نايف اليحيائي: فنان يرى الجمال في الصمت

نايف اليحيائي، فنان عماني شاب من ولاية ضنك، المكان الذي تنطق فيه الطين، القلاع، والنخيل بحكايات الزمن. هناك، في قلب التراث، بدأ شغفه بالرسم يتكوّن كحس فطري يرى الجمال في التفاصيل الهادئة، ويمنحها روحًا على الورق.

بدايات صامتة وتحوّل حقيقي

منذ الطفولة، لم يكن الرسم بالنسبة لنايف مجرّد موهبة، بل كان وسيلته لفهم من حوله. اعتاد أن يرسم ملامح الناس لا ليتقن شكلهم، بل ليقترب من دواخلهم. لكن نقطة التحوّل كانت في عام 2018، عندما بدأ يرسم بإصرار حقيقي، كأن كل لوحة كانت تنقذه من ضجيج الحياة اليومية.

مع مرور الوقت، طوّر نفسه ذاتيًا، خصوصًا في مجال الرسم الرقمي، دون معلم مباشر أو دراسة أكاديمية. تعلّم من التجربة، من الخطأ، ومن المتابعة الدقيقة، حتى أصبح أسلوبه يحمل بصمته الخاصة التي لا تخطئها العين.

بين النخيل والغروب… يولد الإلهام

يفضّل نايف أن يرسم في أماكن بعيدة عن الضوضاء، بين النخيل أو قرب البيوت القديمة، في لحظات الغروب التي تهدأ فيها الحياة. هناك، تتفتّح أمامه مساحات الإلهام، فيبدأ بتحويل إحساسه إلى خطوط ناعمة وألوان ناطقة بالهدوء والصدق.

يصف الرسم الرقمي بأنه “مساحة هادئة، لا تتكلّف، لكنها تقدر توصل إحساس عميق في لحظة واحدة”، ولهذا يميل إلى خلق مشاهد درامية ساكنة، تبوح بما لا يُقال، وتُشبهه تمامًا.

ملامح فنية صادقة

أسلوب نايف في الرسم الرقمي يتّسم بالهدوء والصدق. لا يركض وراء التفاصيل المُرهقة، بل يختار التعبير بخفّة بصرية وعمق داخلي. يستخدم لمسات خفيفة وخطوط مقصودة، كأنها تهمس أكثر مما تُصرّح، وألوانه تميل للدفء والحياة مع مرور الوقت. كل لوحة عنده مشهد ساكن يقول الكثير، لا استعراض لمهارة، بل مساحة للتأمل والبوح الهادئ.

رغم أنه لم يشارك بعد في معارض فنية، إلا أنه يرى أن المعرض الحقيقي يبدأ من الداخل، من تلك اللحظة التي يشعر فيها بالرضا الحقيقي عمّا يقدمه. ويؤمن أن الصدق هو ما يمنح كل عمل قيمته، وأن الفن لا يُقاس بالحضور بل بالتأثير.

ختامًا

نايف اليحيائي ليس فقط فنانًا رقميًا، بل هو شاهد على تحوّل الصمت إلى لون، والعزلة إلى فكرة، والخيال إلى ملمس. يرسم لا ليُدهش، بل ليحكي، ويكتب قصته بلوحات ساكنة، تنبض بروحه وبهدوء المكان الذي جاء منه.

للتواصل مع نايف اليحيائي:

إنستغرام: naif.alyahyai
تابعوا نايف لاكتشاف المزيد من أعماله الفنية وإبداعاته المميزة!