سمر دواي ..يا أمة الموت .. أما فيكم مؤمن بالحياة !!
أين هي الشعارات التي نطلقها يوميا على شاشات التلفزة وفي مدارسنا ونراها مكتوبة بالخط العريض على مداخل مؤسساتنا وفي مكاتبها ؟ أين هي الأخلاقيات العامة ووصايا الديانات التي نتغنى بها ونعمل ونحفظها عن ظهر غيب … حتى أصبحت عقيدة نضحي من أجلها بكل غال ونفيس .. في وقت ما زلنا نتسائل عن التطبيقات المشروعة والمنصفة ؟ ما الذي أصبنا وأدى بالمجتمع العربي إلى شفى حفرة الهاوية أو حتى إمكانية السقوط المروع فيها ؟ .. تساؤلات كثيرة متشعبة متلونة ، لكن ما يجمع بينها .. يكاد يكون قاسم مشترك واحد يمكن إجماله وتسميته بالفساد و مجمل أشكاله ..الإجتماعي ، والمؤسساتي والإداري …. وكل بقية مفاصل الحياة المهمة وينبوعها مفترض الدفق حد الارواء .
الفساد ظاهرة يكاد يكون مرض قاهر مزمن تعاني منه أغلب المجتمعات ، إلا أنها استفحل كثيرا” في المجتمعات العربية ، بشكل أدى إلى انحطاطها وتأخر تقدمها ، بما لايمكن حصر اثاره في زاوية واحدة .. بل عبر موجه الغارق لكل المؤسسات والملفات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية .. . هل غياب العدالة الإجتماعية وفقدان الرفاة الإجتماعي أحد أسبابه ؟ هل تغير الأخلاق وتأثرها بالمحيط الإرهابي والقسري والدكتاتوري المرافق لموت الضمير ؟ يعد أهم أسبابها ، أم التخلف ربما؟ .. الجهل يقينا ؟؟ معزز (بضعف مناهجنا العلمية ووعقم ساليبنا التربوية والتعليمية ) ؟ كيف لنا القضاء على الفساد الإداري وحماية هذا الجيل من تشعباته وتوارثه؟؟ هل الأنظمة العربية وسياساتها الديكتاتورية رسمت لذلك من أجل بقائها واستمرارها ؟؟ هل عدم التوزيع العادل للثروات ؟ وما أداه من نشوء طبقتين ، رأسمالية تعتمد على النهب وسرقة المال العام واستغلال مكانتها وجثو مها واستيلاؤها على مقود السلطة إلى الأبد .. فيما تعاني الطبقة الفقيرة الاخرى بما لا حول لها ولا قوة .. وهي تنفذ صاغرة دون أدنى حق بالاعتراض أو مجرد التسائل .
الفساد الإداري نتيجة حتمية لفساد أخلاقي وانحرافات سلوكية تؤدي إلى ضعف المجتمع وبنيته التحتية وبالتالي انحداره ،فليس بالخبز وحده يبنى الإنسان . هل غياب دولة المؤسسات وعدم التنسيق فيما بينهم أحد هذه الأسباب التى أدى إلى الفساد؟ كغياب الرقابة المستمرة .إذا كيف لنا النهوض بهذه المؤسسات؟ ومن ثم النهوض بالمجتمع.
هنا لابد من إنشاء نظام رقابي صارم ، مهمته الإشراف والمتابعة ، بدءاً من الوزير إلى حتى أدنى درجات الخفير … بالإضافة إلى البعد كل البعد عن المحسوبيات وإختيار الرجل المناسب في المكان المناسب والإعتماد على الأجدر والأكثر كفاءة (تكافؤ الفرص) وزرع روح التنافسية وثقافة المحاسبة والتكريم والعمل بجدية ، لإيجاد حلول سريعة مستمرة لمكافحة البطالة . الفساد الإداري أحد أهم الأسباب والتداعيات التي أدت إلى ما هو عليه اليوم من أزمات سياسية وإقتصادية وأمنية وتربوية واخلاقية ومجتمعية ، تعد نتيجة طبيعية لتراكمات ظلت منذ عقود بلا حلول و لا افق ولا استراتيجيات ، فمن أهم نتاىجه هدر الأموال والطاقات البشرية .. حتى أصبح سببا مباشرا، لهجرة العقول النيرة ، ليؤدي إلى ضعف وتاخر ونخر بنية الإقتصاد وما يترتب عليها من هشاشة في النظام السياسي والإجتماعي والثقافي. مكافحة الفساد لا تتحقق إلا بطريقة متكاملة شاملة على اسس علمية اخلاقية متكاملة . تعتمد تثبيت المفاهيم ونشرها بين الناس للوعي والتطبيق .. بطرق حضارية سريعة إجبارية وتحفيزية بين عموم المواطنين إذا ما أردنا بلوغ مشارف الحياة قبل أن يغلفنا الموت في الدينا قبل الآخرة .