أمهات سيئات !..للكاتبة شريفة بنت علي التوبي
هل من الممكن أن تكون الأمهات سيئات، وهل هناك أم سيئة؟! تلك الأسئلة تلاحقت على ذهني عند قراءتي لعنوان فيلم أمهات سيئات لجون لوكاس وسكوت موور، شاهدت الفيلم بحثًا عن الإجابة لا اكثر، فالعنوان استفزني كثيرًا إلى درجة أني تساءلت بيني وبين نفسي هل أنا أم سيئة وهل هناك ما يمكن أن يجعلني كذلك وأنا الحريصة كل الحرص على أن يكون أبنائي في أول القائمة وأي شيء آخر يأتي بعد ذلك؟!
الفيلم يحكي قصة أم عاملة، تفعل كل شيء لأجل أبنائها وكل وقتها لهم، نست نفسها تماماً من أجل رعايتهم وسعادتهم، وليس ذلك غريبًا فهي تقوم ما تقوم به كل الأمهات الأخريات، فتلك المشاهد تعيشها كافة الأمهات اللواتي نذرن أنفسهن لتربية أبنائهن لكن بطلة الفيلم (ميلا كونيس) تكتشف خيانة زوجها لها، فتقرر أن تفكر في نفسها مثلما تفكر في عائلتها، وأن تخرج من ذلك القالب المثالي للأم الفاضلة النموذجية والملتزمة، ضاربة بعرض الحائط كافة القيم التي تلتزم بها كأم، ورغم نجاح تلك الأم في الخروج من حياتها السابقة بمساعدة صديقاتها، لكنها ومن أجل ابنتها تخوض حرباً للفوز برئاسة نادي الأمهات.
وصلت للإجابة التي كنت أبحث عنها وهي أنه ليس هناك أم سيئة، فمهما كانت الأسباب والظروف تبقى الأم جميلة نقية بعيدة عن السوء، فللأمهات صورة واحدة مرسومة بألوان العاطفة ولا تخرج عن ذلك الشكل المتعارف عليه في أذهانكم عن أمهاتكم الجميلات المتفانيات والمخلصات، فالأمهات جميلات محبات دائماً، ولكن ترى هل يدرك الأزواج أو الأبناء ما الذي تفعله الأمهات من أجلهم جميعًا، هل يدركون مصدر تلك الطاقة وتلك الشعلة التي لا تنطفىء في قلوبهن؟
ربما لا يعرف البعض أن حب الأمهات فطرة، وعاطفة الأمهات حقيقة لا تقبل الجدل وكل حب في هذا العالم كذبة سوى محبة الأمهات، وحينما تقرر أي امرأة أن تصبح أمًا فهي تعلم بأنها لن يكون لها من الحياة لنفسها شيء، ولا تنتظر شكرًا ولا تصفيقًا حينما تُعطي، فهي ذلك الإنسان الذي لا يستطيع أن يتوقف يومًا عن العطاء والتضحية فليس هناك أم سيئة وذلك الذي لا يمكن أن يكون، فتحية لكل الأمهات الفاضلات اللواتي نسين أنفسهن من أجل أبنائهن وفعلن كل شيء من أجلهم، وعذرًا لأي فكرة أخرى تحاول تشويه تلك الصورة الجميلة المعلّقة في قلوبنا لأمهاتنا ..فكل شيء قابلاً لأن يكون سيئًا أو مشوهًا عدا الأمهات.