دكتور أيمن ابو الحسن…فيروز
أيمن أبو الحسن
21/11/2015
ورطة كبيرة إن أي حد يتصور إنه يقدر يكتب عن ” فيروز” .. فيروز لم تترك قضية إلا وغنتها ، فيروز ليس فقط الصوت الفريد الفذ العبقري المتفرد لكن أيضا فيروز الفكر و القضية و توظيف الفن من أجل قيم إنسانية رفيعة .
في مسرحية الشخص ، دافعت عن أفقر ناس في المجتمع ” الباعة الجائلين” و وصلت صوتهم للشخص ، أهم شخص في الدولة .
وفي ،بترا، قالت لروما و غيرها من الجبابرة زي أمريكا و إسرائيل ” أنتو الحرب و العدد و القوة ونهر العسكر نبع الخيل و نحنا الحق و الحرية و كرامة الانسان وضحكات الأطفال” و بالفعل بتنتصر علي روما بهذه القيم الاخلاقية .
و في “بياع الخواتم” مع ،يوسف شاهين، نلاقيها بتفضح الحاكم الذي يوهم الشعب بعدو مجهول لكي يتمسك به شعبه و تسأل خالها – الحاكم- ليش اخترعت الكدبة ؟ بيقولها “الأهالي بدهن حكاية و أنا إخترعت لهن حكاية تايقولو إني بأحميهم من مجهول عليهن جايي” .
و تعيد صياغة ،روميو و جولييت، في “ميس الريم” و لا تنسي ان تخبط العمدة أيضا !
فيروز التي غنت للقدس و للسيدة العذراء و للمسيح و لمكة و للمصر و لدمشق و لكل مكان عشقته بصدق مع زوجها و أخوة الرحبانية .
لما لبنان إشتعلت بحرب أهلية في السبعينات و كل مليشيا إحتلت حي أو شارع و أقامت متاريس و حواجز مسلحة وكلهم قتلوا كلهم واختلفوا علي كل حاجة إلا فيروز، ظلت موجودة في جميع محطات الإذاعة التي كانت تدعو للقتل و الدم ، لم يتفقوا إلا علي صوتها النبيل .
و يمرض الرحباني الذي رافق رحلتها كلها مؤلفًا و ملحنًا ، و تغني بدونه ” لأول مرة” و تقولها في الاغنية بيعز عليا أغني يا حبيبي لأول مرة ما بنكون سوا .
من رابع المستحيلات اختيار ” أحسن ” أغنية أو مسرحية أو فيلم ، كل أعمالها تستحق أن تكون أحسن أعمالها !
فيروز علاج مؤكد و معتمد و أساسي للعلاج من الإكتئاب .. ينصح بجرعة صباحية و أخري قبل النوم لكي تعود مرة أخري بني آدم ..
يا سيدة الحب ، يا رمز المحبة ، يا زهرة المساكين ، كل سنة و إنتي قمر الأغاني الساهرة .
ورطة ، الكتابة عنها ورطة ، تنهال علي البال مئات الأغاني تأمرني أن أذكرها هنا و لكن كيف كان ذلك ممكنا ؟