أمينة الوهيب…وردة جديدة في بستان الفن التشكيلي الكويتي
بعيدًا عن ضوضاء الحياة وكثرة متطلباتها من دراسة وعمل، هناك وردة صغيرة تنبت في قلب كل واحد منا وتنمو باهتمام ساقيها، إنها شغفنا وميولنا نحو أمر ما يعتبر منطقة راحة وسكينة تشعرنا بالرضى عن وجودنا من خلال العطاء الملهم المنبثق من مشاعرها الجياشة المندفعة نحو ذلك الأمر، وهذا ما يحدث مع الفنانة الكويتية (أمينة الوهيب)، تلك الزهرة في عمر الزهور، وكما قال بيكاسو ” الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية” فقد أيدته الفنانة أمينة حين قالت : ” أرغب في أن يكون فني استراحة من كل الفوضى والسلبية من خلال التركيز على جمال الطبيعة “، لتصبح بذلك نبعًا مستفيضًا بالجمال الذي تصبه على لوحاتها بالعزف على فرشاتها الأنيقة لتخرج لنا صورًا تختصر جمال الطبيعة وعذوبتها فتريح بها العيون وتسعد بها القلوب الفنية الراقية.
التقى موقع عرب 22 في هذا الحوار مع الفنانة الكويتية (أمينة الوهيب) نقترب أكثر من عالمها الفني.
في البداية نود أن نعرف من هي أمينة الوهيب؟
أنا فنانة تشكيلية كويتية، تخرجت من جامعة فرانش كومتي بدرجة البكالوريوس في علم اللغات بمنطقة بيزنسون في فرنسا، تعلمت الفن التشكيلي بنفسي، لطالما كان الرسم هو المكان الذي أنتمي إليه وأصبح أكثر من مجرد وظيفة، إنه شغفي ودافعي في الحياة، والآن أصبحت عضوة في نقابة الفنانين الكويتيين.
مانوع الرسم الذي تقوم به الفنانة أمينة؟
في البداية قمت بتجربة أشياء كثيره بالقلم الرصاص والفحم والباستيل وغيرهم، ثم استقريت على الألوان الزيتيه.، فلقد بدأت أولا برسم اللوحات التجريدية لأنها مرحة وخالية من القواعد ويمكن للجميع رؤية شيء مختلف فيها، وهكذا ابتكرت أسلوبي الخاص والمميز نحو الفن التجريدي، وانتهيت إلى رسم المناظر الطبيعية لتأثري كثيرًا بجمال الطبيعة.متى بدأت أمينة الوهيب الدخول في عالم الفن التشكيلي؟ ومن شجعك عليه؟
كان الرسم شغفي منذ الصغر، حيث بدأت باستخدام الألوان الزيتية لأول مرة عندما كنت طالبة في فرنسا، لقد كان الناس هناك يحبون الفن كثيرًا مما جعلني أشاركهم لوحاتي، فكانوا يعجبون بها ويقومون بتشجيعي، وكانت لدي لوحات كثيرة في فرنسا جميعها عن الفن التجريدي، لكن عندما عدت إلى الكويت انقطعت نهائيا عن الرسم، ثم حدثت أزمة كورونا فكنا في حظر مستمر، حيث قمت باستغلال وقتي في مشاهدة فيديوهات قصيرة على اليوتوب لفنانين يرسمون المناظر الطبيعية فألهموني كثيرًا، ومن ثم قررت البدء في تعلم كيفية رسم المناظر الطبيعية بمفردي طوال فترة كورونا، وذلك عن طريق القراءة والتدريب المستمر، وكان الدعم متواصلا من قبل عائلتي لأستمر في هذا المجال، ومنه قررت تخصيص مرسم خاص بي، وإنشاء حساب شخصي على الانستغرام للعمل بجدية.ماذا عن بداية اللوحة الفنية الأولى؟
كنت في سن التاسعة عشرة عندما رسمت أول لوحة لي بالألوان الزيتية وكانت كتجربة أولى، صحيح أنها لم تكن بذلك الجمال لكنني حينها كنت سعيدة جدا بالنتيجة.متى ترسمين؟
أفضل الرسم في أوقات الصباح مع أشعة الشمس المشرقة، وخاصة عندما أريد التعبير عن مشاعري بإظهار مدى جمال كوكب الأرض الذي نعيش فيه.هل يحتاج الفنان الموهوب إلى الدراسة الأكاديمية؟
ليس بالضرورة أن ينتمي الفنان إلى مدرسة أكاديمية لتعلم الفن، فإذا كان موهوبًا ويحب العمل الذي يقوم به حتما سوف يبدع عن طريق الممارسة المستمرة و يصبح محترفًا دون الحاجة إلى الدراسة الأكاديمية.لماذا ترسمين؟
أنا أؤمن بأن العالم مكان جميل، وأرغب في أن يكون فني إستراحة من كل الفوضى والسلبية من خلال التركيز على جمال الطبيعة، لذلك رغبت في صنع أشياء جميلة تسعد الناس والتي من خلالها يتعرفون على شخصيتي، فالرسم يجعلني أشعر بالهدوء والسعادة والثقة، كما أشعر بالرضى عن نفسي حين أصنع بيدي شيئًا جميلا.ماهي أهم المعارض المحلية و الدولية التي شاركت فيها ؟
لقد سنحت لي الفرصة لعمل أول معرض خاص بي في المعهد الإقليمي للعمل الاجتماعي في فرانش كومتي،بفرنسا، وكان اسم المعرض ( Autobiography )، وبعدها شاركت بلوحة واحدة في بعض المعارض الكويتية مثل معرض (لآلئ كويتية) ليوم المرأة العالمي في قاعة العدواني” ومعرض (الربيع) التابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآدام.
كما سنحت لي الفرصة برسم صاحبة الجلالة ملكة السويد السيدة( سيلفيا )وقمت بإهدائها لوحتها الفنية عند زيارتها للمكتبة الوطنية في الكويت وذلك برعاية مشروع غراس ومؤسسة مينتور.ماذا عن هواياتك الأخرى غير الرسم؟
أحب ممارسة الرياضة والتعرف على الثقافات الأخرى والسفر.
ماهي مشاريعك القادمة في عالم الفن التشكيلي؟
أطمح دائمًا بالاستمرار في مشاركة أعمالي مع العالم، كما أتطلع إلى عرض لوحاتي في بلدان أخرى، وإثبات أنه من خلال لغة الفن يمكننا أن نكون مصدر إلهام للآخرين.
أخيرًا كلمة لمحبي الفن التشكيلي في الوطن العربي
إن كان لديك حلم فانهض واسعى للوصول إليه، لأن أحلامنا تستحق أن نتعب من أجلها، ونسرد الصعوبات يومًا ما في سبيل تحقيقها، فهي جسر العبور لتذوق طعم الحياة الحقيقية الرائعة، كما عليك الوثوق بنفسك والإيمان بحلمك والاستمرار دائمًا بالعمل.