الفنانة المبدعة “دعاء حاتم” ومعرضها المتألق” صباح و مسا “

14/3/2020

0

عرض : محسن صالح

أعمال الفنانة المبدعة الدكتوره “دعاء حاتم” لها سمات تجعل مرتادى معارضها الفنية فى دهشة واعجاب يتجددان على الدوام . نرى فى لوحات معرضها الأخير ” صباح ومسا ” بقاعة ” الباب” سمات الإجادة الفنية العالية متمثلة فى لقطات وباليتة لونية ومعان تشد من يزور هذا المعرض الضافى. أولا نتوقف عند اسم المعرض ” صباح ومسا” ونحس مع العنوان بالألفة وكأننا نلتقى فى إحدى حارات القاهرة أو أحد الأحياء فى مصر القديمة أو أرياف مصر ، حيث نسمع تحيات الصباح والمساء ولعل الفنانة أرادت لنا أن نقترب فى ألفة من معرضها وكأنها تلقى علينا فى مودة وقرب بتحية الصباح والمسا أو لعلها تريد أن تقول لنا أن أعمالها الفنية الضافية فيها خطوط الليل والنهار وفيها ضوء الشمس وعتمة الليل . تتوازى معانى عنوان المعرض فى النفس ولكنها تفضى إلى شئ واحد أولا وهو الاحساس بالقرب النفسى من المعرض قبل رؤيته .

إذا طوفنا فى ساحة المعرض ولوحاته سنرى البهاء كل البهاء فى لوحات تتنوع معزوفاتها ولعل أول ما يسترعى انتباه مرتاد المعرض هو معنى الحب الذى نلقاه متغلغلا فى لوحات المعرض . نرى هذا المعنى الخالد فى لوحات من الجمال والبهاء والرونق حيث تركن المرأة إلى الرجل وتقترب منها وهو فى ذات الوقت لايريد أن يتركها وحينما تتأمل هذه اللوحات وهى متعددة ستجد هذه المعانى من الحب والود والعطاء المتبادل، ولعل الفنانة تريد أن تنقل رسالة أعم وأشمل ألا وهى أن نحب بعضنا البعض وألا نترك بعضنا البعض فى زمن الكل فيه يتطاحن ويتكالب على المادة وتلاحظ فى اللوحات الدعابة والفرح والبهجة فى لوحات أرى فيها براءة لعب الأطفال وعفويتهم . ويلعب اللون وضربات الفرشاة ذات المغزى الدور الأكبر فى نقل الحركة التى تموج فى اللوحات من جانب ومن جانب أخر تنقل لنا الحالة المزاجية والنفسية لأبطال لوحات هذه الفنانة المبدعة ونحار ونحن نجد خيوط اللون تتوازى مع خيوط الاحساس – إن جازت لنا هذه العبارة- إن آثار الفرشاة أسمع صوتها وكأنى أسمع صوت دوامات الرياح أو ترجيعات الألحان الحلوة تحوم حول أبطال وبطلات اللوحات فى تشكيلات لونية ممتلئة بالحماس والطاقة .

لاتنسى الفنانة الدكتوره “دعاء حاتم” أن تجعلنا نسمع اللوحات ، حيث نرى عدة لوحات للفنانة العربية فيروز وكأنى بالفنانة المبدعة من خلال هذا الوتر الثانى فى معرضها تجعلنا نقبع فى معرضها ولانريد أن نتركه . إن صوت فيروز فى أذاننا مع لوحاتها التى نراها فيها وهي تغنى ، مع لوحات المعرض الأخرى رسالة عالية النبرة تأخذنا إلى قمة  المتعة الجمالية بلوحات ونغمات ومعزوفات . ومع لوحات فيروز ، فإننا نعيش الحلم ونعيش الإجادة والأداء السامى ، بل ونعيش حالة من التطهر النفسى لنعاود مجابهة الحياة خارج ” الباب” حيث تعرض اللوحات.

تصدح فى آذاننا فيروز و نرى الحب فى جزء من لوحات المعرض ونتحرك لتواجهنا مجموعة من لوحات البورتربة الجميلة والتى نرى أن الدهشة فى عيونها بادية ولعل هذه البورتريهات تريد أن تشاركنا دهشتنا وفرحنا بالمعرض ومافيه من أعمال فنية جميلة . إن الدهشة فى عينى بطلات هذه البورتريهات أو التأمل – إن جاز التعبير- يجعلنا نشعر بالتوحد بين لوحات المعرض وكأننا حيال سيمفونية تعزف وأداء ملائكى أسطورى لغناء فيروز.

ملمح أخير نراه فى بعض اللوحات ، حيث نرى نظرة الشرود فى عينى بطلات هذه اللوحات ، حيث نرى النظرات التى تتخطى اللوحة بل وتغوص فى واقعنا. إن بطلات هذه اللوحات يشاركن المرأة أو الواقع مانحس به أحيانا من أرق وقلق وتوتر . نتوقف أمام هذه اللوحات ونحن نشير إلى أنفسنا . إننا نتوحد مع بطلات هذه اللوحات ونرى فيها ذواتنا . لقد خلقت الفنانة باقتدار تلك الرابطة الوجدانية بين من يرى لوحاتها وبين اللوحة ذاتها وموضوعها وبطلاتها وأبطالها.

ولاتنس الفنانة أن تقول لنا من خلال صورة بورتريه لها ، بأنها هنا معنا ترى اللوحات وترانا وتحس بنا بل إنها تتفاعل مع كل لوحات المعرض ومرتاديه فى لوحات كأنها معزوفة موسيقية حلوة اللحن رائعة النغمات بهية الأركان والألوان .ألف تحية وتقدير للفنانة المبدعة الدكتوره” دعاء حاتم” على معرضها الضافي “صباح ومسا” ذلك المعرض الحدث الذى يجعلنا نحب الفن التشكيلى ولانريد أن نتركه لحظة واحدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*