قراءة إبداعية فى لوحة “أرواح هائمة” للفنانة التشكيلية مها زغلول
قراءة الفنان التشكيلي التونسي نبيل بالحاج
مها زغلول، فنانة أردنية من مواليد جدة، المملكة العربية السعودية ،تجدل حبال إحساسها المرهف وعواطفها الفياضة من الألوان فتحول من صمتها تعبيرًا ثوريًا صارخًا يتجلى في لوحتها للقارئ هذا ما دفعني لقراءة إحدى أعمالها وهي لوحة بعنوان “أرواح هائمة” وهي عمل تجريدي اعتمدت فيه الفنانة تقنية الزيت على القماش يتجلى فيه تجريد لخمسة أشخاص من خلال أنصاف الدوائر التي تعبر عن رؤوس الأشخاص وتسدل منهم خطوط منحنية توحي للأجسام البشرية ، أما الخطوط فجمعت بين الخطوط الأفقية والعمودية وكسرت الخطوط فيها إيحاءا عن العدوان والقسوة وكأن الفنانة تمهد للصرخة التي تراها بداخلها لتظهر صداها على اللوحة بأشكالها وألوانها الخاصة وبالتالي تذهب من الارتفاع والبرّ والسلطة والقوة والروحانية إلى الجاذبية.
أغلب الخطوط كانت أفقية ورأسية لها أثرها الثابت والمستقر وكأنها توحي إلى بنايات أو صورا متقطعة تاريخية وإجتماعية أو حياتية خاصة . إعتمدت الفنانة في تصورها للعالم المرئي والتشابه مع الواقع مزج بين الألوان الحارة والباردة جعلت فيها تناثرًا شكليًا ولونيًا أبرزت فيها قيما كبيرة من الضوء من خلال اللون الأبيض الطاغي على سطح اللوحة.
إن المربعات البيضاء الناتجة عن تقاطعات الخطوط والخلفية الممزوجة بين الألوان الحارة والباردة يرمز لعدم الإستقرار وتعبّر عن أعماق الفنانة التي تتوق إلى تحريك اللون وإستنطاقه داخل اللوحة. تعتبر الفنانة رومانسية إلى أقصى الحدود فهي تختار التناسق في الشكل واللون على كامل سطح اللوحة.
أرواح هائمة