ولدت كنزي عبد الله في الصومال في مدينة هارقيسا ثم هاجرت مع أسرتها إلى الإمارات، السعودية، مصر ثم بريطانيا حيث درست الفن و مارسته. أقامت العديد من المعارض الفردية و شاركت في كثير من المعارض الجماعية وورش العمل الفنية و التعليمية.أسست منظمة “نومبي أرتز” ( تعني الرقص باللغة لصومالية)التي تهدف لخلق حوار مع ثقافة الآخر في بلد متعدد الثقافات و الهوايات كذلك أصدرت مجلة “اسكارف”(إيشارب) التي تعنى بذات الشأن. تتمحور أعمال الفنانة الحاصلة على عدد من الجوائز في بريطانيا حول الفن و العدالة الاجتماعية.
قدمت مع أسرتك إلى بريطانيا باكرًا في شبابك و أنت من بيئة محافظة و ثقافة مختلفة، ماذا عن تجربة الأيام الأولى للأسرة و لك شخصيًا في بريطانيا و تحديدًا العاصمة لندن التي أصبحت مقرا لكم؟
تجربتي لا تختلف كثيرًا عن تجارب الكثيرين الذين وجدوا أنفسهم في بريطانيا لسبب أو آخر. لاشك أن الخروج من الأوطان إلى بلاد المهجر أو الغربة عامة محاط بالمعاناة و مواجهة الصعاب ففراق الأهل والديار والتعلم بلغة أخرى والتعايش مع ثقافة أو ثقافات جديدة كما في لندن كلها تحديات استطاعت الأسرة مواجهتها لاسيما أنها عرفت الغربة قبل القدوم إلى بريطانيا. من ناحية أخرى كانت لمعرفة والدي ببريطانيا التي درس فيها في خمسينيات القرن الماضي دورها في التعامل مع الواقع الجديد.
ألم تعترض الأسرة على فكرة دراستك للفن و اتخاذه مهنة لك خاصة أن والدك كان رجل إدارة؟
كلا، بالعكس فأنا كنت مولعة بالفن منذ أن كنت في بلادي و قد كنت ضمن ما كان يسمى ب “جيل الثورة”، ثورة أكتوبر أيام الرئيس محمد سياد بري. لقد كنا نمارس الفنون المختلفة و نقيم المعارض و الحفلات الموسيقية و غيرها خاصة في شهر أكتوبر. والدي شخص متعلم و متفهم و هو قد درس في بريطانيا و عرف الغربة و تحدياتها و كان من الإداريين الكبار.
كيف تصفي تأقلمك على الدراسة في لندن و اختيارك الفن التشكيلي كتخصص و ما واجهك من صعوبات؟
في البدء كانت هنالك بعض الصعوبات لكن أيضًا كانت هنالك التسهيلات التي ظلت تمهد الطريق لي و لعل رغبتي القوية في تعلم الفن و ممارسته ساعدت كثيرا. لقد عملت السلطات التعليمية في محلية هاكني اللندنية على مساعدتي في هذا الجانب حيث بدأت الدراسة في “كلية هاكني” و كنت قد تحصلت على منحة دراسية لتحضير ملف الأعمال الفنية في “مركز كامدن للفنون” حول أعمال هنري ماتيس. بعد هذه الفترة الدراسية أصبحت أميل الى أعمال النسيج و الطباعة التي تخصصت فيها بعد ذهابي إلى معهد فارنهام للفن والتصميم في “سري”. في المعهد درسني الخزاف السوداني صديق النجومي في السنة الأولى و عبره تعرفت على الخزاف السوداني أبارو و الخطاط الكبير عثمان وقيع الله حيث نفذت مع الأخير حروفيات عديدة منها عمل في جامعة برونيل لندن(يظهر في خلفية صورتي). هؤلاء الثلاثة ساعدوني كثيرًافي التأقلم و فهم الواقع و التعامل معه في مجالي بسبب خبرتهم وما يجمع بيننا من مشتركات. كذلك التقيت بالفنان المصري المعروف، د. أحمد مصطفى مع وقيع الله و لاحقًا زرته معك في مرسمه كماتذكر و هو من الشخصيات البارزة خاصة في توظيفه للخط العربي كما تعلم.
كنت من المشاركين في فعاليات معرض “أفريقيا 1995” الذي عرض أعمالًا لفنانين من عدة دول أفريقية في صالة “وايت جابل جاليري” الشهيرة في لندن، ماذا أفادتك تلك التجربة كخريجة جديدة؟
نعم شاركت في المعرض المذكور الذي جاء بعد تخرجي عام1992في الجانب التربوي و ليس كفنانة و قد استفدت منه الكثير. خلال فعاليات هذا المعرض تعرفت على كثير من الفنانين المشاركين و حتى المنظمين أمثال البروفيسور صلاح حسن من جامعة كورنيل. بعد هذا المعرض التحقت بجامعة شرق لندن للحصول على ماجستير الفنون الجميلة في “الممارسة المهنية”، لكني توقفت عن الدراسة بسبب حصولي على وظيفة منسق فنون للصوماليين من قبل محلية تاورهاملت لأن هذه الوظيفة تتيح لي خدمة ثقافتي بشكل مباشر.
ما الذي أنت بصدده الآن و مشاريعك المستقبلية؟
أعمل الآن في أرشيف عن ثقافة الصوماليين في مكتبة تاور هاملت كما أعد لمعرض في أكتوبرالمقبل كلفت به من قبل متحف مدينة بيتربره البريطانية بعنوان”النسيج الاجتماعي”. كذلك أعد لقيام ورش عمل فنية و تربوية في قامبيا في مطلع العام القادم و لدى نية في التحرك في أجزاء أخرى في أفريقيا و المنطقة العربية و ربما أبدأ بمصر التي عشت و درست فيها سابقًا.