بالإيجابى والسالب، تنويعات التقابل فى الحياة، بل إننا نلمس هذه المعزوفة التى تبدعها أنامل الفنانة فى عرض للتباين الكائن فى الطبيعة من حولنا وهنا نرى فنانة ذات رؤية وذات تأثير.

تعزف الفنانة ” سحر طاهر” على وتر أخر حيث نرى لوحتين تتحدثان عن الليلة الكبيرة، بكل ما فيها من زخم يعكس العقل الجمعى، حيث الموالد وما فيها من تناقضات حياة وسمات تصرفات، الفنانة تخلد هذا الحدث فى لوحتين ناطقتين رائعتين حيث الحركة وحيث بطلات هذه الليلة الكبيرة التى صارت جزءًا من الوعى العام يحبها الجميع كبارًا وصغارًا. فى لوحة حلوة نرى العازفة على الطبلة، هذه اللوحة المعجزة والتى نرى فيها تكامل ضربات الفرشاة مع حركة اليدين للعازفة مع نظرة العينين، إننا أمام فنانة تتشرب الموسيقى فى خلاياها وفى حالة ما يمسى بالمعايشة أو “trance” التعايش اللحن وتغرق فيه، حركة الشعر وحركة اليدين تجعلنا نسمع ضربات الطبلة بأذاننا ونحس بتوترات الألوان حول العازفة لقد أرادت الفنانة للون أن يسمع الموسيقى فكان لها ما أرادت وسمع عزف الموسيقى كل ما فى أجزاء اللوحة وهذا ما نراه فى ضربات الفرشاة من أعلى اللوحة حتى أسفلها.
تنفعل مع هذه اللوحة لوحة أخرى حيث نرى من ترقص على دقات الطبلة بوشاح أزرق يكون ضربات لونية حول بطلة اللوحة التى تحرك الساكن وتملأ اللوحة كلها حياة، ففى الرقص حياة وفى الفن بقاء وفى الإبداع بهاء، وكأنّى أرى الموسيقى تمتد للوحة أخرى على شاطئ البحر حيث المراكب وعزف الريح وضربات الشراع، لوحة نرى فيها جزءًا من الشط، جزءا من روح الصيادين، جزءا من زرقة المياه، اللوحة معزوفة هى الأخرى، معزوفة لا تريد أن تتركنا إلا وقد سكرنا من سحرها وهل بعد هذا الإبداع إلا السحر.
ونرى لوحتين هما إلى البورتريه أقرب وفيهما تبدع الفنانة ” سحر طاهر” وتجعلنا ندهش لقدرتها على الضرب على أوتار عدة، عذبة صافية الأنغام حلوة الإيقاع.الفنانة تبدع وهى تعالج الظل والنور وكأننا أمام ملائكية فى التكوين وروعة فى الألوان. فى اللوحتين جمال وفى نظرات العينين اللتين تلتقطهما الفنانة وكأنها صارت قارئة للعيون، قارئة للنبضات، معبرة عن الإحساسات فى معالجة فنية ماهرة ومتميزة إن جاز لنا هذا التعبير. وأختم بالحديث عن إحدى لوحات الطبيعة الصامتة، ليست هنا صامته، بل نابضة بالحياة مفعمة بالتعبيرات التى تأخذنا إلى أعماق هذه الورود التى نراها فى سكونها أمامنا كأننا نسمع منها الموسيقى فى اللون وفى التشكيل وفى التكوين، موسيقى تقدمها لنا فنانة لا تزال أعمالها غنية مثل الذهب، مشرقة مثل الذهب براقة مثل الماس.

فى ختام هذه العجالة القصيرة أرى أننا عشنا مع لوحات الفنانة ” سحر طاهر” التى أبدعت إبداعًا يسمو ويرتقى إنه إبداع من ذهب كما أرادته الفنانة وجعلتنا نعيش معها تجربتها القيمة فى عالم الفن التشكيلى فألف تحية لهذه الفنانة المبدعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*