يعمل نور شيك شيك كرسام لوحات منذ عام 1997 كما شارك في عدة معارض تشكيلية، إلا أنه يتابع بالقول”بعد انهيار النظام المركزي للبلاد، أخذت الثقافة الصومالية تضيع وتختفي. لذلك قررت العمل لإعادة إحياءها”.
ويقوم نور بعرض لوحات تبرز الثقافة الصومالية وقيمها. ومن خلال ما يقوم به من عروض فإنه يحث الشباب على الحفاظ على ثقافتهم وتقاليدهم خصوصا وأن هؤلاء أقل وعي بذلك مقارنة مع المواطنين الأكبر سنا. وعند حديثه عن الثقافة يقول نور: “نعيد إحياء الثقافة لتذكير الكبار وعدم نسيان ثقافتنا، ولكن ما يهمنا أكثر من ذلك هو أن نعلم الجيل الجديد الذي لا يعرف شيئا عن ثقافته، وهذه مهمة صعبة في ظل عدم الإستقرار في البلاد” ويشير نور إلي أن توصيل الثقافة الصومالية لا يجب أن يقتصر علي المواطنين داخل البلاد فقط، وإنما أيضا على الصوماليين الذين يعشيون في الخارج، من خلال إرسال لوحات فنية إليهم وتذكيرهم بثقافتهم. واستطرد نور في حواره مع دويتشة فيله قائلا “نحن نقوم أيضا بإحياء الثقافة لدى الجيل الذي يعيش في الغربة، ونعرض لهم لوحات فنية للتأكيد على أهمية الحفاظ على التقاليد الصومالية في الزمان والمكان،وهذا ما نسعي لتحقيقه”
ويعتقد نور أن اللوحة الفنية تقدم دلالة أكبر لمشاهدها، ويوضح خلال كلامه لدويتشة فيله قائلا: “أنا أعتبر أن ما تقدمه الصورة من مضمون أعمق مما يتم توصيله عبرالكلام حيث إن اللوحة تثيرإنتباه الكثيرين خصوصا وأن عددا من الصوماليين لا يجيدون الكتابة والقراءة فيصبح الرسم أسهل للفهم في توصيل المضمون وهذا ما نقوم به الآن”.
ويري نور أن الثقافة الصومالية قد ترتقي إلى مستوى أعلى في حال ارتفاع مستوى وعي الشباب بها وبطريقة تقديمها إلي العالم، مشيرا الى أن “الشباب يشكل عنصرا أساسيا في كل مجتمع، ولذلك يجب علي شبابنا القيام بدورهم تجاه إحياء الثقافة الصومالية المهددة بالضياع كاملا” كما يطالب نور أيضا بتأسيس مراكز متخصصة ” تعمل علي إنقاذ ثقافتنا” مشيرا في هذا الصدد إلي افتقار الشباب إلي المساعدة والتشجيع ولذلك فهو يأمل في إيجاد جهات” تقوم بمساعدتنا في إعادة إحياء الثقافة في بلد ضاع فيه كل شيء”.
ويقدم “شيك شيك” تدريبا لبعض الشباب الراغبين في ممارسة هذا العمل الفني والمشاركة في التوعية و الابتعاد عن مشاكل الحرب والمخدرات. ويأتي بعض الناس لمشاهدة اللوحات الفنية التي يرسمها نور وزملاءه ومن أجل الإستفادة والتعرف على الثقافة والتقاليد التي ضاعت بسبب الحرب الأهلية وعدم وجود جهات معنية تسهر عليها.
ويبدي الزائرون إعجابهم بمعارض اللوحات الفنية وقد يدفعهم الإعجاب الكبير للتردد كثيرا على تلك المعارض. ومن بين هؤلاء عبد الرزاق عليو في العشرين من العمر الذي اعترف أن بعض اللوحات تبدو غريبة عليه غير أنه يؤكد: “سأعود إلى مشاهدتها كثيرا، حيث ليس لدي أدني فكرة عن الثقافة الصومالية القديمة”. أما الشاب محمد الذي يحب الفن لأن من خلاله “يمكن التعبير عن كل شئ” فانه يتمنى أن يشارك في “هذه المهنة رغم أنها صعبة ،لأنها تحتاج إلي المواكبة والالتزام”