الفنانة ميسه البكدش ولوحات تحمل عبق الياسمين الدمشقي
الفنانة ميسه البكدش، ابنة الفنان والنحات السوري فواز بكدش ـ العميد السابق لكلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق ـ تميل إلى المدرسة السريالية والتكعيبية؛ ولكن أكثر أعمالها واقعية،تقول:”أحب الرسم الواقعي كثيرًا لأنه هو الذي يبرهن على موهبة الفنان ومقدرته على تجسيد الواقع بلوحته وفيها تحدي كبير.”استخدمت أسلوب الفنان (خوان ميرو) في رسم وتصميم قصة عالمية بعنوان (ليلة والذئب) فاستخدمت خامتين في التنفيذ وهي الكولاج والبوستر المجسم المصنوع من الصلصال الملون. صَمَّمتُ العديد من أغلفة المجلات المعدّة للأطفال التي تصدر في سوريا وبعض الدول العربية.كان لموقع عرب 22 هذا الحوار مع الفنانة المبدعة لتحدثنا حول بداياتها الفنية التي انطلقت منها إلى عوالم الفن التشكيلي.
بدايةً كيف تقدم (ميسه البكدش) نفسها للقارئ؟
ميسه فواز البكدش، فنانة تشكيلية، وُلدت في مدينة دمشق، سورية.
حائزة على المؤهلات العلمية الآتية:
الإجازة في الفنون الجميلة – قسم الاتصالات البصرية – (التصميم الجرافيكي) كلية الفنون الجميلة، جامعة دمشق، دبلوم الدراسات العليا – قسم الاتصالات البصرية – (تصميم جرافيكي) كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق، درجة الماجستير في الفنون الجميلة – (قسم الاتصالات البصرية) – (التصميم الجرافيكي) كلية الفنون الجميلة، جامعة دمشق 2016م. بحث بعنوان “أثر رسوم الأطفال في التصميم الجرافيكي المعاصر، درجة الدكتوراه – الفلسفة في الفنون الجميلة – قسم الجرافيك – كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، جامعة حلوان. 2020م. بحث بعنوان “الهوية الثقافية البصرية للجرافيك السوري المعاصر”.
▪ عضو هيئة تدريسية في معهد إعداد المدرسين (سابقًا) (تربية فنية) وزارة التربية ووزارة التعليم العالي الجمهورية العربية السورية.
▪ أعدّت ونشرت بحوثًا علمية بمجال الفنون الجميلة والفن التشكيلي في مجلاّت علمية محكمّة بكلٍ من جامعة دمشق وجامعة حلوان.
▪ شاركت في العديد من المعارض المحلية والعربية والدولية ونالت عددًا من الجوائز وشهادات التقدير.
▪ مصممة جرافيكية ومصممة إكسسوارات ومجوهرات ومصوغات نالت شهادات تقدير من مجلس الذهب العالمي.
كيف كانت بدايتك في الفن التشكيلي؟
بعد حصولي على شهادة البكالوريا، تقدمت إلى مسابقة القبول في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق. وحصلت على علامة وهي الدرجة الأولى على جميع المتسابقين وكان عددهم يفوق 3000 ثلاثة آلاف متسابق. من هنا كانت بداية حياتي في الفن التشكيلي.نشأتِ في أسرة فنية ما أثر ذلك على الفنانة التشكيلية (ميسه البكدش)؟
إنها حالة استثنائية وجميلة لأسرةٍ في المجتمع السوري المعاصر أن يكون جميع أفرادها من الفنانين التشكيليين. وباختصاصات متعددة كالنحت الميداني، والخزف والفن الجداري والتصوير والعمارة الداخلية والجرافيك.
فالفن التشكيلي العربي السوري يحمل في رسالته الإنسانية هويته وثقافته البصرية المرتبطة بتراثه العريق ومبادئه الأخلاقية الراقية، وهو المؤثر الأول كما تأثرت بنصائح وتوجيهات والدي الفنان التشكيلي الأستاذ الدكتور (فواز البكدش) وعميد كلية الفنون الجميلة (الأسبق) ووالدتي الفنانة التشكيلية الدكتوره (منى قولي).
إن هذه الحالة تدفعني وبقوة إلى التعريف عربيًا وعالميًا بالهوية الثقافية البصرية السورية المعاصر القابلة للإبداع الفني والتطور والتبادل والانتقال من جيل إلى آخر.ما هي المدارس التي تأثرت بها (ميسه البكدش) في مسارها الفني؟
إن مدارس الفن الحديث هي نتاج تجربة أوروبية خالصة. وإن الجيل الصاعد من الفنانين التشكيليين المعاصرين يبحث في مساره الفني عن مصادره الثقافية البصرية في الإرث الحضاري العريق في البلاد العربية وللتأكيد على هويته البصرية التشكيلية التي تتأثر وتؤثر في الفن التشكيلي العالمي المعاصر.ما الذي قدمته (ميسه البكدش) للطفل العربي؟
قد صَمَّمتُ العديد من أغلفة المجلات المعدّة للأطفال التي تصدر في سوريا وبعض الدول العربية ومن هذه المجلات “مجلة أسامة” و”مجلة توته” و”مجلة شامة”. كما صَمَّمتُ العديد من الموتيفات والرسوم التوضيحية المصاحبة للنصوص الأدبية المعدّة للأطفال وأغلفة القصص والكتب للكبار.
وإن اهتمامي بالرسوم التي ينتجها الكبار للأطفال يعود لبدايتي الأولى بالرسم والتشكيل المجسّم بمادة “البلاستالينا” أو (الصلصال الملوّن) الذي كان يستهويني في تشكيل أفكاري الطفولية أو ما يسميه الباحثون التربيون (الموجزات العقلية) في مرحلة الطفولة كالرسوم والمجسمات التي ينتجها الأطفال مثل الحيوانات والطيور والأزهار والنباتات الجميلة الملونة. وكانت تجربتي الأولى هي في مشروع تخرجي في الإجازة الجامعية بعنوان “بسمار جحا”. وهي أول تقنية مستجدّة بالصلصال الملون تم استخدامها في قسم الاتصالات البصرية حيث كانت تُقّدم في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق مواد وخامات تقليدية متعارف عليها.
كما صمّمت بالصلصال المتحرك (رسوم متحركة) وبمفردي مقاطع عن حكاية (بسمار جحا) كتجربة فنية لم يتم نشرها بعد.
ومن مصادر سعادتي إضافةً إلى تجاربي الفنية التشكيلية المعاصرة في فنون الجرافيك والتصوير أن أرسم للطفل العربي وأقدم له ما يُرقيّ لديه الذائقة الفنية الجمالية بأسلوب جميل وجذاب ومحبب.كيف تُقيّمي الحركة الفنية التشكيلية السورية؟
إن الحركة الفنية التشكيلية السورية نهضت في النصف الثاني من القرن العشرين. وهي إحدى مكونات الحركة الفنية التشكيلية العربية والعالمية، ولا يمكنها أن تعيش في معزل عنهما.ولا تزال الفنانة التشكيلية السورية لها دور ناجح في نهضة وتطور الفن السوري والعربي والعالمي.أخيرًا إلى ماذا تطمح الفنانة التشكيلية (ميسه البكدش)؟
إني أطمح أن يأخذ الفنانون التشكيليون العرب دورهم البنّاء في ترقية الذائقة الفنية الجمالية للأطفال وفي مختلف مراحل نموهم. وأن أتمكّن بعون الله تعالى من توظيف قدراتي الإبداعية وخبراتي الفنية في خدمة الإنسان والإنسانية أينما وجدت في سورية أو البلاد العربية والعالم.