أحمد صابر – الواقع كما لم نره من قبل
أحمد صابر فنان مصري من مواليد محافظة سوهاج عام 1987. تخرّج في كلية الفنون الجميلة قسم الجرافيك – شعبة التصميم المطبوع عام 2009، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. حصل على درجة الماجستير عام 2016، ثم الدكتوراه في فلسفة الفنون عام 2022 عن بحثه في “فن الواقعية المفاهيمية – اللوبرو”.
شارك في العديد من المسابقات المحلية والدولية، ونال جوائز مهمة مثل جائزة الرسم من جمعية محبي الفنون وجائزة صالون الشباب عام 2017.
ملامح الفن
الفنان أحمد صابر يتنقّل في أعماله بين عدة عوالم حداثية، يرسم بخطوط دقيقة، ويشتغل على أفكار تحمل طابعًا سرياليًا، لكن من منظور معاصر. لا يكرر السريالية التقليدية، بل يقدم سريالية حديثة تنطلق من الواقع، لكنها تكسره وتعيد تركيبه داخل إطار من اللامعقول. الرموز في لوحاته ليست مجرد زينة، بل معادل سريالي، يكشف عن طبقات داخلية في الفكرة. أما التفاصيل الصغيرة المتشابكة، فهي ليست عنصرًا مكمّلًا بل أحيانًا اللوحة كلها تقوم عليها.
السمك الآلي – أحمد صابر، 2016
أضفى الفنان جانبًا من الغرابة على الصورة، إذ تلاعب في هيكل السمكة، فبدلًا من أن تظهر بشكلها الواقعي بتلك القشور التي تغطي جسدها، استبدلها بمجموعة من التروس التي تترابط فيما بينها بواسطة سيور تحرّك بعضها البعض، إلى جانب العديد من الأجزاء المعدنية الصدئة، وكأن السمكة ليست كائنًا حيًا، بل آلة ميكانيكية على هيئة سمكة كاملة ذات زعانف وذيل وعيون وفم. وهي ذات المعالجة التي انتهجها في السمكات الأربع الصغيرات في الخلفية.

يظهر من وضعية السمكة وكأنها تخرج من موطنها في المساحة المائية، وتتجه نحو البر حيث الفتاة المنتظرة، التي تمثل السمكة بالنسبة لها رمزًا للرزق والخير، وهي على وشك الظفر به، متسلحة بسلسلة من المفاتيح تساعدها في فك الأقفال المتناثرة داخل جسد السمكة.
الأسلوب الفني
أسلوب أحمد صابر يعتمد على حشد العناصر وتفكيك العلاقات البصرية بينها. يدمج بين الواقعية والتأمل الفلسفي، مع حرص دائم على التكوين والضوء والكتلة. هناك حضور لافت للرموز، والمفارقة، والدهشة داخل أعماله، وكأن كل لوحة تحاول فتح نافذة جديدة نحو “واقع غير مرئي”، واقع تحوّل فيه العادية إلى فكرة، والتفصيل إلى سؤال.
التفاحة – أحمد صابر، 2019
رسم الفنان عناصره بشكل واقعي، لكنه أضفى جانبًا من الغرابة من خلال الأشكال الطائرة التي تمثل الحواس (البصر، الكلام، السمع) وارتباطها بالتفاحة، التي ترمز إلى الثمرة المحرّمة وما يرتبط بها من فكرة الغواية في قصة الخلق لدى الديانات السماوية، إذ تتشارك الحواس في غواية الإنسان، وكونها أدوات تمكّنه من إشباع نهمه اللامحدود نحو الاستكثار من الدنايا والآثام، تلك التي تجتمع لتحول بينه وبين جنة الخُلد، كما فعلت التفاحة (كرمز للمعصية) مع آدم، أبو البشر.

الرسالة الفنية
يرى أحمد صابر أن الفن أداة لاكتشاف ما وراء الواقع، وسيلة لإعادة طرح الأسئلة الأساسية. في لوحاته، لا يوجد شكل لمجرد الجمال، ولا رمز دون دلالة. هو يؤمن أن الفن الحقيقي لا يشرح، بل يلمّح، ولا يكتفي بالتصوير بل يعيد بناء المعنى. وكلما غاص في التفاصيل، كلما اقترب من جوهر ما يريد قوله.
للتواصل مع أحمد صابر:
إنستغرام: ahmed_saber_drawing
تابعوا أحمد لاكتشاف المزيد من أعماله الفنية وإبداعاته المميزة!