«ثــورة فــن».. حين يفتح الإبداع بابه على مصراعيه
في قلب القاهرة، وتحديدًا في قاعة آدم حنين في الهناجر بدار الأوبرا المصرية، التأم نحو أربعين فنانًا ليصنعوا معًا مشهدًا بصريًا يحتفي بحرية الفن ويؤكد أن الإبداع الحقيقي لا يعترف بحدود أو قيود. جاء معرض «ثــورة فــن» ليحمل اسمه ومعناه معًا، ويمنح لكل فنان مساحته الخاصة ليصرّح بثورته الداخلية ويحوّلها إلى لوحة أو منحوتة تلامس المتلقي وتوقظه من رتابة اليومي.
شهد افتتاح المعرض حضور عدد من الشخصيات الفنية والثقافية والإدارية، من بينهم أ.د. حسن عبدالفتاح (مؤسس كلية الفنون الجميلة جامعة الأقصر وأول عميد لها)، وأ.د. جهاد محمود عواض (عضو لجنة الثقافة والفنون بالمجلس القومي للمرأة ممثلةً عن المجلس)، والفنان أ./ فواز (من رواد فن الكوميكس والكارتون)، والفنان مصطفى السكري (رئيس ومؤسس مجموعة عيون للفنون التشكيلية)، إلى جانب مدير عام إدارة علاقات العملاء لمشروعات هشام طلعت مصطفى، وعدد من الفنانين والنقاد والصحفيين ومحبي الفنون من مختلف الأجيال. وقد أبدى الحاضرون إعجابهم الشديد بالأعمال الفنية المعروضة، وأشادوا بالتنوع الكبير في الأساليب والموضوعات، مما أضفى على المعرض طابعًا غنيًا بالحوار البصري.
امتدت «ثــورة فــن» لتتخطّى الجغرافيا، حيث استقبل المعرض مشاركات من خارج مصر عن بُعد، ليصبح مساحة جامعة للأفكار واللغات البصرية المختلفة. حضرت أعمال الفنانة حليمة يوسف من قطر، وإيمان علي العبدالله من الكويت، كما زُينت جدران المعرض بأعمال الفنانتين الأوكرانيتين إننا إلوشيان وإيرينا فورتات، في رسالة واضحة مفادها أن الفن لغة عابرة للقارات والجغرافيا.
لم تكن الأعمال أقل ثورية من عنوان المعرض؛ إذ تنوعت المدارس من التجريد إلى الواقعية، ومن الكلاسيكية إلى التجريبية، لتقدّم ما يزيد عن 80 عملًا فنيًا جمع بين اللوحات والأعمال النحتية. وقد أتاح هذا التنوع مساحة للتفاعل مع أفكار جديدة وقراءات متعددة للثورات الفنية الداخلية لكل فنان.
تؤكد هذه النسخة من «ثــورة فــن» أن المعرض ليس مجرد حدث عابر، بل منصة تحتفي بحرية التعبير والانفتاح على مدارس وأساليب متجددة، وتشجع الفنانين على كسر القوالب الجاهزة وإعادة تعريف حدود الإبداع. وهو ما انعكس في أجواء الافتتاح وحوارات الزوار الذين وجدوا فيه مساحة مفتوحة لاكتشاف تجارب مغايرة ومشاركة الأفكار.