عُلا غساني: حين قادها الفن من الخارج إلى الداخل

0

عُلا غساني، فنانة لبنانية كانت قد تخرّجت في عام 2006 في تخصّص هندسة الشبكات. أمضت إحدى عشرة سنة في المجال الهندسي، حيث بدأت مهندسة ثم تولّت إدارة قسم المشاريع. اعتادت على عالم من التخطيط والتحليل والدقة، عالم تُقاس فيه النتائج بالأرقام وتُنفّذ فيه الخطط بدقة متناهية. لكن في لحظة ما، أدركت أن ما يُبنى في الداخل لا يخضع لنفس القوانين. شعرت أن هناك شيئًا أعمق، لا يُقاس ولا يُخطط له، بل يُحسّ ويُعاش.

اكتشاف الذات من جديد

بعد أن تركت العمل لتتفرغ لعائلتها ولنفسها، وجدت في القراءة نافذة تطل من خلالها على ذاتها. ومع الوقت، بينما بدأ أولادها في رسم ملامح حياتهم، بدأت هي رحلتها الخاصة. وجدت في الرسم طريقًا مختلفًا تمامًا، وكأنها كانت تعثر على ذاتها للمرة الأولى. لم يكن الرسم ترفًا ولا مجرد هواية، بل حاجة وجودية، ووسيلة لفهم فوضاها الداخلية، ولطرد القلق وتكوين المعنى على سطح صامت.

خطواتها الأولى في عالم الفن

بدأت عُلا بتعلّم الرسم أكاديميًا مع فنانين إيرانيين، ثم واصلت الطريق بشكل فردي، تتأمل، تتساءل، وترافق بعض الفنانين الأصدقاء في تجربتها. لم يكن هدفها إنتاج لوحة جميلة، بل التعبير عن مشاعر وأفكار يصعب على اللغة احتواؤها. لذلك اختارت الرسم الزيتي، لما يحمله من قابلية للطبقات، تمامًا كما تحمل النفس أعماق التجارب الإنسانية.

الرسم كلحظة تأمل

كانت عُلا ترسم بهدوء، دون استعجال، تترك للّوحة الوقت كي تنضج وتتشبّع بمعناها. في الفن، وجدت شكلًا من الصمت النابض، ولحظة من السلام والتأمل الوجودي. ورغم مشاركتها في بعض المعارض في قطر، ظلّ الأهم بالنسبة لها هو ذلك الحوار الصامت الذي كانت تخوضه مع كل لوحة. لم ترَ في الفن وسيلة للوصول، بل طريقًا للفهم، للهدوء، وللوجود الحقيقي.

تحوّل عميق في المسار

لم تكن نقلة عُلا من الهندسة إلى الفن مجرد تغيير في المهنة، بل كانت تحوّلًا داخليًا. تركت عالم الأجهزة والأسلاك، لتبني جسورًا مختلفة؛ بينها وبين العالم، بينها وبين ذاتها. انتقلت من الدقة إلى الدهشة، ومن الحسابات الصارمة إلى الإحساس الخالص.

الفن كضرورة وجودية

لم يكن الفن بالنسبة لها زينةً أو ترفًا، بل ضرورة. كانت ترى في كل ضربة فرشاة جزءًا من أسئلتها، من خوفها، من إيمانها بما لا يُرى. وكانت ترسم لتظلّ حاضرة، بطريقتها، ببطء، بصدق، وبدون ضجيج.

للتواصل مع عُلا غساني:

إنستغرام: olaghassani
تابعوا عُلا لاكتشاف المزيد من أعمالها الفنية وإبداعاتها المميزة!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*