قصتان قصيرتان،الحياة حلوة،البطيخ،للكاتبة سامية حسن
الحياة حلوة
لا أدرى كيف من قيل لهم بقى لكم من عمركم القليل اليسيركيف يستقبلون مثل هكذا نبأ مفجع، فنحن بعد أن نولد و يهبنا المولى عز و جل الوعى عند البلوغ، نربى أنفسنا أن مراحل عمرنا على هذا الترتيب: ولادة، طفولة، مراهقة، شباب و كهولة! هكذا نرتب العمر و نهىء أنفسنا، أما أن يقال لأحدهما أن عمرك سوف يتوقف عند العتبات الأولى فإنه و ربى ألم كبير ما بعده ألم.
من لطف ربنا بنا أنه أخفى على البشرية موعد رحيل أحدهما، فالموت يباغتنا، يأتى دون سابق إنذار، رحمة من ربنا بنا، تخيل لو أن الموت كان يعلم الناس و كل شخص بمجيئه! فيقول لفلان الذى عاش مجمل حياته فى نكد و و كد، فلان هذا يستيقظ كل صباح على أمل أن الله يدخر له أشياء كثيرة مفرحة فى قادم الأيام، لكن مالا يعرفه فلان هذا أنه لن يعش طويلا، فلو قال الأجل لفلان لا تكد كثيرا و لا تأمل بتاتا، فلن تعش طويلا سوف تمت شابا,ماذا تعتقدون أن يكون رد فعل فلان؟!
الحياة حلوة خضرة نضرة,من أجل هذا فعش,و تذكر كم من صحيح مات بغير علة، و كم سقيم قال له الأطباء لن تعمر كثيرا عاش طويلا و شهد عرس أحفاده، الله بيده مفاتيح كل شىء، لو أنهم يتفكرون…
بطيخ
سألها عن أفكارها السياسية، و رؤاها، حملقت فى وجهه بدهشة، حين رأى تلعثمها، أخبرها عن الكد و النكد اللذان يعيش فيه المواطنيين، و عن المشقة فى طلب رغيف العيش، و عن أشياء أخرى كثيرة…
هى الأخرى أخبرته انها تشفق على ذلك المدعو المواطن، قالت له: يا أستاذ سامى بالله عليك كيف يحرمونه من البطيخ، فى هكذا أيام من السنة، ألا يشعرون بقيظ الحر، إنه من حق المواطن أن يعود فى المساء إلى منزله ليس فقط بجريدة المساء و لكن ببطيخة له و للمدام، و للاولاد، ألا ترى معى ذلك؟!
نظر اليها، نظر المغشى عليه من الموت، قال لها:معك حق، ما الحياة إلا جريدة و بطيخ!
سامية حسن