ولد عمر لوقانق في مدينة جوبا (عاصمة دولة جنوب السودان الحالية) عام 1966حيث درس المرحلة الإعدادية و المتوسطة قبل انتقاله إلى الخرطوم ليدرس المرحلة الثانوية بالمركز الإسلامي الأفريقي العالمي (جامعة أفريقيا العامية حاليًا). في العاصمة الخرطوم كان يحثه معلم مادة الفنون (حافظ عباس) على الإلتحاق بكلية الفنون الجميلة بجامعة السودان لكن هيأ القدر له منحة دراسية في المملكة المغربية في مدينة تطوان،درس الفن في المدرسة الوطنية في الفترة من 1978- 1990 و منها غادر إلى أسبانيا لمواصلة دراسته في إشبيلية غير أنه توقف عنها لأسباب مادية لذا تفرغ لإنتاج الأعمال الفنية و بيعها. في عام 2003 شد رحاله إلى فرنسا حيث عكف على دراسة اللغة الفرنسية بجانب إنتاج الأعمال الفنية. في ذات العام عاد إلى المغرب كما سافر إلى مالى و في جنوب المغرب تحديدًا أنجز العديد مع الأعمال التى شكل فيها تعامله مع الضوء عنصرًا غالبًا.
كانت ثمرة وجوده في إسبانيا التي استغرقت نحو 10 أعوام إقامة معارض في مدريد تلتها معارض أخرى في فرنسا و المانيا. يعيش لوقانق حاليًا في مدينة نيس في جنوب فرنسا. في نيس بدأ يسطع نجمه كفنان انطباعي يصور شوارع و أزقة المدينة بل سائر معالم طبيعتها و مبانيها و يمنحها بضربات فرشاته و وهج ألوانه ضوء مميًز مما جعل البعض يشبهه ببعض كبار الانطباعيين بل يصرح بفرادته في عكس ضوء سحري باهر في لوحاتت التي صورت المدينة و طبيعتها. في الواقع أفردت بعض صحف و مجلات المدينة مساحة له حيث قالت جريدة “تونتي منيت”: إنه يعيد إلى الذاكرة فنانيين أمثال سيزان، مانيه و رينوار بينما أجرت معه “نيس ماتر” حوارًا في صفحة كاملة معرفة به و أعتبرته ضمن الفنانيين المعاصرين الذين أجادوا معالم نيس انطباعيًا.
في عددها الأخير (الصادر في سبتمبر- أكتوبر 2018) تناولت مجلة “سانت جانتان” موضوعًا عن السينما و مساهمة فناني نيس و فيه تطرقت لملامح من سيرته و أستنكرت ما تعرض له من مضايقات من سلطات المدينة التي إستهجنت خروجه للرسم و التلوين في الهواء الطلق كما كان يفعل الفنانون الانطباعيون في مطلع القرن المنصرم. جدير بالذكر أن ذات المجلة قد تطرقت لمضايقة السلطات له في عددها الأسبق. لكن بالرغم من ولعه الواضح بالتصوير الانطباعي للطبيعة، المباني و الناس بشكل عام يقول لوقانق إنه لا يفضل فنانًا إنطباعيًا بعينه أو مدرسة فنية معينة و مع ذلك يظهر إعجابًا واضحًا بالبريطايين: لوشيان فرويد و فرانسيس بيكون و يتمنى أن يصل إلى مستواهما في التصوير الواقعى و التعبيري المميز الذى اشتهرا به.