مبدعة اليوم هي الفنانة الرائعة والراقية والقديرة أستاذة،وفاء محمد،صاحبة خطاب بصري يحوي بين طياته أرواح تسكنها أجساد ذات فكر وفلسفة.
فقبل أن أتناول روائعها وإبداعاتها بالوصف والتحليل لابد لي أن أرجع إبداعاتها لجذورها العريقة حيث مخزونها البصري الخصب فهي نتاج طيب وخصب وامتداد لعباقرة من الفنانيين المصريين والعالميين أمثال الرواد “أحمد صبري”و”محمود سعيد ” كما أرى في روائعها روح العبقري” فريد فاضل” من الفنانيين المصريين .كما أراها امتدادًا طبيعيًا لأمير الظلام “رمبرانت” حيث النورانية المشعة من وجوه أبطال إبداعاتها،وكذلك روح أعمال العبقري “فيرمير”.فمن هنا تأتي ضآلتي لقراءة روائعها،فلن أتناول روائعها وإبداعاتها من خلال الجوانب الفنية الشكلية والتشكيلية حيث عناصر وأسس العمل الفني كالألوان والخطوط والتكوين؛ولكني سأتناول روائعها وإبداعاتها من الجوانب الروحية والفكرية والفلسفية،حيث تكمن عبقريتها في القدرة على تجسيد الثنائية بين “الروح والجسد” من خلال الدمج والجمع بين أرواح وفلسفة إبداعات العديد من الفنانيين السابق ذكرهم ممزوجًا بشموخ شخصيتها مما طبع على شخوصها،ويظهر ذلك جليًا في تعبيرات وجوهها،ومن هنا تكمن فرادتها؛حيث أنها تصور الحالة النفسية والاجتماعية . حيث يشغلها المضمون على الشكل،فتأتي تصاويرها وموضوعاتها تحمل بين طياتها رسائل اجتماعية سامية حيث قضايا المرأة والأسرة كالأمومة والترابط الأسري من الجوانب الحسية وكذلك الدفء العاطفي.
فبالرغم مما تحمله روائعها من جمال تشكيلي إلا أن فرادتها تكمن في كيفية تجسيد أبعادها الفكرية والفلسفية التي تعد بمثابة رسائل بصرية مصاغة بصورة مغايرة للواقع الملموس لتعبر بنا عوالم البصر إلى عوالم الخيال الحسي اللامتناهي لنسبح ونغوص داخل أغوار وأعماق شخوصها.