الفنانة رحاب غنيمة ولوحات تهيم فى فضاءات الأمل والجمال

14/1/2021

0

د. أحمد عامر جابر

فى رحاب أعمال الفنانة التشكيلية المصرية، رحاب غنيمة، تتداعى الذاكرة البصرية وتنداح فى الآفاق لتتماهى مع الحواس كلها. هذا التداعى الحر لا يغفل، بالضرورة وللضرورة، طبيعة إنسان وتاريخ كما جغرافيا أرض الكنانة، أو مصر التى ذكرت مكانتها الحضارات والأديان وكناها أهلها “آم الدنيا”، وهى التى وصفها قديمًا المؤرخ الاغريقى، هيرودوت، “هبة النيل”. إن القاء نظرة عابرة على بعض أعمال هذه الفنانة القاهرية، تذكر بمن لهم ولهن بصمات معروفة فى المزاوجة بين الواقعية والرومانسية من مصريين ومصريات، لكنها تؤكد لمستها الخاصة كفنانة تعنى بتصوير مواضيع مختلفة عن المرأة والأحلام بحس مرهف وتسعى لتطوير مهاراتها فى هذا المجال.

إنها أعمال تعبر عن مكنون نفس هائمة فى فضاءات الأمل والجمال والخلق الفنى، عبر البحث فى أغوار مواضيع ملهمة تجسدها فى لوحات يمكن أن يخطر فى أذهان بعض مشاهديها تسميتها: “ترقب”، “انتظار”، “أصائل وبكور” وغير هذه من أسماء تدور فى فلكها أو مديات آفاقها الواسعة. تلك الآفاق التى عبرت فى بعضها بتصوير رمزي لحمائم بيضاء توحى بسلام داخلى ذاتى وتزجى فى ذات الوقت برسائل ود ومحبة للآخر. كل ذلك يجئ مجسدًا فى عالم فرائحى بهى الألوان! بعبارات أخرى، أعمالها الماثلة فى مجملها، تبرز أثر دراستها فن التصميم الايضاحى، الذى يتجلى بوضوح فى البناء العام للوحاتها، حيث توازن الأماميات والخلفيات بشكل عام. هذا بجانب نزوع واضح لإبراز الكتل، يعكس دراستها لفن التحريك ذى الثلاثة أبعاد الذى يمثل إضافة نوعية لتخصصها.

فى البداية نود أن نعرف من هى رحاب غنيمة؟
رحاب غنيمة،فنانة تشكيلية مصرية،خريجة كلية الفنون التطبيقية،أعمل جرافيك ديزاينر 3d animation artist.
متى بدأت رحاب غنيمة الدخول فى عالم الفن التشكيلى ؟ ومن شجعك عليه؟
الفن جزأ لا يتجزأ من روحى فمنذ طفولتى أعشق الرسم ودراستى بكلية الفنون التطبيقية الكلية العريقة أصقلت موهبتى وعملى كمصممة جرافيك له طبيعة فنية خاصة،وعملى يشبع دوما الهواية بداخلى.خلال تلك السنوات الماضية ومع أزمة الكورونا وفترة الحظر وما تحمل هذه الفترة من محنة كبيرة كانت أيضا منحة إلهيه ليكتشف كل منا مكنونات روحه وأعماقه فكان هناك متسع من الوقت للهرب من زحام الحياه لتكون لدينا مساحتنا الخاصة  لنعبر عن عمق أروحنا ونتنفس من خلال الفن والذى يشعرنا بكوننا أحياء.فعليا دخلت إلى عالم الفن التشكيلى منذ عامين برسم لوحات بالألوان الزيتية والتى أحسها قريبة الى نفسى.

شجعنى الأهل والأصدقاء وأبنائى يسعدون دائما بلوحاتى ويشاركوننى تلك اللحظات السعيدة وأسعد بكونهم شغوفين بالفن أيضا.ماذا عن بداية اللوحة الفنية الأولى؟
أول لوحة كانت لفتاة وعينيها يملؤها الأمل فى محاولة لتخطى العقبات ويحيطها ريش من الطاووس ذو الألوان الزاهية وكأنها عيون تحميها من الأخطار.من هو الرسام العربى أو العالمى الذى أثّر بكِ كثيرًا على المستويين الشخصى و الفنى؟
يتأثر الفنان دائما بأعمال كبار الفنانين العالميين والمصريين ومع كثرة المشاهدات تتكون لدى الفنان رؤية خاصة به نابعة من روحه،تأثرت بأعمال فنانى المدرسة الانطباعية الفنان الفرنسى مونيه وفنان البورتريه المصرى الفنان العظيم  صبرى راغب.
هل يحتاج الفنان التشكيلى إلى جو نفسى معين لكى يرسم ويُبدع؟
بالتأكيد الحالة الشعورية للفنان تؤثر عليه  فقد يولد من رحم المعاناه الابداع وقد تكون السعادة والبهجة أيضا مصدر للإلهام،بالتأكيد الحالة الشعورية للفنان تؤثر ولكن الفنان الحقيقى يبدع دائما فى جميع حالاته الشعورية.

هل يحتاج الفنان الموهوب إلى الدراسة الأكاديمية ؟
ليس بالضرورة ان يحتاج الفنان الى الدراسة الأكاديمية فالموهبة منحة إلهية تظهر غالبا لدى الفنان منذ الصغر،الدراسة من الممكن أن تصقل الموهبة وتعززها.ما هى المدارس التى تأثرت بها رحاب غنيمة فى مسارها الفنى؟
أميل إلى المدرسة الواقعية فى لوحاتى وهى من أصعب المدارس الفنية وكذلك المدرسة الانطباعية والتأثيرية ونتاج التأثر بكل ما سبق يعبر الفنان بروحه الخاصه وبأسلوبه لينتج فنا يتميز به دون الآخرين.ماذا عن هواياتك الأخرى غير الرسم؟
أعمال الهاند ميد وفن الكروشيه وصنع الحلى والأكسسوارات بالأحجار الكريمة وكل ما يخص مكملات الأناقة للمرأة.
هل حققت الفنانة رحاب غنيمة ما كانت تتمناه فى الفن التشكيلى؟
الفن بالنسبة لى هو ارتقاء عن كل ما حولنا وإسعاد النفس وإسعاد من حولنا ونشر الطاقة الإيجابية،دوما يشعر الفنان بمخزون داخلى ويظل يحاول التعبير عما بداخله من مشاعر وأحاسيس عن طريق الفن والإبداع.
ما هى مشاريعك القادمة فى عالم الفن التشكيلى ؟
نظرا لدراستى فى كلية الفنون التطبيقية وترسيخ دور الفن فى حياتنا وكيفية توظيفه فى العديد من احتياجاتنا اليومية أسعى لدراسة تطبيق الفن فى منتج نستخدمه بشكل يومى للإرتقاء بالذوق العام واستشعار الجمال من حولنا إلى  جانب أعمالى الفنية ولوحاتى بمجال الفن التشكيلى.
أخيرا كلمة لمحبى الفن التشكيلى فى الوطن العربى
دعوة للإبداع وعدم التوقف لا أمام ظروف ولا عند سن معين،الإبداع لا حدود له الفن لغة الروح ووسيلة لإسعاد النفس وتجاوز العقبات والتعبير عما بداخلنا من مشاعر وأحاسيس من خلال الريشة والألوان وكيفية توظيف الخامات من حولنا للإبداع لإسعادنا واسعاد من حولنا ونشر الطاقة الإيجابية دائما.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*