الفنانة سوزان محمد بشناق، من مواليد الكويت ، حاصلة على البكالوريوس ودرجة الماجستير من روسيا في عام 1982 -1989،عضوة في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية ، عضوة في الرابطة الدولية للفنانين، باريس ، عضوة في رابطة الحرف، آسيا ،عضوة في نادي الفتاة الرياضي.
درست الواقعية وتدرجت في الأساليب والمدارس الفنية والآن منجزاتها مزيج من المدارس والثقافات لوحاتها تعبيرية تجريدية وأحيانًا رمزية ، لكنها كل فترة تبحث عن تكنيك جديد كنوع من التجديد في التعبير عن أفكارها وخيالها بنكهة جديدة .
عن المرأة تقول الفنانة سوزان :”المرأة ملهمة لي في لوحاتي ، هي همس هي عزف ولحن، أعطي بعض من تفاصيلها ليبقى الباقي مبهم وغامض .. اختياري لموضوع المرأة تأكيد على مكانتها ورسالتها في الحياة ونظرة كل فنان تختلف عن الأخر ونظرتي للمرأة هي ضرورة فنية وأيضًا إنسانية ولا تخلو لوحة من لوحاتي من وجودها حتى لو كانت لمحة أو إحساس فقط ،والمرأة هي الإنسان في مجموعتي الأخيرة “ناس” المرأة هي بطلة مواضيعي حيث من خلالها تكتمل القصة “.
اشتركت الفنانة سوزان فى العديد من المعارض الخارجية فى : روسيا ، لندن ،السودان ، بنجلادش ، مصر ، الأردن ، الجزائر ، الإمارات ، كوريا وغيرها .
يقتنى أعمالها الفنية ، الديوان الأميري ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، مؤسسة التقدم العلمي ، وزيرة الثقافة الفنلندية سوفي لندن ، برنامج صباح الخير يا كويت ، وعائلات كويتية مرموقة ، فنانين تشكيلين ، شعراء وأدباء والكثير من المعارف والأصدقاء داخل وخارج الكويت . موقع عرب 22 كان له هذا اللقاء المتميز مع الفنانة الجميلة سوزان بشناق فتعالوا ندخل إلى عالمها الفنى ونسير معها خطوة خطوة لنتعرف على مسيرتها الفنية .
فى البداية نود أن نعرف من هى الفنانة سوزان بشناق؟
فنانة تشكيلية كويتية وموجهة تربية فنية في وزارة التربية ، حصلت على درجة الماجستير من روسيا ١٩٨٩ .
متى بدأت الفنانة سوزان بشناق الدخول فى عالم الفن التشكيلى ؟ ومن شجعك عليه؟
بدأت الرسم منذ سن الرابعة وكنت أشعر بسعادة لا توصف عندما كان والدي الفنان محمد بشناق يضع لي ألوان الجواش مجهزة من درجات لونية مختلفة في علب زجاجية صغيرة المخصصة لطعام الأطفال ويضع لي الأوراق ولم يكن دائمًا يضعها حتى تكون لها أهمية أكبر ولكن عندما كان يجهز السفرة الفنية تكون فرحتي لا توصف وكونه فنانًا لاحظ إبداعي وخيالي في تلك السن وشجعني واهتم بي من خلال توجيهاته الهامة التي رافقتتي طيلة حياتي .
أنت الآن فنانة مشهورة ومعروفة محليًّا وخارج البلاد .. كيف وصلتِ إلى كل هذه الشهرة؟
حقيقة اسم والدي في الوسط الفني مشهورًا ومعروفًا حيث في الثمانينات صنف كفنان عالمي في برلين وكان فنانًا مميزًا -الله يرحمه- ذلك ساعدني بالطبع أن أشق طريقي وأن أقيم أول معرض لي على المستوى العالمي في قاعة بوشهري عام ١٩٩٩، وانطلقت في مسيرة عالم الفن من مرحلة لأخرى ومن مشاركات عديدة داخل الكويت وخارجها وأيضا ثمان معارض شخصية تحت رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب اللذين كان لهم دور كبير في تشجيعي من خلال مشاركاتي الخارجية الهامة وأيضا الملتقيات الفنية والورش الفنية ومعارضي الشخصية وكل شهرة لا تأتي بيوم وليلة إنما تأتي من مسيرة حافلة من العمل والاجتهاد المستمر في تطوير الذات على جميع الأصعدة .
مشكلة فهم اللوحة أو غموضها بالنسبة للمشاهد ما دور كل من الفنان والمشاهد فيها؟
الفن لغة عالمية تصل لقلوب الشعوب وليست بحاجة لترجمة إنما هي مسألة تذوق ولا يوجد غموض باللوحة إذا كان المتلقي مثقفًا بصريًا ومطلع على الفنون العالمية وأيضا يفهم بيئته سواء التراث أو المعاصرة والحياة العصرية التي اختلفت سماتها عما قبل .. مستوي الإدراك البصري والإحساس بالعمل الفني يختلف من شخص لآخر حسب آفاق ثقافته الفنية وتفهمه للمدارس الفنية المختلفة. أساليب التعبير المختلفة ، أحيانا يطرأ علينا فنونًا جديدة لا نفهمها ونستهجنها في البداية ولكن بعدما نفهم أهدافها وفكرها نبدأ في تفهمها وتقبلها أكثر ؛ حيث أن الفن أبوابه وعوالمه ليس لها حدود .
ما اللوحة التى تعتز بها الفنانة سوزان ؟
كل لوحة من لوحاتي بالنسبة لي مهمة لأنها نتاج عملية من التفكير والخيال والإلهام وعصارة فكر ، إحدى لوحاتي لوحة اسمها “تقاليد” اختارتها شركة أمريكية- سي أف أم – لتكون ضمن مجموعة من الفنانين من العالم في روزنامة ٢٠١٨ .
أكريلك على كانفاس قياسها ١٥٠x١٥٠ سم ، وهي عبارة عن بعض من رموز التراث والمرأة اعطيتها إحساس خليجي في لبس الدراعة وسميتها تقاليد لأنها تعكس التقاليد الخليجية المتبعة في الضيافة والدلة بأسلوب تجريدي رمزي ، اللوحة كنت قد عرضتها مع مجموعة من لوحاتي في أحد الموقع وهذه الشركة تواصلت معي لنشر اللوحة في الرزنامة .
هل حققت الفنانة سوزان بشناق ما كانت تتمناه فى الفن التشكيلى؟
على مستوى الشهرة حققتها ولله الحمد ؛ بسبب فرص جميلة تأتي من رب العالمين في مشاركات عالمية. وعرض لوحاتي في متاحف أو اهتمام بعض الشركات في وضع لوحاتي في روزنامة ولكن بالطبع الشهرة ليست الهدف إنما ما أصبو اليه دائمًا أن أطور أساليبي وتقنياتي التعبيرية وأن تكون لي بصمة خاصة والفن لا يقف في مكان ما وأقول بأني حققت ما أريده وإنما دائمًا هناك المزيد .
ما الشيء الذي يحرك بداخلك حس الفنانة لتبدع عبر الريشة والألوان؟
الذي يحرك إحساسي لعمل فني جديد هو ما يستفز مشاعري من أحاسيس من حولي في حياتي اليومية سواء أحاسيس إيجابية أو سلبية سواء مشاعر حزن أو فرح؛ أترجمها بأسلوبي الفني الذي لا يخلو من وجود المرأة التي هي معزوفتي الفنية التي تعبر عن السلام .
الذات الإبداعية عند الفنان هل تمحورها المدرسة التي ينتمي إليها؟
الذات الإبداعية موجودة في كل إنسان وفي كل مجال اذا أطلقت عنانها بدون قيود وفكرت خارج الصندوق بمعني أن لا تكون روتيني وخائف من تجارب جديدة قد تكون ناجحة ولا تؤطر نفسك داخل صندوق لا تخرج عنه لآن الصندوق سجن للفنان المبدع الحقيقي .
والمدارس الفنية مفتوحة ومتاحة للجميع والإبداع لا ينحصر في مدرسة فنية معينة المهم كيفية توظيف الفكر بالعمل الفني بأسلوب يعبر عن الفنان وعن حقيقته واتجاهه مهما كانت عصرية أو كلاسيكية أو أياً كانت إنما الأهم هو الإضافة الفكرية أو النمط الفكري الذي يميزه عن غيره بحيث لا يكون نسخة مكررة .
هل هناك خط أساسي يربط بين مختلف مضامين لوحاتك؟
في كل مرحلة من مراحلي الفنية هناك سلسلة أعمال مترابطة من حيث الأسلوب أوالمضمون والذي يربطهم هو موضوع المرأة الذي يسيطر علي بدون أدنى تذمر لأنني فعلا أعتبرها رمز للحياة والسلام كحمامة السلام .
ما هي مشاركتك في هذا الميدان على مستوى الفن التشكيلي في الكويت ؟
مشاركاتي كثيرة منذ عام ١٩٨٦ حتى الآن .
كيف تقيّمى الحركة الفنية التشكيلية في الكويت ؟
الحركة التشكيلية في الكويت في سباق مع الزمن حيث تطورت من حيث الاهتمام من قبل الجمهور أكثر من ذى قبل ومن الفنانين والحركات التشكيلية. المجاميع الفنية واهتمامهم في تطوير أنفسهم وطموحهم غير اهتمام الدولة سواء جمعية الفنون التشكيلية أو المجلس الوطني للثقافة أو الفنون والآداب .
وأيضا اهتمام الفنانين الرواد مثل الفنان ، سامي محمد ، في تأسيس مجموعة إنعكاس الدولية والتى تضم فنانين وأدباء وشعراء ومثقفين ودكاترة لتكون جهة لنشر السلام في العالم من خلال مواضيع عن الإنسان والسلام وأنا من ضمن المؤسسين .
ما هى مشاريعك القادمة فى عالم الفن التشكيلى ؟
مشاريعي الآن بعد هذه المسيرة الطويلة أن أكرس جهودي لمجموعة “إنعكاس” وأن أطور نفسي وأن أسعى دائمًا أن أكون أفضل .
أشكر أستاذ أسامة محمدعلى هذا اللقاء وأشكر موقع عرب 22 وكل الجهود المبذولة في الدعم المعنوي ونشر الفنون في العالم العربي
كما اشكر متذوقي ومحبي الفن التشكيلي على اهتمامكم .