قراءة في ”سرير الدهشة” للشاعر الرسام المغربى الأستاذ عزيز بومهدى
تتوزع الألوان و الأحجام في لوحة ”سرير الدهشة” بانتشار و انحسار يشيان بالشيء الكثير. إنها لوحة تتأرجح بين الظل و النور، و إقصاء للضوء مع الانفتاح رغم ذلك لما للحركة فيها من دخول في الانغلاق المضيء من ظلام الشوق. فهل الدهشة هنا من حب بريء هي، أم من رغبة شبقية ؟ و هل يكون السرير انعكاسا هنا لمهد طفل أم لاستلقاء شخص راشد؟ و كلاهما يجتمعان في نفس الشخص المحمول الحامل. فالمحب محمول برغبته، و المحمولة محبوبة مرغوبة سواء تكلم بلسانها اللون البرتقالي الذي يغطي صدرها و يعكس العاطفة القوية الحالمة الرومانسية المطبوعة ببعض الحنو و العطف الذي يمثله الإخضرار الذي يحف حواشي ثديي امرأة، أُم و حبيبة، غاب رأسها في رأس حاملها و برز ردفاها اللذان طبعهما اللون الأحمر القاني من رغبة قاتلة مرحبة محذرة.
اللوحة غنية بالعواطف المختلطة التي تنعكس في مساحتها من خلال الألوان، و بالغموض كذلك الذي يطبع العقل الذي يعكسه الرأسان المحمولان على الصغر في الحجم، و على الإخضرار المائل إلى السواد و إلى الحمرة البنية.. و ظلام الغريزة الذي يغطي حيزا مهما في خلفية اللوحة و الذي يدفع هذه الأحاسيس كلها نحو سرير غير مرئي فيها.
هي علاقة غامضة بين حامل الريشة و القماش الأبيض حيث يفتض بكارته بألوان تعكس بصماته النفسية التي تتأرجح بين الطفولة المنحسرة و الرجولة الغامضة المترددة. ”سرير الدهشة” لوحة دافئة في كل أبعاد مساحتها، هامسة صارخة، سواء كان الذي لا يظهر فيها من عنوانها فراش حب و معركة رضاعة متبادلة، أو مهد رضيع. فتحية لهذا الرسام المبدع الممتليء بأشياء المرأة، السي عزيز بومهدي و تقدير كبير لريشته السمكية.
علال فري