التشكيلية ريما الزعبي..تعود للتاريخ من خلال “إنانا”

0

التشكيلية ريما الزعبي،سورية، حاصلة على بكالوريوس في الفنون الجميلة والهندسة المعمارية (موسكو) 1991، وشهادة ماجستير في الهندسة المعمارية (موسكو) 1993،أقامت 15 معرضًا شخصيًا و شاركت في عدد من المعارض والمسابقات في روسيا وقطر وسورية والكويت وهنغاريا وقبرص، ولها مقتنيات من أعمالها في عدد من الأماكن العربية والدولية، ومنها:   سورية، مجموعة خاصة، في قبرص، القصرالرئاسي، الوزارات، وهيلتون، والبنوك العامة، ومستشفى بيريسداتيف.ويبدو أن ريما الزعبي قد جمعت فعلاً- كما ذكر عنها- بين بيكاسو وماتيس، فقد تماهت مع الأول في لوحتي البورتريه ”فقط اثنان” اللتين ظهر أنهما متشابهتان كثيراً وفي ذات الوقت مختلفتان إلى حد كبير، إلا من يبصرهما للوهلة الأولى يجدهما لوحتين متجانستين في الألوان الرئيسية ”الأصفر والأسود” وفي الحجم وفي الشخوص والرؤية والتوجه وحتى في التسمية التي أطلقتها ريما الزعبي عليهما عندما سمت اللوحتين باسم واحد وهو ”فقط اثنان”. وامتزاجها ببيكاسو من خلال الوجه ذي الأنف المستقيم والمنحني نحو الأسفل والوجه المدور في تأملات فلسفية واضحة.

أما ماتيس ففي انطباعيته الخلابة التي بدت واضحة في أعمال ريما الزعبي، إلا أن هذا لا يمنع من أن ريما قد قدمت أعمالاً تلفت الانتباه وتستدعي التأمل بدقة، عوالم شفيفة نجدها في ”دمشق في يوم ماطر” حيث تقف فرشاتها بين الواقع والحلم بحساسية عالية، هذا بالإضافة إلى لوحتها ”ابحار” والتي بدت فيها البيوت القديمة عند الشاطئ والمركب السكران الذاهب إلى البحر أشبه بالدلالات الرمزية الحالمة.ريما الزعبي لا ترى تناقضًا بين العمارة والتشكيل، فكلاهما كما تقول ينتميان إلى الفن وإن في شكل مختلف وأدوات تعبير مختلفة تجعلها مسكونة بفكرة تحقيق بيوت لها تعبيريتها وليس جمالها وحسب.

وأوضحت الزعبي إنجازها للوحات تحكي قصة ما من خلال العلاقات التي تقوم بإنشائها بين الألوان وبياض اللوحة، لتتحول إلى قصة تحمل العديد من المعاني، مشيرة إلى لوحة «يا رايح عكفر حالا» التي استمدتها من أغنية للسيدة فيروز  بالاسم ذاته، تبدو فيها بيوت قديمة متجاورة في حميمية تفردت بها الكفور والقرى السورية والعربية بشكل عام بعيداً عن زحام المدن وضجيجها، وتعلق ريما قائلة: «عندما بدأت العمل على تجسيد أغنية فيروز وجدت نفسي أنجز هذا المشهد، فهذا هو ما أوحته لي كلمات الأغنية، وهو أمر ذاتي تماماً، ويختلف من فنان لآخر».

لا تخلو أعمال ريما الزعبي من مسحة تحدٍ لعالم قاسٍ لا يرحم حين استجمعت كل إمكانات رؤاها التخيلية فاستحضرت مذبحة ”قانا” من خلال اللون والحركة النابضة في اللوحة والسكون الضاج بالموقف. الأحمر القاني الذي يغطي جسد عالم ممتزج منسوج بعناية وباحتجاج.

ريما عادت إلى التاريخ من خلال لوحتها ”إنانا”والتى جسدتها فرقة سورية أوبرالية اسمها ( إنانة )، وإلى الذات الأخرى من خلال لوحتها ”هو”، وإلى الموروث من خلال ”المشربية” و”المنمنمات” و”بوابة دمشقية”، و”بوابة دمشقية ثانية”. ولكن تبقى أزمة دمشق والقاهرة ونكهة المكان هي من الأعمال التي تلفت الانتباه لديها حقًا.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*