شهدت مدينة الجونة هذا الموسم معرضًا فنيًا جديدًا للفن المعاصر لمجموعة من الفنانين الذين لهم بصمة مختلفة فى الحركة الفنية الآن ، من بينهم الدكتورة إبتسام الجيزاوى – المدرس بكلية الفنون الجميلة بالزمالك – وقد عبرت الجيزاوى عن سعادتها بالمشاركة فى هذا المعرض ،وأشارت إلى أن مفهوم الفن التشكيلي اختلف فى الآونة الأخيرة نتيجة لمتغيرات العصر وتعدد الموضوعات المطروحة على الساحة الفنية والإمكانيات التكنولوجية الحديثة ،ليأخذ إطارًا جديدًا وهو الفن البصرى وكل فنان يستخدم الأداة أوالوسيلة التي يراها مناسبة ليصل من خلالها إبداعه الفني وليعبر بها عن فكرته أو مشروعه أو تجربته الخاصة التي يعيشها لوقت معين ؛ قد تكون لوحة فنية أو صورة فوتوغرافية أو مقطع فيديو أو مقطوعة صوتية أو تجهيز فى الفراغ …إلخ ، وعبرت الجيزاوى عن وجهة نظرها فى الفن المعاصر :” فن التعبير عن القضايا المعاصرة وقت تواجد الفنان ومعايشته لها ” وأنهت حديثها بأن القضايا البيئية مثل أزمة المناخ والخلل الأيكولوجي هو اهتمامها الحالي.
الجدير بالذكر أن الدكتورة إبتسام الجيزاوى ،معمارية وفنانة تشكيلية ولدت عام 1982 بالقاهرة ، تخرجت من كلية الفنون الجميلة بالزمالك عام 2004 ، وعينت معيدة بنفس الكلية ، استكملت دراستها حتي حصلت على درجة الماجستير فى تنسيق المواقع ، ومن ثم الدكتوراه التى تم ترشيحها كأفضل رسالة دكتوراه على مستوى الجامعة وفازت بها عام 2015 ، ولها العديد من الأبحاث العلمية المنشورة محليًا ودوليًا. عملت إبتسام بالتدريس فى أكثر من خمسة جامعات خاصة وحكومية إلى جانب ممارستها للفن التشكيلي المعاصر ،الذى اخذ بعدًا مختلفًا نتيجة لاستخدامها لأكثر من خامة وإمكانية تطويعها لتوصل فكر وفلسفة جديدة ، وجاء ذلك لاعتمادها فى أغلب أعمالها الفنية على تفاعل المستقبل للعمل الفني داخل الحيز الفراغي بشكل علمي ومدروس من خلال تجارب ودراسات بحثية.
إن أكثر ما يميز أعمالها الفنية هو البعد عن كل ما هو مبتزل وخلق روح وأحاسيس جديدة تجبر المتلقى على التفاعل بشكل محسوس مع العمل ، إلى جانب التنوع الملحوظ فى استخدام الوسائط الفنية والخامات البينية المتنوعة والمتقنة فى نفس الوقت ، فهى تنتقل بانسيابية من نعومة الألوان المائية إلى جرأة الأكريلك والألوان الزيتية ، مرورا بالأحبار على الورق والكولاج انتهاء بفنون التجهيز فى الفراغ.
