ساعة الصفر لا تأتي..للكاتبة الأردنية غدير حدادين
امرأة تبحث عن حقها في حياة تحاول أن تعيشها نبضا حقيقيًا ومهجة حرّة.. وروح شابة لا تنطفئ ..لكنها تخبو أحيانًا في لحظات يقرع فيها الزمان نواقيس التعب. تسند ظهرها إلى كرسيها الخشبي الهزّاز .. ذهنها مشتعل بالفراغ .. تشعر أنها عاجزة في بعض الأحيان .. عاجزة عن العطاء . تحتضن ملاذها في أوراقها البيضاء، لكن لا رغبة لها بالكتابة .. لا رغبة لها بالبوح .. فراغ يسكن ضفاف حبرها، وقرارات مؤجلة .. أحلام فارغة من دهشة الروح حين تكتشف خباياها الحلوة .. تفكر في الفرصة الأخيرة.. تعيد ترتيب دفاتر حياتها .. لتنطلق .. لتحلق .. لتبحث عن حقيقة حياة تريدها هي لا الآخرون .. أو ربما لتتعثر وتنهض من جديد .. ماذا تكتب ؟ ولمن تكتب ؟ وعن ماذا تكتب ؟ عن غضبها ، ندمها ، ثورتها ، انقلابها ، حنانها ، تعطشها لروحها، لحبر حقيقتها ، أم لشغفها واشتياقها لمن ابتعد بهم الغياب؟ تكره القرار الأخير .. تكره ساعة الصفر .. لا تعرف من أين تبدأ ساعة الصفر ومتى تنتهي! .. تعلم تمامًا بأن القدر يترصد آمالها ليلقي بها في أودية الخيبة .. يسخر من قوة احتمالها .. من قدرتها على المواجهة الصعبة … لذلك حين يأتي لا يناقشها ولا يعترف بحريتها .. كل همّه أن يهدد سعادتها .. ويتوعدها مذكِّرًا إياها بأوجاعها وذبولها. في قلبها ثورة .. جنون لا يهدأ . أحيانا يجعلنا القدر نصدق أننا قادرون على التغيير .. وأننا الأقوى .. غير أنه ببضعة تفاصيل صغيرة يغير من حياتنا .. غالبًا كما لا نشاء .. القدر لا يُهادن ولا يُصالح ولا يتنازل عن قراره.. تجد نفسها غير قادرة على أن تضع خطتها لمستقبلٍ تعيشه هي .. يساورها الظن أنها تحلق بحرية.. وبقرار منها، لكنها في لحظة ما تضيع في المكان الخاطئ ويحاصرها الوجع .. تضيع في متاهات من الفراغ كانت تتوهمها فضاءات دهشة تنتظرها.. لتكتشف أنها بداية لمتاهات أخرى أشد وجعًا …أكثر لعنة .