الفنان عبد الرازق عكاشة: معرض بيكاسو في متحف أورسي
الأسود لون الشوارع في عقول المتغيبين ،الرمادي لون الطرقات،الأسفلت،الأرصفة خرساء في عقول قتلها الذل،السماء تمطر ماء في لحظات الانكسار،أما لدى العقول التى تفكر؛الشارع يصبح حلمًا،الرصيف يتلون بخطوات الواثقين،فقدم العابر الشامخ لون وعطر السيدة الواثقة لون وحلم،نعم رائحة العشاق هي لحن في نشيد سيد درويش مقامه حلبي شامي،عزيزي، سيدتي السماء لا تمطر مطرًا عند المبدعين إنما نقاط طهر من ذنوب نعرفها ونكررها لأ ننا بشر،أطفال،تحركنا رحمة الخطية،جماليات الغفران؛هكذا حدثتني نفسي أمام طابور من البشر ليسوا عابرين ولا سذج؛إنما مجموعات من عشاق الإبداع تحرك عواطفهم ضربة فرشاة صادقة،حالة وجدانية حقيقية لون جديد لحن تلخصه قبلة بنت انحت نامت حنانًا على كتف حبيب منتصب القامة عينه وسط اللوحة مندهشًا،الجمهورهنا هم من العجائز صغار السن والشباب، نعم لأقدامهم صوت موسيقى الانتظار على رصيف متحف أورسي وقفت اترقب الطابور الأول بدهشة؛ ووقفت الفنانة “مني جاسم” تترقب الطابور الثاني بغيظ وهي تسأل عن هذه الطوابير من العاشقين الصادقين؛ أين هم في معارضنا العربية؟هي هنا لبضع ساعات جاءت من ألمانيا بعد معرض ناجح؛هكذا حدثتني نفسي أمام طابور من البشر ليسوا عابرين وهمست مني في الجدران توشوش نفسها. الجمهور هنا ليس ساذجا إنما عجائز و صغار السن؛ شباب لأ قدامهم صوت موسيقى الانتظار؛هنا لمحت دهشتي؛ فدهشتها فنانة هولندية من عشاق بيكاسو نظرت لي فقالت تعرف أنا أذهب إلى العالم خلف معارض بيكاسو؛حضرت أمس من إسبانيا من متحفه لكن لهذا المعرض روح أخرى؛ أنفاس لم أعرفها من قبل؛ لقد شهقت وجداني. أمام كل جديد هنا؛ إن متحف الأورسي يعلن التحدي في تقديم الجديد؛ بيكاسو البدايات التي تحدد معالم الطريق نعم إنها الأرصفة الملونة أرصفة العمر الإبداع. من أول خطوة في حياتك؛ منذ اللحظات الأولى وأنت تضع قدمك داخل مسيرة عمرك ،وهنا وهناك سوف ينتظرك الحالمين المؤمنين بك ، سوف يطعنك الصغار الحاقدين فلا تنظر خلفك خذ حصانك أجرى فحقول الألوان واسعة نوافذ الإبداع محفوفة بالمخاطر. غامر هنا ومعك أهدافك،غامر هناك معك أحلامك. نعم انحازوا للمغامرة يا شباب، الثبات، مرض وجع الانغلاق داخل مربع محكم الزوايا تكسير عظام. أما الصمت فهو طعام الجائعين .خنوع الخائفين .رضي المهزمين. بيكاسو هنا أعماله وهو صغير خمسة عشر عاما؛ ربما قبلها يطل علينا من شباك. زمن أخر لمغامر فارس ثائر يتكلم يرفض؛نعم إنه سيد الحلم. صوت أذان فجر التجديد.؛ نعم جديد طلائعي (افنجاردست) .
أعمال جادة مؤسسة بوعي وحرافية لم يقرأها النقاد جيدا من قبل لهذا الرصين المجنون الذي قفز من الثبات إلى المتغير الذي قرر التمرد ثم يقرر فى كل مرحلة من التمرد؛ أن يتمرد على تمرده هو الشخصي ؛يفعل بنفسه بأعماله بأفكاره كما فعل في السابقين الفنانين من قبله..بيكاسو في معرض جديد يهز بصيرة المثقفين في العالم يهزم العطب الإبداعي السكون الصمت المتكرر في لوحات من سبقوه بمتحف أورسي.. يكشف عن مفاجآت أبواب فتحها على مصراعيها للباحثين.؛.منهم ايجون شيلي.نموذجًا وآخرين لوحات نقلها الكبار عندهم في الخفاء؛ دون الإعلان عن المصدر.. بيكاسو،عاشق البسطاء،سيد الحلم المثقف إنسانيا،هو فنان الفقراء المهمشين يكشف في معرض سيرك بيكاسو عن بدايات لطفولة تنحاز إلى إنسانية نادرة قد تكون تلك الأعمال أقرب إلى مدرسة الواقعية،الاجتماعية أو إلى التعبيرية الصادقة لكنها من وجهة نظري تيار جديد،حلم ربما تكون تعبيرية اجتماعية موازية لكنها خاصة باسم بيكاسو الفخم الذي كان يبدع خارج سلطة المدارس متمرد على المسميات والأعراف والقوانين نقطة من بداية السطر بيكاسو رصيف العمر الملون بقدر من حلم لايتكرر.
باريس من داخل متحف أورسي
عبد الرازق عكاشة