سبق لي مشاهدة العديد من لوحاته في أماكن مختلفة وقد اختار وجه المرأة وكيان المرأة تحديدًا كتيمة أساسية في شراكة عضوية مع الرجل للكشف عن مضامين رمزية ملموسة، تنم عن وحشية حسية جامحة وو،أما في معرضه هنا فقد حاول بوضوح ودون مواربة التأكيد على مفهوم الفصام السلوكى لفتاة اليوم التي ترتدي زيًا متناقضًا ومثيرًا للفتنة متمثلاً في (الحجاب والبنطلونات الجينز الضيقة )إرضاء لتوجه دينى متزمت من ناحية والتعبير بحرية عن نزعتها الأنثوية مع أحدث خطوط الموضة من ناحية أخرى…تلك الظاهرة الاجتماعية التي باتت في حكم العرف الاجتماعى ظاهرة منتشرة في كافة الدول العربية والإسلامية.
إذن كيف يمكن لعماد الفنان تناول هذا الوضع الذي تتباين فيه النزعة الإيمانية مع اغراءات الحياة المادية ومتطلبات الرغبات الجسدية والنفسية الملحة في ذات الوقت،هنا حاول عماد أن يصف لنا في لوحاته الكبيرة بألوانه الساخنة المتفجرة وتكوينات فتياته فى وضعياتها الشهوانية المثيرة . شكلا من أشكال التناقض الماثل بين الرأس المغطى وباقى أسفل الجسد الداعى إلى الغواية والتحرش الجنسي لدى بعض الشباب المنحرف . وهو مايعني أن العري ليس كل من تخلص من ملابسه تماما وإنما شكل الملبسٌ على الجسد والنظر إليه بطريقة حسية يصبح عريًا وأكثر إغراء قد يتجاوز معه المرء حدوده المسموح بها فى عرف القانون.
من هنا فطن الفنان إلى ضرورة مغازلة الكيان الأنثوى على طريقته الفنية المعتادة وتقديمه لنا وفقا لتصوراته على نحو غير معتاد فيزيقيا ليرينا بعض من المشاهد المتنوعة التى انتهكت حرمته المقدسة وبات رخيصًا فى سينما أفلام “البورنو” والأقراص المدمجة وعلى صفحات مجلات الايروتيكا المتداولة في الشارع الأوربى بكثرة ورغم طرحه الجرىء للأجساد الأنثوية العارية إلا من رؤوسها المتخفية بين غطاءات الأقمشة داخل حجرات المنزل على الأرجح حيث الخصوصية والتصرف بحرية بعيدًا عن أعين الفضوليين والمتطفلين والمتحرشين،الأمر الذى أكسب تشكيلاته بحلولها العضوية والهندسية مذاقًا شهوانيًا حريفًا ومثيرا للغاية .ذلك لأنه خلع على موضوعه نوعًا متطرفًا من التحريف والتشويه القصدى الذى يجافى الواقع والمنطق ويسبغ على الطبيعة الأنثوية صفات وخصائص غير مثالية .
ومع كل ما قدمه عماد من لوحات كبيرة المساحة ومتنوعة لموضوع واحد إلا أن جميعها ليس على ذات المستوى والقيمة الجمالية المضافة ،ومع هذا يحسب له خوض التجربة بجرأة متناهية قد تضعه فى موقف لا يحسد عليه بين أقرانه من الفنانين المصريين . لكن على عماد أن يتفهم جيدًا أن نتاج أعماله فى هذا الإتجاه يتطلب تؤدة وتركيزًا ووقتا وحنكة كافية فى حال الشروع مرة أخري لمثل هذه المواضيع الحساسة إلى جانب الاختيار الأمثل للمساحة التى قد يصعب السيطرة عليها أحيانا لو كان حجمها كبيرا …علاوة على أن فورة التعبير العفوى القوى لا تستجيب عادة إلا للإخلاص والتفاني والصدق وعدم التسرع.